مضايا
محمد بن أحمد الفراج
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
مضايا .. يطرق الطرف خجلاً..وتخرس الأفواه!!
ركاب الفاتحين إلى مضايا *** متى تمضي وتستبق السرايا
فإن الجوع أوجعها بنابٍ *** وفي الأحباب أثخنتِ المنايا
وحزب اللات ردّ لها جميلاً *** وإحسانًا وكافأها بلايا
وحاصرها حصارَ الموت حتى *** بكى الصبيان واشتكت الصبايا
وباعت للفُتات فَتاةُ خدرٍ *** ثيابَ الستر واحتبست عرايا
وماتت في البيوت ولا مغيثٌ *** على مرأى ومستمَع البرايا
فلا والله ما فعلت يهودٌ *** كنصراللات والشيَع الخزايا
عمائمُ تحتها خبث ومكرٌ *** وأنيابٌ بها سمّ (الحيايا)
وأجسام البغال تكنّفتها *** كسُود قلوبها سودُ العبايا
ويدْعون الولاء لآل بيتٍ *** ويأبى الله والآل الصفايا
نعمْ إن كان بيت النار كفْءٌ *** لهم فيه القبائح والرزايا
فهم ما بين عابد بيت نارٍ *** وبوابٍ على باب البغايا
وهم شرٌّ من الأنعام حتى *** حمير الحيّ تفضلهم سجايا
أخامنَئِي أتنكر إن أقمنا *** حدود الله تندب في النعايا
وتبكيهم كنسوتهم حسيرًا *** وترثي مثل أرملةٍ: (خُدايا)
وكنت تحرض الأشقَينَ حتى *** هوَوا ثم انزويت إلى الزوايا
كشيطان تبرأ من غويٍّ *** وقال هواك أبعدُ من هوايا
أتبكي واحدًا ونسيت ألفًا *** وآلافاً وآلافًا ضحايا
وأنت القاتل السفاح مهما *** زعمتَ؛ فأنت أعظمهم خطايا
وأخبثَ منك ما رمقَت عيوني *** سوى برميل ضاحيةٍ نوايا
تبذّخ مثل ثورٍ في زريبٍ *** وخرتيتٍ تنفّخ كالروايا
وحرف الراء تغبطه حروفٌ *** إذ استعصى على قذر الطوايا
وترحم غينَ أحرفها وترثي *** له من لوكِ غمغامٍ الغَوايا
وتذكر فيه سابع أمّ زرعٍ *** طباقاءٌ غياياءٌ عيايا
وما أنا قائل بهجاء من لو *** رآه حطيئةٌ بالهجْو عايا
منايَ أراه يرسف في قيودٍ *** ذليلاً عند أحرارٍ مُنايا
ويصلب في فضاء الله دهراً *** ويجلد بالنعال على السحايا
ويقتل كل يومٍ شرّ قتلٍ *** ويهلك بالمحاكم والقضايا
مضايا لا يهون لكم مصابٌ *** وأجسامٌ مهازيلٌ ذوايا
كأنّ من المجاعة قد خُلقتم *** جرومًا بالعظام بلا حوايا
فيا خجلاهُ يا ويلاه ممّا *** خذلناكم إذا تبلى الخفايا
صراخٌ في الديار ولاصريخٌ *** لها من كل غرّاء الثنايا
يساومها بلقمتها علوجٌ *** ويأْبَين المذلة والدنايا
وهل أبصرتَ إذ أُخرجن قسرًا *** تُساق كأنها زُمر السبايا
فلو سمع استغاثتها أبيٌّ *** لأنجدها على هزْل المطايا
مصائب تجعل الولدان شيبًا *** وأهوالٌ تذوب لها الحشايا
لعلّ الله يكشفها كروباً *** ويبزغ فجر عزّتكم مضايا