الأمر فيه تفصيل
مرض أحد الأعزاء الكرام، واشتد مرضه في شهر رمضان، فمُنع من تلاوة القرآن، والقيام ولم يستطع غير الصيام، فبكى عجزه عن الطاعة بخاصة حرمانه صلاة الجماعة، وقد كان إلى الطاعات من السابقين على مر ما سبق من السنين، فكنت أواسيه وفي مصابه أحاول أن أسليه:
«البخاري في صحيحه، برقم:[2996]).
» (فلا ينفك لسانه عن الذكر من الحمد لله والشكر، ثم لا يفتأ أن يعود، وبغزير الدمع عيناه تجود، فكنت عليه أستنكر، مشفقة عليه عميق التأثر!
فأوضح لي أحدهم متفضلاً: "إنه لا يبكي على الأجر، بل يبكي فوات الخير". وتلى قوله تعالى: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} [التوبة:92].
- ثم سأل متحلياً بالصبر: "إذن لم بكى القوم رغم رفع الحرج والإثم؟".
- فقلت: "خشية فوات الأجر".
- فقال: "بل ثبت في صحيح الأثر أنهم مأجورون كمن شارك في الجهاد وحضر".
- فقلت: "ولكنهم بكوا قبل أن بذا يعلموا".
- فقال: "أوتظنين أنهم بكوا -فقط- على الأجر؟! بل أبكاهم فوات حظهم من الخير!".
فتأملت صواب قوله: الحق أن عزيزنا كان سابقاً للخير مستمتعًا بأدائه، ثم هو مع علمه بعدم حرمانه الأجر لا يكاد يجف له من دمع.
فلما راجعت التفاسير: وجدت في مجموعها شبه هذا التفصيل:
- فمن المفسرين من قال: "بكى القوم خشية الإثم وخشية الحرمان من الثواب والأجر".
- ومنهم من قال: "بل بكاؤهم كان لشديد إيمانهم وحرصهم على المشاركة في الخير".
فعلمت أن تفصيل ذلك الأمر:
1- من الناس من يفرح بنواله الأجر لأنه حُبس بالعذر.
2- ومنهم من يبكي على فوات الخير رغم علمه بنواله للأجر.
- التصنيف:
- المصدر: