أوردها سعد .. وسعد مكتمل

منذ 2009-10-04

{ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما}

 

تذكرت قوله سبحانه: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [سورة النساء: 27]، وأنا أرى تلك الحملة الإعلامية الظالمة على معالي الشيخ سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة، عندما صدع بالحق في إنكار الاختلاط المقر بجامعة العلوم والتقنية، ولي في أصل الموضوع وفرعه ما يلي:

· أما تلك الهجمة على الشيخ فلا تستغربها من هؤلاء؛ فهم تبع لأسلافهم المنافقين ولأسيادهم الغربيين {أَتَوَاصَوْا بِهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} [سورة الذاريات: 53]، وما هجومهم على معالي الشيخ صالح اللحيدان عنا ببعيد، فليست الأولى ولن تكون الأخيرة، والله أعلم، ما داموا لا يجدون من يردعهم ويأخذ على أيديهم: «ولتأخذن على يدي الظالم، ولتأطرنه على الحق أطرا -أو لتقصرنه على الحق قصرا -؛ أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعننكم كما لعنهم» [قال الألباني إسناده ضعيف منقطع].

· ومع مرارة هذا الهجوم والفجور في الخصومة، والكذب والإفك، فكم فيه من منح يصعب حصرها، كما قال الله سبحانه في حادثة الإفك {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} [سورة النور: 11] ومنها:

· رفع منزلة الشيخ سعد، وبيان حكمته وسداد رأيه، حيث صدع بالحق في وقته المناسب لا تأخذه في الله لومة لائم، فقد أوردها سعد وسعد مكتمل، إي هكذا يا سعد تورد الإبل، وهو مؤمن بأنه لن يضره إلا ما كتب الله عليه ولو اجتمع الخلق كلهم ضده، ثبته الله وسدده.

· إظهار موقف العلماء، وأنهم لم يسكتوا عن هذا الباطل الصريح، وليس كما يتهمهم بعض المتعجلين، فلو طلب الشيخ من هذه الوسائل نشر موقفه لما استجابوا، ولكن تشنيعهم عليه أظهر الحق.

· إن هذه الحملة الإعلامية على الشيخ ومن هو في منزلته أوصل الحق لمن بيدهم القرار، حيث أن كثيرا من مواقف الإنكار قد تحجب فلا تصل إليهم.

· إن هذا الهجوم دفع بعض كبار العلماء للدفاع عنه، وبيان صواب موقفه، بل تأييدهم له، وإنكارهم لهذا المنكر العظيم، كما فعل معالي الشيخ صالح الفوزان وغيره، علما أن الشيخ صالح مشهود له بمواقف الإنكار علانية قبل هذه القضية، وقد ناله من هؤلاء المنافقين الأذى والظلم والبهتان.

· إن صدع الشيخ بالحق وتأييد الشيخ الفوزان وغيره له، وإنكارهم لهذا المنكر علانية، كما فعل سماحة المفتي في إنكاره للاختلاط يبطل دعوى أن الإنكار في هذه الحالات لا يكون إلا سرا، حيث لبس على الناس كثيرا في ذلك، بينما الحق أن لكل حالة ما يناسبها سرا أو علانية، حسب المصلحة والمفسدة، كما يراها العلماء المعتبرون، وبهذا تنزل النصوص الواردة في ذلك كل في موضعه، ويجمع بينها، ولا يضرب بعضها ببعض، كما يفعل أهل الأهواء.

· إن هذا الهجوم أظهر المنافقين على حقيقتهم وكشف عوارهم بادعاء حرية الرأي، فماذا فعل الشيخ سوى أن قال رأيه؟

وماذا فعلت قناة المجد سوى أن أتاحت لعالم معتبر أن يقول رأيه؟

{وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٤٨﴾ وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ﴿٤٩﴾ أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [سورة النور: 48-50]، قاتلهم الله أنى يؤفكون.

وأخيرا:

فإن أهل الباطل مصرون وماضون في طريق الإفساد كل في موقعه، وشعارهم {أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ} [سورة ص: 6]، ولكن المحزن أن انهزم بعض الأخيار واستسلموا لهذا الضغط الإعلامي الرهيب (رهبة أو رغبة)، فحدث تلبيس على الناس وتهوين للمنكر، ولكن مع مرارة هذا الأمر فسنة الله جارية {مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [سورة آل عمران: 179]، فكم في كشف حقيقة هؤلاء من منح عظيمة تفوق تلك المحن.



-بتصرف يسير-

ناصر بن سليمان العمر

أستاذ التفسير بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض سابقا

  • 5
  • 0
  • 5,011

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً