ليس ولي أمر

فى حلقة كنت ضيفا على قناة الناس مع الأخ العزيز خالد عبدالله؛ وكان معى الأخ فاضل سليمان وكنت أول مرة ألتقي به، وفى أثناء الحوار فوجئت بالأخ فاضل يقول أن الرئيس مرسى ولي أمر! فقلت له هو رئيس أنا انتخبته بعقد محدد فى اﻻنتخاب فقط؛ أما توسيع اﻷمر ليصل إلى ولي أمر بما تعنيه الكلمة من تبعات فذلك أرفضه.

المهم الرجل ظل شايل منى؛ قابلته فى رابعة ولم يسلم علي ﻹعتراضى ذلك؛ ولم أشغل بالي كثيرا فقد قابلت الكثير من ذلك؛ لكن المهم أننى كنت متفهما جدا حدود صلاحيات الرئيس فى تحقيق قدر من العدل والحرية ينطلق منهما لتطبيق الشريعة على مدى؛ بحسب اﻷوضاع والقدرة لذلك كنت أرفض المغاﻻة فى وصف مرسى وأرفض تقصيره فى المستطاع.

لم أكن أحلم بتطبيق الشريعة فورا ولكني كنت أعلم أنه ممكن تحقيق مناخ عدل وحرية يساعد على تطبيق الشريعة؛ وكنت أقنع الكثير من الإسلاميين بأهمية المحافظة على نعمة الحرية والعدل.

الشاهد رغم أن وضع مصر مختلف وأفضل وأقرب لتطبيق الشريعة من تركيا؛ إﻻ أن اﻷمر يتكرر كثيرا؛ يغالون فى أردوغان حتى جعلوه خليفة؛ وهو حمق وغباء؛ وكثير يساوون بينه وبين الكفار وهو إجرام.

فالحكم مرتبط بالقدرة والواقع والمستطاع، والواقع التركى معقد وصعب ومتشابك بخلاف المصرى الذى فشل رغم أنه أسهل منه آﻻف المرات، وتركيبة الخريطة التركية باﻹرث العرقى والعلمانى والعسكرى معقدة جدا جدا؛
والتسلل والنجاح فى اختراق تلك التركيبة فى ظل عشرات اﻷعداء المتربصين نجاح، وبذل الجهد مع شعب ومؤسسات جعلوها تعادي دينها هو جهد مشكور خاصة مع آثاره الواضحة فى العودة للإسلام.

ومطالبة أردوغان بالشريعة فى كل أمرﻷنه حاكم؛ فيه عدم واقعية؛ فهو رئيس بعقد محدد بنوده يبذل المستطاع من خلال مكانه فى تحقيق المستطاع للمسلمين، وﻻينسى فهم حدود قوته المتنوعة فى داخل الدولة؛ وماهى قدرة تلك القوة فى بسط السلطان مع وجود قوى أخرى داخل الدولة قوية ومؤثرة جدا، وعلاقة دولته بالغرب قيد سياسى عسكري؛ مع واقع داخلي وخارجي صعب ومتشابك ومعقد.

الشاهد أنه مجرد مسلم فى منصب محدد وظائفه يجتهد فيصيب ويخطىءن وهو ليس بحاكم لدولة نظامها إسلامي؛ بل نظامها علماني مع فهم مايترتب على علمانية النظام من تبعات، وأردوغان وحزبه بشر مسلمون بلا شك عندهم أخطاء؛ ولكن ميزانها مع الواقع والمتاح والقدرة واﻹستطاعة وتطبيق الأحكام الشرعية هو الذى يتطلب حكمة فى الفهم وميزان عدل ضاع من الكثيريين...