إشكاليات التفرق والتحزب المذموم
محمد علي يوسف
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
تكمن أهم إشكاليات التفرق والتحزب المذموم في إنشاء ولاءات متعددة داخل إطار الأمة الواحدة والجسد الواحد
تلك الولاءات والتعصبات غالبًا ما تتبع ذلك التفرق والتمزق وتزيده تمزقًا على تمزقه وذلك حين توالي كل مجموعة وحزب بعضها البعض وتفرح بما عندها وترى لنفسها وأفرادها فضلًا على غيرها
{فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُون}
فيكون ذلك استبدالًا لمحل الفرح الصحيح ومعقد الولاء السليم الذي ينبغي أن يكون لدى المسلم وهو الفرح بفضل الله ورحمته والموالاة على طاعته ومحبته وليس طاعة تلك الراية أو الحزب أو الشخص
وكلما تعددت معاقد الولاء ومنابع الفرح والخيلاء كلما ازدادت الأمة الواحدة تشرذمًا وازداد الجسد الواحد تمزقًا وإنا لله وإنا إليه راجعون
فإن لزم العمل الجماعي والتعاون على البر فإن على سالكي هذا الطريق الحذر كل الحذر من ذلك المآل وليراقبوا دومًا محل فرحهم ومعقد ولائهم ليدركوا هل وقعوا في المحظور أم أنهم فقط على البر والتقوى يتعاونون وليسألوا أنفسهم دوما هل لازلنا على ذلك المعتقد والفهم أم أننا بدلناه
معتقد: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُون}