شروط الشهادتين

منذ 2009-10-21

شروط الشهادتين.. [ العلم - اليقين -القبول -الانقياد - الصدق- الإخلاص - المحبة]

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه....أما بعد: فإنه لما كانت الشهادتان الركن الأساسي لدين الإسلام ومفتاح الجنة والتحريم على النار... كان لزاما على كل مسلم ومسلمة معرفة شروطهما حتى ينفعه تلفظه بهما ونطقه لهما وإليكموها مجتزئة من كتاب (الشهادتان معناهما وما تستلزمه كل منهما) لفضيلة الشيخ د. عبدالله بن عبدا لرحمن الجبرين رفع الله درجته وأعلى منزلته -آمين- قال الشيخ: ذكر العلماء لكلمة الإخلاص سبعة شروط نظمها بعضهم بقوله: "علم يقين وإخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها".


وهذه الشروط مأخوذة بالاستقراء والتتبع للأدلة من الكتاب والسنة، وقد أضاف بعضهم إليها شرطاً ثامناً ونظمه بقوله:

وزيد ثامنها الكفران منك بما سوى الإله من الأنداد قد ألها.


وأخذ هذا الشرط من قوله صلى الله عليه وسلم «من قال لا اله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه» [رواه مسلم] وذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد ثم قال بعده: وهذا من أعظم ما يبين معنى لا إله إلا الله، فإنه لم يجعل التلفظ به عاصما للدم والمال، بل ولا معرفة معناها والتلفظ بها، بل ولا الإقرار بذلك بل كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك له، بل لا يحرم دمه وماله حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله، فإن شك أو تردد لم يحرم ماله ولا دمه....الخ، ومعنى هذا الشرط أن يعتقد بطلان عبادة من سوى الله وأن كل من صرف شيء من خالص حق الله لغيره فهو ضال مشرك، وأن كل المعبودات سوى الله من قبور وقباب وبقاع وغيرها نشأت من جهل المشركين وخرافاتهم، فمن أقرهم على ذلك أو تردد في خطئهم أو شك في بطلان ما هم عليه فليس بموحد، ولو قال لا إله إلا الله ولو لم يعبد غير الله، ومع ذلك فإن الشروط السبعة هي المشهورة في كتب أئمة الدعوة -رحمهم الله- فنذكر عليها بعض الأدلة للتوضيح.

فأولها العلم: ودليله قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد:19] وروى مسلم عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة» [رواه مسلم]والمراد العلم الحقيقي بمدلول الشهادتين وما تستلزمه كل منهما من العمل، وضد العلم والجهل، وهو الذي أوقع المشركين من هذه الأمة في مخالفة معناها، حيث جهلوا معنى الإله ومدلول النفي والإثبات، وفاتهم أن القصد من هذه الكلمة معناها وهو الذي خالفه المشركون العالمون بما تدل عليه حيث قالوا: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً} [ص:5] وقالوا: {أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ} [ص:6].

وثانيها اليقين: وضده الشك و التوقف أو مجرد الظن والريب والمعنى أن من أتى بالشهادتين فلا بد أن يوقن بقلبه ويعتقد صحة ما يقوله، من أحقية إلهية الله تعالى، وصحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبطلان إلهية غير الله بأي نوع من التأله، وبطلان قول كل من ادعى النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم فإن شك في صحة معناها أو توقف في بطلان عبادة غير الله لم تنفعه هاتان الشهادتان، ودليل هذه الشروط رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الشهادتين: «لا يلقي الله بهما عبد، غير شاك فيهما، إلا دخل الجنة» [رواه مسلم] وفي الصحيح عنه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة» [رواه مسلم].


وقد مدح الله تعالى المؤمنين بقوله:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [الحجرات:15] وذم المنافقين بقوله: {وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} [التوبة:45].

وقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله" ولا شك أن من كان موقنا بمعنى الشهادتين فإن جوارحه تنبعث لعبادة الرب وحده ولطاعة الرسول عليه الصلاة والسلام.


وثالثها القبول: المنافي للرد، فإن هناك من يعلم معنى الشهادتين ويوقن بمدلولها ولكنه يردهما كبرا وحسدا، وهذه حالة علماء اليهود أو النصارى فقد شهدوا بإلهية الله وحده، وعرفوا محمد صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبنائهم ومع ذلك لم يقبلوه {حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} [البقرة :109].

وهكذا كان المشركون يعرفون معنى لا إله إلا الله وصدق محمد صلى الله عليه وسلم ولكنهم يستكبرون عن قبوله، كما قال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} [ الصافات :35] وقال تعالى: {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام :33].


ورابعها الانقياد: ولعل الفرق بينه وبين القبول أن الانقياد هو الاتباع بالأفعال، والقبول إظهار صحة معنى ذلك بالقول، ويلزم منهما جميعا الاتباع، ولكن الانقياد هو الاستسلام والإذعان، وعدم التعقب لشيء من أحكام الله، قال تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} [ الزمر:54] وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ} [النساء:125] وقال تعالى: {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [ لقمان :22].

فهذا هو الانقياد لله تعالى بعبادته وحده، فأما الانقياد للنبي صلى الله عليه وسلم بقبول سنته واتباع ما جاء به والرضا بحكمه، فقد ذكره الله تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} [النساء :65] فاشترط في صحة إيمانهم أن يسلموا تسليماً لحكمه، أي ينقادوا ويذعنوا لما ما جاء به من ربه.


وخامسها الصدق: وضده الكذب وقد ورد اشتراط ذلك في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم: «من قال لا إله إلا الله صادقا من قلبه، دخل الجنة» [رواه ابن عبد البر]فأما من قالها بلسانه و أنكر مدلولها بقلبه فإنها لا تنجيه، كما حكى الله عن المنافقين أنهم قالوا: {نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} [المنافقون :1] وقال تعالى :{وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون :1] وهكذا كذبهم بقوله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة :8].


وسادسها الإخلاص: وضده الشرك قال تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ . أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر :2-3] وقال تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ} [الزمر:11] وقال: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي} [الزمر :14].

وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله، خالصا من قبل نفسه» [رواه البخاري] وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عتبان : «فإن الله حرم على النار من قال لا اله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله» [رواه البخاري] فالإخلاص أن تكون العبادة لله وحده، دون أن يصرف منها شئ لغيره، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، وكذا الإخلاص في إتباع محمد صلى الله عليه وسلم بالاقتصار على سنته، وتحكيمه وترك البدع والمخالفات، وكذا ترك التحاكم إلى ما وضع البشر من قوانين وعادات ابتكروها وهي مصادمة للشريعة، فإن من رضيها أو حكم به لم يكن من المخلصين.

وسابعها المحبة: المنافية لضدها من الكراهية والبغضاء، فيجب على العبد محبة الله ومحبة أوليائه وأهل طاعته، فهذه المحبة متى كانت صحيحة ظهرت آثارها على البدن، فترى العبد الصادق يطيع الله ويتبع رسوله صلى الله عليه وسلم ويعبد الله حق عبادته ويتلذذ بطاعته ويسارع الى كل ما يحبه مولاه من الأقوال والأعمال، وتراه يحذر المعاصي ويبتعد عنها، ويمقت أهلها ويبغضهم، ولو كانت تلك المعاصي محبوبة للنفس ولذيذة في العادة، لعلمه أن النار حفت بالشهوات، والجنة حفت بالمكاره، فمتى كان ذلك فهو صادق المحبة، ولهذا سئل ذو النون المصري -رحمه الله- متى أحب ربي؟ فقا : إذا كان ما يبغضه أمر عندك من الصبر، ويقول بعضهم: من ادعى محبة الله ولم يوافقه فدعواه باطلة، وقد شرط الله لعلامة محبته إتباع النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [ آل عمران:31].

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

دار القاسم
المملكة العربية السعودية - الرياض طريق الملك فهد بين شارعي التلفزيون والخزان
ص.ب 6373 الرياض: 11442 ت: 4092000 ف: 4033150

المصدر: دار القاسم

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية

  • 27
  • 1
  • 40,866
  • الشافعى احمد

      منذ
    [[أعجبني:]] ياعلماء المسلمين لماذا كل هذا الغضب والانفعال لانفسكم وذاتكم المباركه الطاهره الذكيه التى خلقت من النور ومن المسك لماذا كل هذا الغضب انتم تجلسون فى بيتكم وسط اولادكم فى الشقق الفاخره وتركبون السيارت الفارهه والتكيف فى كل مكان وتاكلون كل يوم اللحوم والفراخ والاسماك وتقومون الليل عل هواء المكيفات ثم تغضبون من كلمات لوم و عتاب للا مه الاسلاميه رايت الان مقطع فديو ايضا لجندى امريكى يجلس امامه رجل عراقى يطاطا راسه الى الامام والجندى يمسك قلم فلومستر الوان يكتب على قفاه لا ادرى يكتب رساله ام ماذا لا ادرى على لسانى الان كلام اقوله لكم ولكل من يغضب لنفسه ولعزه نفسه وكرامته وهو يعلم ويرى بعينه ماذا يحدث للمسلمين ورجال المسلمين ونساء المسلمين وهو يعلم اننى اقول الحق وكلمه الحق غضبا على احوالهم والذل والمهانه والظلم الذى يعانونه الان وهذه الساعه وليس منذ مائه سنه او الف سنه ايام التتار والصليبيين ولكن الان وهذه الايام اقول لكل من يغضب وينفعل لذاته ونفسه الكريمه الطاهره المباركه التى هبطت علينا من السماء اغضبوا كما تشاؤن وقولوا ما تشاؤون فانا لااعرفكم ولااريد ان اعرف امثالكم ولا اتعلم دين الله على ايدهم هؤلاء الذين ضاع الاسلام وضاع المسلمون فى زمانهم وفى ايامهم وعلى ايديهم لان الحفاظ طبعا على النفس والحفاظ على الحياه فرض من الله وان لاتلقوا بايديكم الى التهلكه دين واسلام وشريعه القرن العشرين والواحد والعشرين اتقوا الله يا علماء المسلمين ولاتغضبوا لانفسكم كل هذا الغضب والانفعال فانتم حياتكم ومعيشتكم حياه الملوك والامراء والسلاطين وانتم تعلمون ذالك اكثر منى فما يضركم من كلمات وقت غضب وانفعال على اخوانكم المسلمين فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يغض لنفسه قط ولا من يتهجم عليه مثالكم هكذا وقد مات رسول الله وكان فى بيته سبعه دراهم قال الشيخ كشك رحمه الله اى ما يعادل ثلاثه جنيهات ونصف وانتم يا علماء المسلمين تركبون سيارات يزيد ثمنها عن خمسين الف جنيه سياره فقط بخمسين الف جنيه ورسول الله قدوتكم واسوتكم كان فى بيته ثلاثه جنيهات يوم ان مات هذا غير الارصده التى فى البنك والشقه الفاخره او الفيلا الفاخره علماء القرن العشرين الذين على عهدهم وايامهم ضاع الاسلام وضاع المسلمون وضاع الرجال وضاع الاطفال وضاعت حتى النساء اذهبوا بارك الله لنا فيكم وبارك لعوام المسلمين فيكم
  • الشافعى احمد

      منذ
    [[أعجبني:]] فضيله الامام صالح ال طالب نزلت ذات يوم وكان يوم الجمعه من بينى لكى اشترى بعض حاجات لى ولاولادى فقد كنا ذاهبون الى احدى الحدائق نقضى فيها يوم الجمعه وكانت ساعه الصلاه صلاه الجمعه فذهبت الى السوبر ماركت واشتريت ما اريد وعدت الى البيت فرايت رجل واقف عند البيت شيخ كبير السن يحمل كيس كبير فيه ارغفه خبز كثيره فصعب على حاله وسنه الكبير فاخذت منه كيس الخبز وقلت له اطيب خاطره معلش يا عم الحج نتعب فى الدنيا قليل ولكن المهم فى الاخر ندخل الجنه فنظر لى وقال ربنا يكفيك شر عيون الناس ثم قال لى اين مسجد طه فقلت له لايوجد فى المنطقه هنا مسجد اسمه طه فقال لى معلش يا ابنى اصل انا غريب عن هذا الحى ولا اعرف مسجد فيه وانا اريد ان اصلى الجمعه فقلت له يوجد مسجد قريب من هنا تعالى معى فاخذت منه كيس الخبز الكبير ومشيت امامه وهو يمشى خلفى يعرج برجله ولكن يا امام الكيس الكبير الممتلء بالخبز كان خفيفا لدرجه اننى شعرت انه ليس فيه شىء فالتفت لهذا الرجل ونظرت له وانا استغرب من هذا الكيس فهو ممتلء بالخبز والخبز فيه كثير ولكن وزنه خفيف بدرجه ملحوظه فشعرت بخوف فى قلبى من هذا الرجل واسرعت فى المشى لكى اذهب سريعا الى المسجد واتركه وانصرف فوصلت انا وهو الى المسجد فاعطيته كيس الخبز وقلت له هذا هو المسجد فقال لى هل يوجد مسجد اخر هنا فغضبت وكلمته بشده وقلت له الم تسال على مسجد للصلاه فهذا هو المسجد فقال لى اريد ان امشى معك فلم افهم شىء مما يقول فاعطيته الكيس وانصرفت وانا لا افكر فى شىء ولااريد شىء الا ان انصرف من امامه واتركه

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً