هل جزاء الإحسانِ إلا الإحسان

منذ 2015-11-17

كُلُّ من تَكَلَّفَ لأجل من يُحب.. صفة يحبها.. ولو لَم يُجبَل عليها.. فذلك أمرٌ لو تعلمون عظيم..!

وظَللتُ كثيرا.. أتأثر لِمَرأى أب يُلاعب طفله.. أو يَضُمّه.. أكثرُ بكثير من تأثري لرؤية الأطفال في أحضان أمهاتهن.. يَسقينهم حُبّا..  ويُحيطونهم بِهالة من رِفق و حنان..  

وكنت أعجَب للطريقة التي أشعُر بها..!

وحينَ  فَكَّرت.. وجدتُ أن حنان الرجل  وإغداقه مشاعره على من يُحب هو بالفعل مشهد يَدعو للتأثر والتعجب.. ذاك أن البَوح بالمكنون.. حَدّ الإغداق.. ليس من فِطرة الرَّجُل.. فإذا تَكَلَّفه.. لأجل من يُحب .. حُبّا وكرامة.. كان الاحتفاء بفعله والانفعال به.. أقل ما يجب.. جزاء ما تَصَنَّع من صفات لأجل محبوبه.. حتى صارت وكأنها في أصل طباعه..! تحقيقا لِقول الذي لا يَنطِقُ عن الهوى: «إنما العِلمُ بالتَّعَلُّم؛ والحِلمُ بالتَّحَلُّم» (رواه الطبراني وغيره وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة، وصحيح الجامع).

فكَذا.. كُلُّ من تَكَلَّفَ لأجل من يُحب.. صفة يحبها.. ولو لَم يُجبَل عليها.. فذلك أمرٌ لو تعلمون عظيم..!

وكأنه سَمَح لُحِبِّ ذلك الحبيب.. أن يتسلل إلى ما وراء حُجُب النَّفس.. وخَلف الشِّغاف.. ويُغَيِّر ما فيه ويُرَوِّضه.. كي تَجري فيه مقادير الله ويأسره بلا حَرب.. وحُبّه والشوق إليه زيادة..!

فلا تتغافل عن من كان هذا معك حاله.. فلقد وهبك أغلى ما عنده.. قطعة من قلبه ومفتاحاً لروحه..! وانظر ماذا أنت بِفاعِل معه.. جزاء ما سَقى قَلبك حُبّاً وارتواءً.. وتَمَثَّل قَول رَبِّك: {هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ} [الرحمن:60].

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

بسمة موسى

مهتمة بالقراءة في مجالات مختلفة والمجال الأدبي خاصة بفروعه المختلفة

  • 0
  • 0
  • 3,115

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً