هل الحرب قادمة بين المملكة السعودية وإيران؟؟
منذ 2016-01-14
يثار الكلام الآن كثيرا عن نشوب حرب مباشرة بين إيران والسعودية؛ وطبعا هذا وارد بسبب الغرور الإيراني الذي قد يدفعها لذلك؛ لاسيما بعد استقرار علاقاتها مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
يثار الكلام الآن كثيرا عن نشوب حرب مباشرة بين إيران والسعودية؛ وطبعا هذا وارد بسبب الغرور الإيراني الذي قد يدفعها لذلك؛ لاسيما بعد استقرار علاقاتها مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ولكن هذا الامر تتحكم فيه عدة محددات نظن أنها تشمل التالي:
- إيران صارت أكثر مكرا ودهاء في السياسة والاستراتيجية؛ منذ تولي رفسنجاني للحكم في النصف الثاني من ثمانينات القرن العشرين؛ وترسخ هذا المسلك الماكر في سياساتها الداخلية والخارجية منذئذ وحتى الآن؛ وكانت أول ثماره وقت بدءه هي إيقاف الحرب المباشرة مع صدام مع استمرار الحرب الخفية ضده؛ وذلك كله بالمواكبة مع توثيق العلاقة مع الاتحاد السوفيتي السابق والصين وفتح قنوات تواصل مع أوروبا وأمريكا وإسرائيل، وبلغ هذا الدهاء أحد ذرواته عندما امتنعت إيران عن شن حرب على أفغانستان طالبان عام ١٩٩٨ خشية الغرق في المستنقع الأفغاني رغم حشد الحرس الثوري نحو نصف مليون مقاتل على الحدود مع أفغانستان بسبب اجتياح طالبان لمنطقة باميان وقتل نحو عشرين مستشارا عسكريا من الحرس الثوري الإيراني كانوا يقودون شيعة أفغانستان في حربهم ضد طالبان.
- السعودية تعد تسليحها وخططها وتدريباتها وتحالفتها منذ الحرب العراقية الإيرانية وحتى الآن لردع إيران عن مثل هذه الحرب وخزنت كميات ضخمة من الأسلحة لهذا الغرض ومنها الصواريخ بكل أنواعها والتي تطال كل موضع في إيران فضلا عن أحدث الطائرات في العالم، وهذا يعني أن الحرب بين البلدين تعني هدم البلدين على رأس مواطني إيران والسعودية لأن إيران أيضا لديها الكثير من الصواريخ.
- لن يكون لحرب كهذه معنى لإيران إلاّ أن تزيل آل سعود من الحكم وتولي الحكم لشيعة السعودية وهذا أمر وإن قبلته بدرجة ما قبائل العراق واليمن فإن قبائل الجزيرة العربية لن تقبله ولن تصمت إزاءه كما أن أمريكا لو سكتت فإن هناك قوى أخري سوف تساند آل سعود بدرجات متفاوتة بشكل يمنع انتصار إيران ومن هذه القوى فرنسا والسودان والمغرب وتركيا وباكستان ثم بدرجة ما مصر خاصة إذا تبدل الوضع السياسي الحالي.
- الحرب المباشرة مع صدام كانت في ربيع الثورة الإيرانية، وكانت سمعتها لازالت بيضاء بين أهل السنة بينما كان صدام يتبنى القومية العربية ويرفع لواء البعث، بينما الآن فرغم زيادة قدرات إيران التسليحية إلا أن إيران الآن هي في خريف الثورة، كما أن هناك استقطاب سني شيعي شديد وازدادت سمعة الشيعة وإيران وحلفائها سوءا وكل يوم تتعمق كراهية السنة لهم بسبب افتضاح مماراستهم الطائفية البشعة في كل مكان خاصة في العراق وسوريا، وفي نفس الوقت فإن آل سعود يرفعون لواء الإسلام السني و يحرسون الحرمين الشريفين، وإذا كان نحو ١٥٠ مليون شيعي حول العالم وفروا عمقا بشريا عوض إيران نزيفها المستمر في العراق وسوريا فإن تهديد الشيعة باحتلال الحرمين ستلهب مشاعر نحو مليار ونصف المليار من السنة و سيشكلون رديفا لجيش السعودية.
- إذا كانت إيران تنتج مليون برميل نفط يوميا و يمكنها رفعها الى ٢ أو ٣ مليون برميل بعد رفع العقوبات قريبا فضلا عن انتاج العراق الدائر حول هذا فإن السعودية تننج يومبا ١٢ مليون برميل وتسعى للزيادة.
و في ضوء هذا كله يجب النظر في احتمال وقوع هذه الحرب مع عدم إغفال أن الغرور الشيعي في هذه المرحلة يجعل كل الاحتمالات مطروحة على طاولة البحث.
- التصنيف: