ذكريات
ممدوح إسماعيل
- التصنيفات: التصنيف العام -
1. فى شتاء التسعينات القاسى كانت المحكمة العسكرية تنظر قضية للجماعة الإسلامية ولست محاميا للجماعة وﻻ أى جماعة؛ بل كنت محبا للدفاع عن كل الإسلاميين.
القضية رقم 235 وأطلق عليها اغتيال رؤوف خيرت.
- الشاهد كان اﻷخ رحمه الله محمد مصطفى متهما مهما فى القضية وكان محاميه مختار نوح.
فجأة قبل مرافعته بيوم أعتذر مختار عن الترافع عنه لأسباب مادية وسياسية
- الشاهد فوجئت أن الأخ محمد مصطفى يطلبنى من داخل قفص اﻻتهام.
فذهبت إليه فقال لى مختار هرب من مرافعتى وغدا المرافعة وأريدك أن تترافع عنى لله قلت له أنا تحت أمرك رغم أنى قرأت القضية لكن الوقت ضيق بل ﻻوقت للإعداد.
- فقال أعرف.
أنا كل ما أريده فقط أن تترافع عنى بحيث يكون أخذت باﻷسباب وقابلت بها ربى أمام قاتلي.
فصمت فقال لى توكل على الله؛ أعرف أن الحكم اﻹعدام؛ لكن كما قلت لك سأقابل قاتلي فذهبت البيت وسهرت حتى الصباح ولم أنم وذهبت للمحكمة وترافعت.
وذهبت إليه بعد المرافعة فوجدته سعيدا؛ فقلت له بذلت ما استطعت.
- فقال يسعدنى مرافعتك وكما قلت أقابل بها قاتلي يوم القيامة.
وحكم عليه باﻻعدام.
الجماعة الإسلامية قدمت تضحيات كثيرة؛ وبعد 18 سنة وجدت شابا ماشاء الله ﻻ أعرفه يحتضننى ويقول أستاذ ممدوح؛ واحتضننى فقلت له من أنت؟ قال أنا ابن الشيخ محمد مصطفى العمرانية؛ فصَمت فقال: كنت صغيرا وحفظت ماحدث وكذا وكذا وأبى كان يحبك ونحن نحبك.
الدنيا صغيرة وماعند الله خير وأبقى.
2. ذكريات
من سنوات قابلت شابا ماليزيا فى معرض الكتاب ولفت نظرى شراؤه كتب كثيرة لسيد قطب فقط؛ فسألته لمن كل هذه الكتب؟ قال هدية ﻷصدقائى.
- قلت له ولماذا سيد قطب فقط؟ وليس غيره من علماء ومفكرين؟
- قال ﻷن سيد قطب ضحى بروحه من أجل االإسلام....
الشاب ولد بعد استشهاد سيد قطب بسنوات؛ ولكن استشهاد الأستاذ من أجل الإسلام والحق؛ صنع منارة معالم فى الطريق لكل من يريد السير فى طريق الحق.