إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ
أبو الهيثم محمد درويش
- التصنيفات: التفسير -
صدقة العلانية أفضل أم صدقة السر ؟؟
للإجابة على هذا التساؤل بداية يحسم كلا الموقفين إخلاص العبد ..فمن حرص على الإخلاص في السر أو العلن فقد نجا بعمله الصالح من البوار .
ثم بعد ذلك تقاس المصالح المترتبة على العمل ...هل في إظهارة دعوة و حض على الخير و نشره ...
هل في الإسرار مصلحة لعدم جرح فئات لا يصلح إعطائها علانية بسبب تحرجها و تعففها الشديد .
هنا تقدم المصلحة الأكبر
قال تعالى :
{إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [ البقرة 271] .
قال العلامة السعدي رحمه الله :
أي: { إن تبدوا الصدقات } فتظهروها وتكون علانية حيث كان القصد بها وجه الله { فنعما هي } أي: فنعم الشيء { هي } لحصول المقصود بها { وإن تخفوها } أي: تسروها { وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم } ففي هذا أن صدقة السر على الفقير أفضل من صدقة العلانية، وأما إذا لم تؤت الصدقات الفقراء فمفهوم الآية أن السر ليس خيرا من العلانية، فيرجع في ذلك إلى المصلحة، فإن كان في إظهارها إظهار شعائر الدين وحصول الاقتداء ونحوه، فهو أفضل من الإسرار، ودل قوله: { وتؤتوها الفقراء } على أنه ينبغي للمتصدق أن يتحرى بصدقته المحتاجين، ولا يعطي محتاجا وغيره أحوج منه، ولما ذكر تعالى أن الصدقة خير للمتصدق ويتضمن ذلك حصول الثواب قال: { ويكفر عنكم من سيئاتكم } ففيه دفع العقاب { والله بما تعملون خبير } من خير وشر، قليل وكثير والمقصود من ذلك المجازاة.