التعامل مع الأعداء
عبد الرحمن بن صالح العشماوي
التعامل مع الأعداء بدراية وسياسة واضحة المعالم شيء، والمسارعة فيهم لإرضائهم شيء آخر.
- التصنيفات: الواقع المعاصر - الولاء والبراء -
مسارعة الدول العربية في كسب وُدّ الأعداء هزيمةٌ نكراء وسعي إلى سرابٍ بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئا يؤكد ذلك قوله تعالى: {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ.} [البقرة:120]؛
أي إنّ كل وسيلةٍ لإرضائهم ستبوء بالفشل الذريع ما دام المسلم على دينه.
مهما تنازل للأعداء ووطّأَ لهم كنَفَه وقد أكّد لنا القرآن أن الذين يسارعون في كسب مودتهم هم الذين في قلوبهم مرض فهم يتذلّلون للكفار خشيةً منهم بسبب مرضٍ في قلوبهم؛ يقول تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} [المائدة:52].
وإننا لنستمع إلى تصريحات من بعض المسؤولين في عالمنا الإسلامي تؤكد ما أشارت إليه الآية الكريمة فنتألم لعدم استصحابهم تعاليمَ دينهم وهَدْي القرآن والسنة في سياساتهم.
التعامل مع الأعداء بدراية وسياسة واضحة المعالم شيء، والمسارعة فيهم لإرضائهم شيء آخر.
اللهم أصلح أحوال المسلمين واكفنا شرّالذلّ والوهن والانكسار يارب العالمين.