استثارة النقاشات في ثوابت الدين؛ رداء خفاء لزندقة العلمانيين
مهما اجتمع الناس على حرب دين الإسلام فإنه باق، ورغم تعدد المحاولات لإطفاء نور الحق، بالسعي إلى هدم ثوابته وتشويهه وتعطيله وتنحيته، فإنه لا يزال حيا قائما موجودا، ولا تزال طائفة من هذه الأمة ظاهرين على الحق ثابتين مدافعين أمام ما يقوم به بنو علمان من أمور غريبة تحت مسمى استثارة النقاشات.
إن الحرب الطاحنة على الإسلام ليست وليدة اللحظة، فمحاولة تشويه ثوابته وقضاياه الإيمانية انطلقت ببداية الدعوة الإسلامية حينما نادى نبينا صلى الله عليه وسلم بوحدانية الله وإخلاص العبودية له وحده، فاتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأشنع الاتهامات وتعرض لأشد الهجمات، وحاولوا الانتقاص والتقليل من شأنه، ومنذ ذلك لم تتوقف هذه المعارك بالعمل على هدم هذا الحصن المتين لضمان الحيلولة السلسة إلى نفوس أبناء الإسلام فيصبحوا غير متأثرين بهذه الحملات التشويهية لدينهم.
مهما اجتمع الناس على حرب دين الإسلام فإنه باق، ورغم تعدد المحاولات لإطفاء نور الحق، بالسعي إلى هدم ثوابته وتشويهه وتعطيله وتنحيته، فإنه لا يزال حيا قائما موجودا، ولا تزال طائفة من هذه الأمة ظاهرين على الحق ثابتين مدافعين أمام ما يقوم به بنو علمان من أمور غريبة تحت مسمى استثارة النقاشات، فنجد الكثير من أفراد مجتمعنا حرصين حرصا شديدا على الذود عن ثوابت ديننا الحنيف لا يجيدون وصفا لما يقوم به هؤلاء الشرذمة سوى أنه مجرد تهريج منهم لزندقتهم، بكونهم لا يجيدون إلا حمل المعاول لمحاولة هدم الثوابت وإشاعة الفتن، ولو لم يمتحن هذا الدين في الواقع، بمثل ما يكيد به هؤلاء، وبما يمكرون به أناء الليل والنهار، ما بانت عظمة هذا الدين، ولا ظهر تفوقه.
إن مما يدهش له المرء أشد الدهش من شأن معشر العلمانيين اعتبار أنفسهم من المسلمين المستنيرين الذين تخلصوا من التبعية والجمود والأصولية والظلامية وغير ذلك من الأمور التي تنسب إلى من يلتزم بنصوص الشريعة الإسلامية كمرجع يحتكم إليها، مع أن الشريعة مرنة مع متطلبات الواقع المعاصر وما أستحدث فيه من نوازل ولا تلغي المستحدث من الأمور، على عكس زعمهم الباطل باعتبارها لا تقبل بحال من الأحوال التغيير والتطوير مع واقعنا المعاش.
لكن يظل كيلهم سهل الطفح، وخداعهم هين الكشف، وحقيقتهم تطفو بسرعة أمام خبث ما يسعون إليه، وزحفهم واقف واقف لا محالة، فما يسعون إليه من وراء ما ينعتونه باستثارة النقاشات هو مجرد محاولة لخلق حالة هيجان دائم في محيط المجتمع الإسلامي؛ بأعاصير حروبهم الفكرية السافهة، ورياح مطاحناتهم التافهة، والتي لا تهدف إلا إلى أمرين اثنين ألا وهما:
- إحداث هزة في ثوابت الدين لدى المسلم العامي، بغرس بذرة من بذور الشك بشبهاتهم في النفوس.
- خلق أكبر عدد من ردود الأفعال لصنع حالة من الجدل في المجتمع، فيستغلون بعد ذلك زندقة العلماء لهم انطلاقا من صنيعهم، ليقذفوا أهل العلم باتهاماتهم صوبهم بكونهم لا يقدرون على النقاش العلمي البناء، فيلبسوهم ثوب الرجعية والتخلف والظلامية.
إن سوء صنيع هذا القوم مبني على دعامتين هشتين:
- استغلال أحط ما في الإنسان بمعزل عن الدين الإسلامي.
- توظيف إفساد الإنسان للإسلام.
لكي يرتمي في الأخير بين أحضان الشيطان، فيدخلوا المرء بدلا من عبادة الرحمن في ديانة بلا إله ولا طقوس ولا شرائع ولا عقائد ولا قيم، إنها عبادة الهوى.
بالضرورة أن يختلف التعامل مع الخبث العلماني في طرحهم لشبهاتهم المتوارية وراء ستار إثارة النقاشات، لكونهم كالمستجير من الرمضاء بالنار؛ ليتهم في فرارهم من الباطل كما يزعمون أن يبحثوا عن الحق بما معهم من عقول ومدارك، ولكنهم لا يستجيبون للحق الذي يعرض عنهم، فأعرضوا عنه وانتقلوا من الضلال الكبير إلى الضلال الأكبر، لذا لزم أن تكون الردود وفق منطوقهم ومفهومهم، لكي لا يجترئوا على ثوابت الشريعة الإسلامية تحت هذا الرداء الخفي.
ففي ظل تعلق المسلمين بموروثهم ومعتقدهم الإسلامي يبقى مشروع العلمانيين الآسن فاشل، وأهدافهم وأطماعهم النتنة بعيدة التحقق، ولن تحرك ساكنا ولا تغير واقعا مهما حاولوا، خصوصا مع استمرار سنة التدافع إلى قيام الساعة.
أمين أمكاح
كاتب و باحث إسلامي: كاتب مهتم بالشأن التربوي، وبالمواضيع ذات الصلة بكل ما يتعلق بتطوير الذات والبنية الفكرية. باحث في القيم والتواصل؛ متخصص في دراسة سلوك المراهق.