يعلمون الحق
أبو الهيثم محمد درويش
- التصنيفات: التفسير -
يعلمون أنه الحق , و تمنعهم أسباب شتى عن الإذعان له
إما خوف على النفس و المال و الدنيا و الوضع الاجتماعي
أو عنادو مكابرة للحق الواضح
أو إعراض و لا مبالاة بالدين من الأساس
و في أزمان الهزيمة النفسية للمسلمين هناك من يتأثر بتمنع الكفار عن الدخول في الإسلام دون أن يتأمل أو يحاول استنتاج الأسباب الحقيقية لإعراضهم و تمنعهم و هنا يصبح الكفر و أهله فتنة واضحة خاصة لمن كان على حرف أو ضعيف البناء .
قال تعالى :
{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} . [آل عمران 71]
قال السعدي :
أي: ما الذي دعاكم إلى الكفر بآيات الله مع علمكم بأن ما أنتم عليه باطل، وأن ما جاءكم به محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق الذي لا تشكون فيه، بل تشهدون به ويسر به بعضكم إلى بعض في بعض الأوقات، فهذا نهيهم عن ضلالهم.
ثم وبخهم على إضلالهم الخلق، فقال { يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون } فوبخهم على لبس الحق بالباطل وعلى كتمان الحق، لأنهم بهذين الأمرين يضلون من انتسب إليهم، فإن العلماء إذا لبسوا الحق بالباطل فلم يميزوا بينهما، بل أبقوا الأمر مبهما وكتموا الحق الذي يجب عليهم إظهاره، ترتب على ذلك من خفاء الحق وظهور الباطل ما ترتب، ولم يهتد العوام الذين يريدون الحق لمعرفته حتى يؤثروه، والمقصود من أهل العلم أن يظهروا للناس الحق ويعلنوا به، ويميزوا الحق من الباطل، ويظهروا الخبيث من الطيب، والحلال والحرام ، والعقائد الصحيحة من العقائد الفاسدة، ليهتدي المهتدون ويرجع الضالون وتقوم الحجة على المعاندين قال تعالى { وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم } .
أبو الهيثم