المملكة وموسم الحج
إن موسم الحج هو أكبر موسم يجتمع فيه هذا العدد الكبير من البشر ويلتزمون فيه بأداء شعائر محددة شرعاً، في بقعة من الأرض محددة شرعاً، ولاشك أن إدارة مثل هذا الموسم تدخل في عداد إدارة "الأزمات"، التي تحتاج الى بذل مادي، وجهد عملي مضاعف، ومن يدور في تلك البقاع الطاهرة قبل موسم الحج بيوم واحد ليتعرف على مساحتها المحددة، ثم يزورها أثناء الحج ويرى تلك الجموع الغفيرة تجتمع في تلك المساحة الصغيرة، يدرك الصعوبة الكبرى في إدارة هذا الموسم العظيم، وهذه المناسبة الكبيرة.
هذه المناسبة الإسلامية الكبيرة التي يجتمع لها مئات الآلاف من المسلمين كل عام، أداءً لركنٍ من أركان الاسلام، هذه المناسبة التي تنعقد في زمان ومكان محددين، لا يصح تجاوزهما، ولا يتم أداء الفرض أداءً صحيحاً إلا إذا التزم الناس بحدودهما.
هذه المناسبة تحتاج الى جهود كبيرة، وعمل دؤوب، وخطط إدارية سليمة دقيقة، ومتابعة أمنية تناسب حجم التجمع البشري الكبير لأناس مختلفي الأجناس واللغات، متبايني العادات، متفاوتين في الأهداف والغايات.
ربما يغيب عن بال كثير من المسلمين وغير المسلمين ما تحتاجه هذه المناسبة من جهود كبيرة في تنظيمها، والتخطيط لها من كل الجوانب المعنوية والمادية، وتيسير الحركة فيها لأعداد كبيرة تتجاوز المليونين تجتمع في مكان واحد، وتستخدم طرقاً محددة، وتؤدي شعائر واحدة في وقت واحد.
ربما يغيب عن بال أولئك ما يجري من استعدادات ضخمة كل عام حرصا على توفير كل ما يحتاجه "حجاج بيت الله" من خدمات في مجالات التوجيه والإرشاد الديني والفتوى الشرعية تضطلع بها وزارة الشؤون الاسلامية، والجهات الدعوية الأخرى في المملكة، وفي المجال التنظيمي لمؤسسات وحملات الحج الذي تحمل مسؤوليته وزارة الحج، وفي المجال الصحي الذي تشرف عليه وزارة الصحة، وفي مجال النظافة الذي تتابعه وزارة الشؤون البلدية وأمانة مكة المكرمة، وفي المجال الأمني الذي يهتم بأمن هذه الجموع الغفيرة التي تزدحم بها مواقع وطرقات هذه المشاعر الطاهرة، وهو مجال ذو أهمية خاصة يحتاج الى جهود كبيرة مضاعفة، ويقظة تامة، ومتابعة دقيقة متواصلة لا تتوقف لتوفير جو آمن مطمئن لحجاج بيت الله الحرام، وهو مجال تشرف عليه وزارة الداخلية إشرافاً مباشراً وتبذل فيه من الجهود المشكورة ما يستحق التقدير.
إن موسم الحج هو أكبر موسم يجتمع فيه هذا العدد الكبير من البشر ويلتزمون فيه بأداء شعائر محددة شرعاً، في بقعة من الأرض محددة شرعاً، ولاشك أن إدارة مثل هذا الموسم تدخل في عداد إدارة "الأزمات"، التي تحتاج الى بذل مادي، وجهد عملي مضاعف، ومن يدور في تلك البقاع الطاهرة قبل موسم الحج بيوم واحد ليتعرف على مساحتها المحددة، ثم يزورها أثناء الحج ويرى تلك الجموع الغفيرة تجتمع في تلك المساحة الصغيرة، يدرك الصعوبة الكبرى في إدارة هذا الموسم العظيم، وهذه المناسبة الكبيرة.
في الحج تستنفر المملكة العربية السعودية كل ما يمكن من الطاقات المختلفة لرعاية ضيوف الرحمن، إنه عمل كبير حقاً، يُعدُّ له إعداداً متواصلاً، وتجند له أعدادا كبيرة من العاملين في شتى المجالات، فما من جهة حكومية تقريبا إلا ولها دور في هذا الموسم الكبير، هنالك وزارات مباشرة مثل وزارة الحج ووزارة الشؤون الاسلامية، ووزارة الداخلية، ووزارة الصحة، وهنالك وزارات أخرى لها دور في خدمة الحجيج عملياً ودعويا، مثل الشؤون الدينية في وزارة الدفاع والحرس الوطني، كما أن هنالك جهات أخرى تساهم في إنجاح هذا الموسم مثل الجمعيات الخيرية.
وللجمعية العربية السعودية للكشافة دور في خدمة حجاج بيت الله مساندا لدور الجهات الأمنية، خاصة فيما يتعلق بإرشاد التائهين من الحجاج.
ولاشك أن لكل جهة من الجهات الحكومية المسؤولة عن هذا الموسم الكبير دورها المهم الذي تقوم به، ولكن الجهود الأمنية تظل أكبرها مسؤولية، وأعظمها خطراً، إن الإنصاف يدعونا الى تقديم طاقات الشكر العطرة الى كل من يقوم بدور في هذا الموسم.
إن موسم الحج الأكبر يستأثر بجهود كبيرة من المملكة، وعناية خاصة من الدولة على جميع مستوياتها، وهو موسم يحتاج دائماً الى المتابعة والتطوير، والإفادة من الأخطاء وهذا ما يظهر للمتابع المنصف -كل عام- نحمد الله الذي شرَّفنا بهذا العمل الجليل.
إشارة:
تصبح الأرض رَحَبةً بالتآخي *** وبروح العداءِ كالزنزانَة
- التصنيف:
- المصدر: