هذه أنا!
بسمة موسى
- التصنيفات: التصنيف العام -
يَقولون.. أنّ لِكُلّ شَيء.. صَوتاً.. ولُغة.. ولَحناً.. يَسمعه من يسمعه.. وتَرفُضُه آذان الآخرين..
ذاك لأنهم لم يألفوا الاستماع لأي شَيءٍ ليس على ذات المستوى من الصخب والفجاجة والوضوح الذي عَهِدوه.. حاسِبين أنهم مازالوا على رهافتهم يُحافظون.. وأن ذلك.. هو سبب فَقر الحواس الذي يُعانون.. تلك النقمة التي يحسبونها نعمة..!
وإني.. لأصغي كثيرا للمطر.. وما يقول.. وكيف يقوله.. وفي أي وَقتٍ يَبوح..!
وإني لأسمع صوت المطر الليلة وأشعر به.. كصفعات رمادية كئيبة تسقط على وجهي وعلى صفحة قلبي..
قطرات مَطر.. لكنها موجعة.. وحنون..!
كأصابع أُمي.. حين تَحنو وتَقسو في آن.. فأضحك بين يديها وأبكي.. ولا يصيبني منها حزن طرفة عين..
قطرات مَطر.. كأنها السيل العَرم المختبيء خلف حدقاتي يتوقُ للجُنوح..
كأنها النشيج الراجف.. والترنيمة الخائفة الخافتة بصدري.. تستحيي أن تطالب بحقها.. بالدفاع عن حقها في الحياة..!
كَبَرقي ورَعدي.. حين لم يَعُد أمامي سوى الهَزيم ومُباغتة العُيون والأسماع والقلوب..
كَي أحافظ على آخر زهراتي.. وملامح وجهي.. ونبرات صَوتي..!