[07] تأثير التفريط في القيام بالطاعات القلبية في التلبس بمعاصيها
خالد أبو شادي
إن أعمال القلوب منها: الطاعات والمعاصي.
والواقع أن هناك أثرًا للتفريط في القيام بالطاعات القلبية في التلبس بمعاصيها، فالقلب وعاء، إن عُمر بالإيمان واليقين ومحبة الله جل وعلا والإخلاص له وخشيته والرجاء له ونحو ذلك من طاعات القلوب، فإنه سيتخلص مما يضاد ذلك من المعاصي القلبية
- التصنيفات: تزكية النفس - أعمال القلوب -
إن أعمال القلوب منها: الطاعات والمعاصي.
والواقع أن هناك أثرًا للتفريط في القيام بالطاعات القلبية في التلبس بمعاصيها، فالقلب وعاء، إن عُمر بالإيمان واليقين ومحبة الله جل وعلا والإخلاص له وخشيته والرجاء له ونحو ذلك من طاعات القلوب، فإنه سيتخلص مما يضاد ذلك من المعاصي القلبية، كالشك، وتعلق القلب بغير الله، والرياء، ونحوها. وإن حصل تفريط في القيام بتلك الفرائض القلبية نتج من ذلك التلبس بمعاصي القلب.
يبين هذه الحقيقة ابن القيم حيث يقول: "فوظيفة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} على القلب قبل الجوارح، فإذا جهلها وترك القيام بها، امتلأ بأضدادها ولابد، وبحسب قيامه بها يتخلص من أضدادها" (مدارج السالكين).
ومما يوضح ذلك أن محبة الله وخشيته والإنابة إليه والإخلاص كلها من عبادات القلب، والتعلق القلبي بغير الله من خلال العشق المحرم من المعاصي.
يقول ابن تيمية: "وما يبتلى بالعشق أحد إلا لنقص توحيده وإيمانه، وإلا فالقلب المنيب إلى الله، الخائف منه فيه صارفان يصرفانه عن العشق، أحدهما إنابته إلى الله، ومحبته له، فإن ذلك ألذ وأطيب من كل شيء، فلا تبقى مع محبة الله محبة مخلوق تزاحمه
الثاني: خوفه من الله، فإن الخوف المضاد للعشق يصرفه" (مجموع الفتاوى) .
وذكر ابن القيم نحوًا مما ذكره شيخه، واستدل عليه بقوله تعالى في حق يوسف {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف:24] فالآية تفيد: "أن الإخلاص سبب لدفع العشق، وما يترتب عليه من السوء والفحشاء، التي هي ثمرته ونتيجته، فصرف المسبب صرف لسببه" (زاد المعاد وانظر: الاستدلال بالآية على نحو ذلك في مجموع الفتاوى. قال الشوكاني: "قرأ ابن عامر وابن كثير وأبو عمرو " المخلصين "بكسر اللام، وقرأ الآخرون بفتحها، والمعنى على القراءة الأولى أن يوسف عليه السلام كان ممن أخلص طاعته لله، وعلى الثانية أنه كان ممن استخلصه الله للرسالة" (فتح القدير).