قلوب الأطفال

منذ 2015-11-06

في المسجد الواقع في الحي "الراقي" نشاط لتحفيظ القرآن للأطفال مع بعض الأنشطة الترفيهية، اعتادت الأم الذهاب مع بناتها الصغار، ولأن المسجد هو بيت "الله" وهو مفتوح لجميع "ضيوفه" فهناك بعض البنات البسطاء من أبناء حراس العمارات المجاورة، يحفظون القرآن ويمارسون بعض الأنشطة البسيطة "المبهرة لهم" ويجلسون في أجواء "مكيفة" تسعد قلوبهم الصغيرة، يتجمعون مع بعضهم ولايختلطون بباقي الأطفال بسهولة، اهتمت الأم كعادتها بهم وقامت بمساعدة واحدة منهن في بعض الأنشطة وقامت باحتضانها بصدق وحب، اندهشت الفتاة البسيطة جداً من اهتمام الأم التي لاتشبههم ومن "الحضن" المفتقد ثم قامت باحتضان الأم التي لاتعرفها أكثر من مرة وكأنها تجرب تلك "المشاعر" المدهشة! اندمج الصغار البسطاء بسهولة مع بنات الأم التي علمتهم أن الإنسان قيمته في إنسانيته وليس فيما يملك، وكان يوماً ممتعاً للجميع!
علي هامش صفحة الحياة وبعيداً عن الوجوه المتكلفة والمشاعر المزيفة هناك الكثير من الأشياء الجميلة المدهشة، ورب "حضن" صادق أو اهتمام حقيقي يصنع فرحة "حقيقة" لقلب طفل صغير "وقلوب الأطفال قريبة من الله" فيكون سبب سعادتك وفرحتك "الغائبة"، للسعادة أهلها ولأصحاب القلوب "الكبيرة" قصتهم ... وهم وإن كانوا "مجهولين" في الأرض يسيرون بيننا ولانعرفهم، إلا أنهم "معروفون" لدي من خلقهم واختصهم بجزء من "رحمته"، تحبهم الأرض التي يسيرون عليها وتبكيهم السماء حين يرحلون ... وكفى به فوزاً عظيماً ... كفى به فوزاً عظيماً!

مرةً أخرى، عن المجهولين في الأرض، المعروفين في السماء!
 

وسام الشاذلي

حاصل علي الماجيستير المهني والدكتوراة المهنية في إدارة الأعمال تخصص إدارة المشروعات

  • 6
  • 0
  • 2,105

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً