حُلم فتاة

منذ 2015-10-07

سلامٌ علي "الطيبين" الذين يصنعون الفرحة وينشرون السعادة في الزمن الصعب!

ولما علم من والدها "الطيب" المريض المتعفف الذي يكافح بشرف علي هامش صفحة الوطن أن حلم ابنته "الكبير" أن تذهب للمدرسة بحذاء "جديد" بعد سنتين من استخدام نفس الحذاء، تمزق تماماً وهي تحاول أن تصلحه وهي راضية ولاتشتكي كعادتها؛ ولكن سخرية زميلاتها لاترحم في زمن "صعب" نعيش فيه، ذهب صديقي مع الرجل الطيب وابنته لتختار الحذاء الجديد، فتاة صغيرة بريئة وشديدة الحياء ولاتصدق أنها ستحقق أحلامها أخيراً.

ولما وقع اختيارها علي الحذاء لمعت عيناها بسعادة وفرحة لاتقدر بثمن! وضع صديقي الأموال في يد والدها بدون أن تلاحظ ابنته لكى يحافظ علي صورة الأب... كانت الفتاة تحتضن بضاعتها "الثمينة" وكأنها قد حِيزت لها الدنيا ومافيها، انصرف الأب وهو يمسك يد صغيرته ليعيشوا لحظات من الفرحة الصادقة!

عندما تفتح دولاب ملابسك؛ فتقف حائراً لاتدري ماذا ترتدي من كثرة الملابس وتنوعها؛ فتذكر أن هناك من يحلم بحذاء واحد "رخيص"!

وتذكر أن الله ما أعطاك إلا ليبتليك أتشكر وتنفق وتعطي؛ ومامنع غيرك إلا ليبتليه أيصبر ويرضى؟

أن يجعلك الله سبباً في السعادة ويبعث لك خَلقه "المحتاجين" حقاً، وييسر لك أن ترى لحظات "السعادة" الساحرة في وجوههم؛ ويختارك لتكون من "صناع" الفرحة فهو فضل كبير، تظنه بالأمر السهل؟!

لا والله، فقد اختارهم الله وصنعهم علي عينه ومنحهم من رحمته!

سلامٌ عليك ياصديقي، سلامٌ علي "الطيبين" الذين يصنعون الفرحة وينشرون السعادة في الزمن الصعب!
سلامٌ علي "المجهولين" في الأرض "المعروفين" في السماء...!

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

وسام الشاذلي

حاصل علي الماجيستير المهني والدكتوراة المهنية في إدارة الأعمال تخصص إدارة المشروعات

  • 6
  • 0
  • 2,878

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً