رحيل بلا عودة
وسام الشاذلي
مازال "الموت" أفضل من يدفعنا لفعل الخيرات وترك المنكرات وصنع الفرحة والاستعداد للقاء الأخير ... ومازالت الأحلام "ممكنة" مادامت النفوس "مؤمنة"!
- التصنيفات: دعوة المسلمين - قصص مؤثرة -
ولما علم أن "النهاية" قد أوشكت، أمسك يدي بيده "المرتعشة" ونظر لي نظرة لاتنسى وقال: (أنا مؤمن بقضاء الله وعارف إن الموت حق بس فعلاً مش مُستعد للقاء الله دلوقتي وخايف جداً!) ...
ومن منا مُستعد ياصديقي؟!
وبعد أن واريناه التراب ونزل "بمفرده" وقفت أدعو له...
كيف هو الموت ياصديقي؟ وكيف هي أول ليلة في القبر؟
كنت تحب الله ورسوله وترغب في الخير وتكره الشر... فلعلنا نلتقي في المشهد "الأخير"، سأكون هناك أسير وحدي حاملاً كل أخطائي ومعترفاً بها، وسيكون هناك الكثير من الصالحين الذي استعدوا وسبقوا، سيبحثون عن خير من مشى علي الأرض ليشربوا من يده، أما أنا فسأحاول أن ألحق بهم رغم "التعثر"، وسأكون في قمة "خجلي" أنظر من بعيد ...
فأنا أحببت الله ورسوله وحاولت كثيراً، ولكنني كنت أتمني أن أكون أفضل من ذلك! مازالت الحياة فرصة "رائعة" وكل دقيقة فيها لها ثمن -لو تعلمون- عظيم، ومازال "الموت" أفضل من يدفعنا لفعل الخيرات وترك المنكرات وصنع الفرحة والاستعداد للقاء الأخير ... ومازالت الأحلام "ممكنة" مادامت النفوس "مؤمنة"!
عن الذين "يذهبون" ولا "يعودون"!