حوارات التواصل

منذ 2015-12-08

 

كثير من المشاكل التي تنتج عن الحوارات عبر مواقع التواصل والتي تورث أحيانا قطيعة أرحام وتمزيقا لأواصر الأخوة والمودة بين المؤمنين  ,  سببها عدم انتباه المتحاورين إلى طبيعة مهمة لتلك الوسائل..
إنها تلك البرودة الجافة التي تخيم على أرجائها الرقمية وجنباتها الإلكترونية .
الكتابة بطبيعتها لا تحمل نفس القدر من الحرارة والإحساس الذي تحويه الكلمات المنطوقة ويظهره التواصل المباشر..
صحيح أنه قد تظهر تلك الحرارة وتبدو أحاسيس الكاتب أحيانا خصوصا إن كان ممن أوتوا ملكة التعبير وحازوا ناصية البلاغة وتمكنوا من فنون اللغة فترجمت حروفهم صدقهم وأظهرت تراكيبهم مشاعرهم وحولوا أحاسيسهم إلى سطور يصل فحواها إلى قلب ووجدان القاريء مباشرة
لكن تظل تلك استثناءات لا تنفي أصل البرود المخيم على الكلمات المكتوبة خصوصا تلك المصفوفة إلكترونيا بشكل سريع ومتعجل في تعليق أو منشور
ربما تخفف تلك البرودة ويرطب ذلك الجفاف بالاستعانة بالوجوه الضاحكة والمبتسمة والقلوب وباقات الورود المرسومة لكنها مع ذلك تظل وسائل محدودة لا تضاهي نبرات الصوت الصادق وحرارة الضحكة الصافية..
وللحد من تلك المشاكل الكثيرة التي تتواتر على أسماعنا وأحيانا نكون طرفا فيها فإن الحل في نظري يكمن في أمر واحد…
التواصل الحقيقي
إن نزغ الشيطان بينك وبين أخيك أو قطع أواصر الرحم بينك وبين قريبك فالحل ليس في استمرار الجدل والمراء الإلكتروني
الحل أن تضع جهازك اللوحي جانبا وترفع سماعة الهاتف وتكلمه مباشرة أو حتى تلتقي به إن تيسر
حينئذ ثق أن كثيرا من الجليد سيذوب وجل المشكلة سينتهي
فإن لم يتيسر التواصل فليس إلا أن تتذكر وتُذَكِّر بأن هذا الحوار الدائر ليس كاملا مكتملا وأن ثمة أشياء تنقصه أهمها… الحيوية 
والحياة..

  • 0
  • 0
  • 988

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً