الفضائيات النصرانية ومسرحية الإسكندرية والفتنة القادمة
منذ 2009-09-26
لا توجد أدني رقابة أمنية على العمل المسيحي داخل الكنائس المصرية أو خارجها لا في صغير ولا في كبير، ولا تعرف الدولة بالأساس ما يدور داخل الكنيسة من أنشطة وممارسات....
بعد أن كثر صراخ الأقباط سمحت لهم الدولة بالبث الفضائي على القمر المصري!!، وما أن أعلنت وزارة الإعلام عن السماح ببث القنوات النصرانية المصرية على القمر المصري "نايل سات" حتى بدأت الكنيسة بث سبع قنوات نصرانية متخصصة في أقل من أسبوع!!
وللوهلة الأولى يظن البعض أن هذا حق للأقباط مساواة بالقنوات الدينية الإسلامية الموجود على القمر ويقلل من أثر هذه القنوات على الاحتقان الطائفي المتصاعد في مصر.
ولكن بقليل من التروي والدراسة ندرك أن الحكومة المصرية فتحت أبواب الفتنة الطائفية على مصراعيها بهذا القرار الغير مدروس...
فأولا: يجب علينا ألا نقع في فخ المقارنة الساذجة بين القنوات الإسلامية والقنوات النصرانية؛ فالقنوات الإسلامية- في نظري على الأقل- ليست سوى خطة أمنية تهدف إلى تسطيح الخطاب الديني والدعوي وسحبه من مجال عمله الأساسي في بناء الفرد المسلم المثقف الواعي بحقيقة دينه وحقيقة الواقع, إلى مجال تثقيف عوام المسلمين بالمعلومات الدينية السطحية التي لا يجهلها إلا القليل.
ثانيا: الهدف من إتاحة هذه القنوات في الغالب هو تشديد الحصار حول العمل الدعوى وخنق منافذه الطبيعية - المساجد- إلى منافذ تحت السيطرة الكاملة والرقابة الكاملة.
وفي ظل تضييق أمني على حركة الدعوة الإسلامية في مصر أصبحت الفضائيات هي المتنفس الوحيد لكثير من الدعاة.
هذا التوصيف يختلف تماما عن الواقع في الفضائيات النصرانية.
فأولا: لا توجد أدني رقابة أمنية على العمل المسيحي داخل الكنائس المصرية أو خارجها لا في صغير ولا في كبير، ولا تعرف الدولة بالأساس ما يدور داخل الكنيسة من أنشطة وممارسات.
ثانيا: لا تواجه الكنيسة أي عائق أمني أو اجتماعي في ممارسة كل أنشطتها الدينية والدعوية في أي مكان بمصر، وكهنتها منتشرين بكثافة ملحوظة، وبتوزيع جغرافي متميز يغطي كل أنحاء الوطن.
ثالثا: يظل بث قنوات دينية مسيحية مشروطاً بالرقابة المشددة على مضمون هذه القنوات أسوة بغيرها من القنوات الدينية وهنا مكمن الخطر؛ فالواقع المصري يخبرنا أن الدولة فشلت في فرض أي رقابة على الكنيسة المصرية، وظلت قامة الكنيسة السياسية ترتفع حتى صارت تناطح الدولة وتسبب لها الإحراجات المتكررة.
والأمثلة كثيرة على ذلك لعل آخرها هو تجاهل الكنيسة لقرارات وزارتي الداخلية والصحة بمنع إقامة الموالد الدينية والذي اصطدمت الدول بسببه مع خمسة ملايين صوفي ومنعتهم من إقامة موالد السيدة زينب بقلب القاهرة لأول مرة منذ العهد الفاطمي!!، بينما لم تستطع الدولة منع الكنيسة من إقامة موالدها الكثيرة والمتعددة في طول البلاد وعرضها، واكتفت باعتقال المسلمين المحتجين على إقامة هذه الموالد في قراهم.
من ناحية أخرى فإن الكنيسة لم تشعر يوما بالمسؤولية المطلوبة تجاه تعايش الشعب المصري بطوائفه المتعددة وراحت تستورد خطاب طائفي عدائي وتبثه خلال كنائسها ومنابرها، ولعل مسرحية الإسكندرية خير مثال على هذا؛ ففي قلب الإسكندرية وبينما كان المسلمون في غفلة تامة, كانت الكنيسة ممثلة في كبير قساوستها بالإسكندرية تعرض على الآلاف من رعاياها مسرحية قذرة تسب الإسلام والقرآن والرسول وتعرض بنساء المسلمين عامة.
وبالمصادفة اكتشف المسلمون الحدث وعندما طالب بعضهم الكنيسة بتوضيح الموقف تجاهلتهم تماما وعجزت الدولة حتى أن توقف المسرحية!!، ولم تجد أمامها سوى إرسال قوات الأمن لحماية الكنيسة واعتقال المتظاهرين الغاضبين لدينهم، ووقعت المصادمات التي قتلت فيها الشرطة ثلاثة مسلمين صائمين في نهار رمضان دفاعا عن الكنيسة وإجرامها!!!
وبينما جرت الكنيسة كبار الشخصيات الإسلامية إلى المحاكم -كالدكتور زغلول النجار والدكتور محمد عمارة - لم تستطع الدولة تقديم أي من المتورطين في هذه المسرحية إلى القضاء!!
مثال أخر أشد وضوحا وهو القمص مرقص عزيز- الحاصل على جائزة الوحدة الوطنية من المركز المصري للثقافة!!، والذي سمحت له قناة "النيل الثقافية" ببث حلقات ينفي فيها تحريف التوراة والإنجيل ويتحدث فيها عن ألوهية المسيح!!!، وهو ما يتنافى مع عقائد المسلمين ويطعن في صحة قرأنهم!!!
هذا القمص الذي كان أبرز الوجوه النصرانية في الإعلام الرسمي اختفى ليظهر فجأة في أمريكا بخطاب عدواني متطرف، ولنعرف بعدها أن كاهن الكنيسة المعلقة ونجم الإعلام الرسمي هو نفسه "الآب يوتا" الذي كان يكيل السباب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليل نهار ويدعوا لإبادة المسلمين في مصر.
حتى إصدارات الكنيسة الرسمية ليست بعيدة عن هذا الخطاب الطائفي البغيض؛ فمن يطالع جرائد "الكتيبة الطيبية"، "الطريق والحق"، "المشاهير"، "بين الحقيقة والرهبان"، وغيرها من الجرائد التي يكتب فيها القساوسة بأسمائهم وصورهم لا يجد فيها سوى سب الإسلام والتطاول على مقدساته والتحريض عليه، بينما تعجز الدولة على فرض أية رقابة على ما ينشر ويوزع منها!!!
وقد جمعتني الأقدار يوما مع "الأنبا مرقس" المسؤول الإعلامي بالكنيسة، ومع أن اللقاء كان تحت عنوان التعايش بين المسلمين والمسيحيين في مصر إلا أنه لم يشعر بأي حرج وهو يهاجم الإسلام ورموزه أمامنا, وهو نفسه من يشيد بالقس المشلوح زكريا بطرس في سبه وتطاوله على الإسلام في كل لقاء يظهر فيه.
فإذا كان هذا هو حال الكنيسة المصرية فقد جلبت الحكومة الدب إلى كرمها، وفتحت الباب على مصراعيه لفتنة أكثر خطرا وربما دموية مما سبق.
وبينما تحتمى الكنيسة وثعابينها بأمريكا التي يرتعد فرائص النظام المصري منها, لا يجد المسلمون من يهتم بأمرهم حتى من بين قياداتهم الدينية.
والواجب على المسلمين الآن اليقظة التامة تجاه ما تبثه هذه القنوات وعدم التهاون معها في قليل أو كثير،
وعلى الفضائيات الإسلامية أن تستشعر خطورة المرحلة وتخرج بنفسها من دائرة المواعظ والإرشادات إلى مجال المواجهة والدفاع عن دين الله تعالى.
ولله العزة ولرسوله للمؤمنين
المصدر: طريق الإسلام
- التصنيف:
Shereefiprahim Mosa
منذخالد خليفه
منذehabali
منذoum alaa
منذأم هيا
منذمحسن على
منذحسام الشامي
منذالفاتح
منذحماده ابوعويس
منذ