تسع وثلاثون فائدة للكُتّاب من مانع الجهني
توفي الدكتور مانع بن حماد الجهني عام (1423) على إثر حادث مروري شنيع قرب مطار الملك خالد الدولي بالرياض، وعمره حينذاك نيف وستون عامًا، قضى ربعه الأخير أمينًا عامًا للندوة العالمية للشباب الإسلامي (1406-1423)، وأمضى عُشْره عضوًا في مجلس الشورى السعودي (1417-1423)، وله نشاط دعوي وخيري كبير، تجاوز الأطر المحلية إلى رحاب العالم.
توفي الدكتور مانع بن حماد الجهني عام (1423هـ) على إثر حادث مروري شنيع قرب مطار الملك خالد الدولي بالرياض، وعمره حينذاك نيف وستون عامًا، قضى ربعه الأخير أمينًا عامًا للندوة العالمية للشباب الإسلامي (1406-1423هـ)، وأمضى عُشْره عضوًا في مجلس الشورى السعودي (1417-1423هـ)، وله نشاط دعوي وخيري كبير، تجاوز الأطر المحلية إلى رحاب العالم.
ومع الانهماك بالعمل الخيري، والدعوي، والبرلماني، والأكاديمي؛ فإن له مشاركات ثقافية وأدبية؛ من خلال التأليف أو الترجمة، ولا عجب من هذه الجدية، فحياته رحمه الله حياة مكافح جلد صبور، والله يخلف على الأمة خيرًا منه، ويحفظ أولاده الثمانية عشر، وأمهاتهم، وبقية آله.
ومما ترجمه رحمه الله، ثلاثة كتب تدور في فلك الكتابة وشؤونها، ولاغرور. فالكتابة سبيل مبين من سبل رفع وعي الأمة، وأداة قوية في تمكينها من أخذ حقها بعد أداء واجبها. الكتاب الأول بعنوان: كتابة القصة القصيرة، تأليف ولسن ثورنلي، وطبعته الأولى من منشورات نادي جدة الأدبي عام (1412هـ)، وعدد صفحاته(336) صفحة من القطع المتوسط.
أما الكتاب الثاني فعنوانه: معالم كتابة المقالة، وهو ترجمة لفصول مختارة من كتابين مختلفين، أحدهما ألفته: جاكلين بيرك، والآخر من تأليف لويس بوتان، وأصدره نادي القصيم الأدبي، وكانت طبعته الأولى عام(1421هـ)، ويقع في (93) صفحة، وموضوعاته مقسمة إلى اثني عشر عنوانًا تهم الكاتب الناشئ، والمؤلفان مهتمان ببرامج تعليم الكتابة، ولذا اختارهما المترجم بعناية ونصح.
وعنوان الكتاب الثالث: معالم القص، حيث نشر النادي الأدبي بالرياض الطبعة الأولى منه عام (1422هـ)، ويتكون من(206) صفحات، وهو عبارة عن ستة عشر فصلًا قصيرًا، كتبه شخص أو أكثر، وقد قرأت الكتاب الثاني، وأجزاء من الكتاب الثالث؛ وعنهما فقط أنقل ما يلي:
1. الكتابة نشاط إنساني ضروري يحتاج إلى براعة فائقة.
2. الكتابة عملية مثيرة تتطلب مهارات مركبة: عقلية، نفسية، بلاغية، نقدية.
3. للوصول إلى حد الامتياز؛ لابد من تعلم الصبر، وبذل الجهد إلى أقصى حدود الاحتمال.
4. من الطبيعي أن تكون المسودة الأولى والثانية غير صالحتين للنشر.
5. هناك متطلبات سابقة على الكتابة، هي: التفكير، التخطيط، التجميع، التصنيف، التنظيم.
6. لن تصبح كاتبًا بمجرد حضورك برنامجًا عن تعليم الكتابة أو القراءة حوله، فهذه تمنحك بصائر حول طبيعة فن الكتابة فقط، وتعينك على البداية الرشيدة.
7. من الصفات المهمة للكتابة: الإيجاز، الوضوح، تناسق الكلمات، ترك التصنع.
8. يجب أن تؤدي كل كلمة دورًا معينًا، واحذر من زخرفة الكلام دونما جدوى.
9. اجعل كتابتك سببًا للفهم وليس حاجزًا دونه، وإياك والتعقيد.
10. اعرف نفسك، والقراء، ومناسبة الكتابة، وعلاقتك بالموضوع، والشيء الذي تريده من القارئ.
11. لابد أن ينمو الكاتب المبتدئ حتى يصبح معلم نفسه، وناقد نفسه ، ومُراجع نفسه.
12. الشرط الوحيد هو أن يعرف الكاتب ما يكفي عن موضوعه حتى يتمكن من الوصول إلى رأي.
13. الحقائق تغذي الموضوع وتشعل جذوة الحياة فيه، وتقودك إلى الرأي الصحيح.
14. المعرفة المتخصصة، والهواية الشخصية، تعطيانك فرصة أحسن لجمع المعلومات، ودمجها في كتابتك.
15. لتحويل موضوع عادي إلى مشوّق أمطره بوابل من الأسئلة.
16. جوابات الأسئلة تحدد مسار الكتابة، وتزيل الضبابية عن الموضوع.
17. كن مدركًا لكل نقاش يمكن إيراده ضد وجهة نظرك، فهذا يعينك في حسن السبك.
18. قد تكتشف ضرورة إعادة كتابة المقدمة بعد التوسط في المقالة.
19. أساس فن الكاتب ليس في مهارته؛ ولكن في إرادته ورغبته في أن يكتب.
20. الكاتب مفتون بالمعاني التي تقع تحت المظهر الخارجي للحياة، فاكتشاف تلك المعاني مهمة سامية.
21. الكاتب الناشئ المحاط بشخص يشجّعه يكون قد بدأ بداية موفقة.
22. فترات التوقف غالبًا ما تكون دقات جرس النعي لموهبة رائعة.
23. ما دمت تكتب بانتظام فموهبتك تجدد نفسها ذاتيًا.
24. يجب أن تقرأ بنهم كي تكون كاتبًا مؤثرًا.
25. إن اختيار مواد القراءة حسب الرغبة والمزاج ترف لم يستمتع به كاتب في يوم من الأيام.
26. ابق على صلة بكتاب آخرين من خلال النوادي وغيرها دون أن تلتصق بهم.
27. دَوِّن أفكارك وملحوظاتك ورقيًا أو إلكترونيًا، وطالعها بين فترة وأخرى.
28. خصص ساعات يومية للكتابة، وراجع جدولك اليومي، وتخلص من أي نشاط غير مفيد.
29. ضع في برنامجك اليومي وقتًا للراحة، والاسترخاء، والتمارين الرياضية.
30. بقدر ما تصبح المقالة التي تكتبها مهمة لديك تبدأ مطالبها تلح عليك.
31. يحتاج الكاتب أن يختلط بالناس ليجدد معرفته بالإنسانية، ولتكون كتابته عن شؤونهم مؤثرة.
32. إن فترات الاستجمام جزء ضروري ومفيد من حياة كل كاتب؛ واستعمالها الحسن أو السيئ هو الذي يصنع الفرق في المستقبل.
33. الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها هي أن النجاح في الكتابة هو كالنجاح في أي حقل آخر يتطلب كثيرًا من الجهد الإنساني المتخصص.
34. لابد للكاتب من تضحيات ومن تعلم شيء جديد كل يوم حتى يكون محترفًا.
35. لابد أن تكون لك بداياتك كناشئ؛ فلا تقلد أسلوب أحد من الكبار.
36. لايهم كثيرًا مستوى إنتاجك الأول، بل الذي يهم هو بناء العادة.
37. اجمع المواد ذات الصلة بالموضوع، فهذا طريقك نحو الإجادة.
38. تخيل أنك سترسل عملك كبرقية وأنك ستدفع مبلغًا كبيرًا عن كل كلمة! لتكتشف مقدار الحشو في عملك الذي يمكن حذفه دون تأثير.
39. لامناص لك من استقطاب القارئ من الأسطر الأولى حتى لايفلت منك.
لقد شجعني على عرض هذين الكتابين الرائعين، واقتباس بعض الفوائد منهما، أن أجدد سيرة هذا الرجل المبارك غفر الله له، لعل قارئًا مجاب الدعوة أن يذكره في وتره أو سجوده، وفوق ذلك أرجو أن يناله أجر من أفاد من المقالة، أو من هذه الكتب، وثالثة آمالي هي حث الفضلاء كي يقتدوا بأبي محمد، ويخرجوا للناس آثارهم؛ لتظل حية بعدهم، خاصة ماكان علمًا ينتفع به، فاللهم أنزل على عبدك رحماتك، وارفع درجته مع أوليائك، وألحقنا بهم بجودك وإحسانك.
- التصنيف:
- المصدر: