فصل شتاء ينذر بكارثة إنسانية لمشردي الحرب في قطاع غزة
ملفات متنوعة
يدقّ فصل الشتاء أبواب أكثر من 13 ألف منزل فلسطيني دُمر كلياً أو
جزئياً، يعيش خلالها من يسكنونها حالة من القلق والحيرة حول كيفية
حماية أطفالهم ونسائهم من البرد القادم، فلا خيامهم تحميهم من هذا
البرد، ولا كرفاناتهم ستمنع عنهم أمراض الشتاء.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
13 ألف منزل فلسطيني دُمّر
كلياً أو جزئياً جراء القصف
فصل شتاء ينذر بكارثة إنسانية لمشردي الحرب في قطاع غزة
يدقّ فصل الشتاء أبواب أكثر من 13 ألف منزل فلسطيني دُمر كلياً أو جزئياً، يعيش خلالها من يسكنونها حالة من القلق والحيرة حول كيفية حماية أطفالهم ونسائهم من البرد القادم، فلا خيامهم تحميهم من هذا البرد، ولا كرفاناتهم ستمنع عنهم أمراض الشتاء.
حينما رحل شتاء العام الماضي عن قطاع غزة متزامناً مع رحيل الدبابات الإسرائيلية بعد حرب استمرت 23 يوماً، كان آلاف الأسر الغزية منشغلة بلملمة جراحها التي أثخنت وبقايا أثاث منزلي كانت تستخدمه قبل أن يختلط بحطام منازلها التي دمرت، ونست حينها أو تناست الصقيع الذي لفحها من كل اتجاه، لكنها الآن على أبواب فصل ماطر جديد يعيد إليها ذكريات أليمة ويفتح جراحها التي لم تندمل بعد.
ويجلس الحاج أبو محمود داخل خيمته التي أعطته إياها إحدى المؤسسات
التي تعمل في غزة، بعد أن دمرت الدبابات الإسرائيلية منزله ومنازل
أولاده المتزوجين والذين يسكنون داخل حدود بستان أبيهم. ويحكي المسنّ
بحسرة عن ذكريات منزله ومزروعاته المثمرة قائلاً: "ها هو فصل الشتاء
قادم ببرده القارس، ولازلت أعيش أنا وزوجتي وأولادي وأحفادي في خيم
صغيرة وكرفانات، لا تتسع لأن يعيش في داخلها واحد من أبنائي
المتزوجين، لكننا نعيش فيها رغم ذلك".
وبدت تجاعيد الكبر ومعاناة الدهر واضحة على المسن أبومحمود, في حين تساقطت دموعه فهمَّ بمسحها بيده وهو يقول: "قبل أن تهدم منازلنا كان لكل واحد من أبنائي المتزوجين منزل يعيش فيه هو وزوجته وأطفاله في سعادة واستقرار، لكننا جميعاً فقدنا هذا الاستقرار، وأصبحنا مشردين ننام على فرش من الاسفنج ونتغطى ببطانية رديئة ونعاني في فصل الشتاء من البرد القارس".
عادة، كان يصلي سكان المناطق الزراعية صلاة الاستسقاء، تحديداً شمالي
قطاع غزة الأرض الأكثر خصوبة وثماراً، عندما ينحبس المطر عنهم، لكنهم
الآن يتضرعون إلى الله بأن لا ينزل المطر عليهم خوفاً من إيذائهم، بعد
أن باتوا يلتحفون السماء ويفترشون الأرض.
من جانبه أشار وكيل وزارة الأشغال والإسكان في غزة، المهندس إبراهيم
رضوان، إلى أن وزارته دفعت مبالغ مالية للمتضررين كإيجارات للمنازل
بعد انتهاء الحرب "كحل مؤقت لحين البدء في إعادة إعمار ما هدمته
الجرافات الإسرائيلية".
وأضاف "إننا في الوزارة تقدمنا بعدة أفكار ومنها بناء بيوت بالإمكانيات المحلية أو بناء منازل من الطين، لكن من الصعب القيام بهذه الأفكار في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي ومنعه إدخال مواد البناء المختلفة، فنحن أيضاً نعاني كما يعاني معظم سكان القطاع من قلة الإمكانيات".
وأكد المهندس رضوان أن الجهود التي يبذلونها "تعتبر جهوداً محدودة لا تكفي لسد احتياجات المواطنين"، مشيراً إلى أنه لابد من فتح المعابر ودخول الإمكانيات ومواد البناء اللازمة لإعادة إعمار ما دُمر وتضرر جراء الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
ويعيش المواطن محمد غبن (56 عاماً) مع زوجته وأطفاله السبعة داخل غرفة
واحدة، بعدما هدمت الجرافات الإسرائيلية معظم منزله شمالي قطاع غزة.
وقال غبن: "لا يوجد داخل منزلي الآن شبابيك ولا أبواب، لقد راح كل
شيء، لكنني أحمد الله أنه تبقت غرفة نستطيع أن ننام داخلها".
وأضاف "سوف أجهّز أموري خلال الأيام القادمة تحسباً من أمطار قد تؤذي أطفالي، فالبيت لم يعد مثل سابق عهده وبات لا يحمينا من ماء المطر. أتمنى أن يعيش أولادنا حياة أفضل".