أعمال القلوب - [07] الخوف- الخوف المستمر

منذ 2016-01-03

الخوف القاصر نوع خطير من الخوف، وهو أن يحضر موعظة ويسمع ويتأثر ثم يمشي. هذا خوف لا يكفي وإنما العبرة بما وقع نفع و دخل واستقر.

الخوف تمنعه أشياء منها: المعاصي، الدنيا، الرفقة السيئة، الغفلة وتبلّد الإحساس.الخوف القاصر نوع خطير من الخوف، وهو أن يحضر موعظة ويسمع ويتأثر ثم يمشي. هذا خوف لا يكفي وإنما العبرة بما وقع نفع و دخل واستقر.

المطلوب الخوف المستمر:
قال أحد الصحابة: "وعظنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومًا بعد صلاةِ الغداةِ موعظةً بليغةً ذرفَتْ منها العيونُ ووجِلتْ منها القلوبُ فقال رجلٌ: "إنَّ هذه موعظةُ مُودِّعٍ فماذا تعهد إلينا يا رسولَ اللهِ؟" قال: «أوصيكم بتقوى اللهِ، والسمعِ والطاعةِ وإن عبدٌ حبشيٌّ فإنه من يعشْ منكم يرَ اختلافًا كثيرًا، وإياكم ومحدثاتِ الأمورِ، فإنها ضلالةٌ فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنَّتي وسنةِ الخلفاءِ الراشدِين المهديِّين عَضوا عليها بالنواجذِ» (سنن الترمذي [2676]) انظر إليهم: يريدون التطبيق. والرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لو تعلَمون ما أعلَمُ لضحِكْتُم قليلًا ولبكَيْتُم كثيرًا ولَمَا أَسَغْتُمُ الطَّعامَ والشَّرابَ ولخرَجْتُم إلى الصُّعُداتِ تجأرونَ إلى الله عزَّ وجلَّ» (مجمع الزوائد [10/389]) فغطّى الصحابة وجوههم يبكون!

جاء حذافة وقد كان ينسب لغير أبيه فقال من أبي قال حذافة : فصار إثبات نسبه بالوحي، حتى جاء عمر فقال: "رَضينا باللهِ ربًّا، وبالإسلامِ دِينًا، وبمحمدٍ رسولًا، نعوذُ باللهِ من سوءِ الفِتَنِ". فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «ما رأيتُ في الخيرِ والشرِّ كاليومِ قَطُّ، إنه صُوِّرَتْ لي الجنةُ والنارُ، حتى رأيتُهما دونَ الحائطِ» (صحيح البخاري [7089]).

قال صلى الله عليه وسلم: «هل تَسمَعونَ ما أسمعُ؟» قالوا: "وما تَسمعُ يا رسولَ اللهِ؟"، قال:  «أطَّتِ السَّماءُ وحُقَّ لها أن تَئطَّ إنَّهُ ليسَ فيها مَوضعُ قدمٍ إلَّا وعليهِ ملَكٌ قائمٌ أو راكعٌ أو ساجدٌ، وقالَ الملائكةُ {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ . وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} [الصافات:165-166]» (تفسير القرآن [8/296]). فالخوف إذا باشر قلب العبد فاض أثره على الجوارح وظهر، وليس أنه كان شيئاً سريعاً وذهب.

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها  *** إن السفينة لا تجري على اليبس

قال صلى الله عليه وسلم: «ما رأيتُ مثلَ النارِ نام هاربُها» (النوافح العطرة [309]). قال ابن تيمية رحمه الله:  "كل عاصٍ لله فهو جاهل وكل خائف منه فهو عالم مطيع"، الخائف من الله يبادر إلى الخيرات قبل الممات ويغتنم الأيام والساعات. ويتكلم عن حال السلف ابن المبارك رحمه الله:

إذا ما الليل أظلم كابدوه ***  فيسفر عنهم وهم ركوع
أطار الخوف نومهم فقاموا *** وأهل النوم في الدنيا هجوع
لهم تحت الظلام وهم سجود ***أنين منه تنفرج الضلوع
وخرسٌ بالنهار لطول صمت *** عليهم من سكينتهم خشوع

خالد أبو شادي

طبيبٌ صيدليّ ، و صاحبُ صوتٍ شجيٍّ نديّ. و هو صاحب كُتيّباتٍ دعويّةٍ مُتميّزة

  • 0
  • 0
  • 2,657
المقال السابق
[06] الخوف - الأسباب الجالبة للخوف
المقال التالي
[08] الشكر 1-3

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً