أبو معاذ الإسماعيلي وكتبه النافعة
ملفات متنوعة
- التصنيفات: موضوعات متنوعة -
الصديق العزيز المبارك والمسدد بمؤلفاته والمتخصصة في بيان فضل آل البيت والرد على المخالف بطريقة جديدة هي (الأنساب والمصاهرات مع مشجراتها) بشكل علمي مبدع الشيخ أبو معاذ الإسماعيلي والذي نحسبه والله حسيبه من الأعلام الذين سبقوا في التصنيف في هذا الفن سد ثغرة لم تسد من مئات السنين، وقد ذكر لي حفظه الله أنه لا يوجد مصنفا مستقلا في هذا الفن من صدر الإسلام حتى وقتنا إلا ورقات يسيرة سأشير لها لاحقا، وبهذا الجهد الكبير أحببت أن أعرف القارئ الكريم عن الرجل ومصنفاته الفريدة التي كانت غصة في حلوق المخالفين وبإسلوب "القوة الناعمة" أو الرد العلمي الهادئ.
وقد أخبرني أنه كان يعكف على كتب ومصادر الشيعة في الكويت وينسخ ويصور!!، نعم يصور فقد كان الشيعة من أسهموا في فتح الباب له أملا في تشيعه كونه مصريا حتى أن أمين المكتبة كان يساعده في إخراج مئات المصادر خارج المكتبة شريطة إعادتها بعد الفراغ منها، فعكف على التصنيف والتبويب والتصوير في هذا الفن. وكان أحد السادة الشيعة المعممين يساعده في شرح بعض المصطلحات العلمية، وقد طبعت له المملكة العربية السعودية مكتبة الملك فهد الوطنية ثلاثين ألف نسخة وترجمت بعض كتبه للفارسية والأوردو كما أعجب الشيخ الفاضل أشرف عبدالمقصود - وهو من تلاميذ العلامة الألباني - بمصنفاته فطبع له سبعة من كتبه في مكتبة الإمام البخاري ومن هذه الكتب:
كتاب (إتحاف أهل السنة بأنساب العشرة المبشرين بالجنة): يقع الكتاب في ( 192) صفحة من الحجم الكبير، وقد قسم الباحث كتابه إلى مقدمة وتمهيدات ثلاثة وعشرة فصول، وخاتمة، وملاحق ضمنها وثائائق مصورة من مصادرها كما ذكرت، وهي مكملة ومدعمة للبحث.
- تناول في المقدمة فضل الصاحبة رضوان الله عليهم، وأشار لأهمية علم الأنساب خاصة، وقد كثر الطعن في أنساب الصحابة من قبل طائفة معينة معروفة بذلك، وبين علة الطعن في نسب تسعة من العشرة المبشرين بالجنة (باستثناء علي ابن أبي طالب فلم يطعن أحد في نسبه).
- وفي التمهيدات الثلاثة تناول المؤلف: التعريف بهشام بن محمد بن السائب الكلبي، وبين منهجه وأسلوبه، لأن الطامة في نقل الرويات المكذوبة تأتي دائما من قبله، وحدد مذهب الرجل وغايته وأراء العلماء فيه.
- وفي التمهيد الثاني بين اهتمام العرب بعلم الأنساب وتفردهم فيه، ثم تساءل في التمهيد الثالث عن سبب غفلة العلماء في الدفاع عن أنساب الصحابة (رضوان الله عليهم) مع كثرة الطعن في نسبهم.
- أما الفصول العشرة: فقد تناول المؤلف في كل فصل نسب كل صحابي من العشرة المبشرين بالجنة مرتبا إياهم حسب قربهم نسبا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بدئا بعلي فعثمان فالزبير فسعد فعبدالرحمن فطلحة فعمر فسعيد فأبي عبيدة الجراح.
وقد اتخذ المؤلف المنهجين (الوصفي والتاريخي) أسلوبا لعرض الحقائق المتعلقة بأنساب هؤلاء العشرة، مشيرا إلى دلالات تلك الحقائق فمن ذلك ما أورده من رسم لمشجرة جمعت المصاهرات بين آل الصديق وأعلام أهل البيت (ص107) ويعلم م خلالها:
- زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصديقة بنت الصديق.
- زواج الحسن بن علي بن أبي طالب من حفصة بنت عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق.
- زواج موسى (الجون) ابن عبدالله (المحض) ابن الحسن (المثنى) ابن الحسن (السبط) من أم سلمة بنت محمد بن طلحة بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق.
- زواج إسحاق بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب من أم حكيم بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.
- زواج محمد (الباقر) ابن علي (السجاد) ابن الحسين بن علي بن أبي طالب من أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق. وهذا الزواج كانت ثمرته جعفر الصادق الذي أثر عنه قوله "ولدني أبو بكر مرتين"، وهكذا يفاد من المشجرة ما يمكن تسطيره في صفحات.
- وقد أفاض المؤلف جدا في عرضه لذرية علي بن أبي طالب ولعل ما يغفر له في هذا الإسهاب الإشارات اللطيفة لما كان من مصاهرات بين آل علي والصحابة رضوان الله عليهم.
- وقد دعم المؤلف كتابه بالعديد من الرسوم والمشجرات التي تبين تشابك المصاهرات بين آل البيت والعشرة، ومن أهم تلك المشجرات مشجرة جامعة ص(148) طبعت ملونة بينت اتصال العشرة بنسب الرسول وكذا أمهات المؤمنين جلهم.
- وفي الخاتمة عرض الباحث أشعارا منتقاة في مدح آل البيت والصحابة لابن جابر الأندلسي، كما قد عرض في ملاحق كتابه:
- جدول يبين مرويات أعلام أهل البيت في كتب الحديث، ونص من كتاب "حديقة الشيعة" باللغة الفارسية للأردبيلي يوضح الطعن في نسب عمربن الخطاب، ونص ما أورده الشيرازي في كتابه (الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين) من الطعن في نسب الصديق أبي بكر رضي الله عنه.
- ومما يؤخذ على المؤلف: وجود أخطاء لعلها مطبعية في الجدول ص(172) ينبغي تصويبها وإعادة النظر فيها.
- ينبغي الولوج بشكل دائم للمنهج التحليلي بعد استقراء ووصف ما كان من مصاهرات وأنساب بين الصحابة وأهل البيت.
- ولعل مما أفاد فيه المؤلف الحواشي الدقيقة التي أوردها خاصة ص 71، 99 ، 113، 121، 122، 123، 124.
- لقد عرض الشيخ أبو معاذ الإسماعيلي حفظه الله في تلك الحاشية الأخيرة كنموذج ما كان من افتراءات في نسب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مع ذكر المصادر بأرقام صفحاتها وأجزائها، ثم انتقد هذه الروايات إيجازا، وأشار للعديد من المصادر لتقصي تلك الشبهات وبيان أمرها.
فجزى الله خيرا المؤلف على جهده المتميز وسأتناول في المقال الثاني ملخص كتابه الثاني (القول الجلي في إثبات زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم بنت علي).
كتبه محمد الحجي
المصدر: طريق الإسلام