النفاقُ المَحض
أبو فهر المسلم
- التصنيفات: دعوة المسلمين -
هكذا يُقرِّر اليومَ؛ بعض الحُكَّام وشُيوخهم !
قال ابن تيمية رحمه الله :
( فأمَّا النفاقُ المَحض، الذي لا ريب في كُفر صاحبِه :
فأن لا يَرى وجوبَ تصديق الرسول، فيما أخبَر به، ولاوجوبَ طاعته فيما أمَر به، وإن اعتقد مع ذلك؛ أن الرسولَ عظيمُ القدْر، علمًا وعملًا، وأنه يجوز تصديقُه وطاعتُه !
لكنه يقول: إنه لا يضرُّ اختلافُ المِلل، إذا كان المعبودُ واحدًا !
ويَرى أنه تَحصل النجاةُ والسعادةُ، بمتابعة الرسول وبغير متابعته، إما بطريق الفلسفة والصبوء، أو بطريق التهوّد والتنصّر، كما هو قولُ الصابئة الفلاسفة، في هذه المسألة وفي غيرها !
فإنهم وإن صدَّقوه وأطاعُوه؛ فإنهم لا يَعتقدون وجوبَ ذلك، على جميع أهل الأرض، بحيث يكون التاركُ لتصْديقه وطاعتِه مُعذَّبًا !
بل يَرون ذلك؛ مثلَ التمسُّك بمذهب إمامٍ، أو طريقةِ شيخٍ، أو طاعة ملِك .. وهذا دينُ التتار ومَن دخل معهم ).
انظر: مجموع الفتاوى
قلتُ :
وقد كفَّر شيخُ الإسلام؛ التتارَ .. في أكثر من موضع، وتَبِعَه على ذلك، وفرةٌ من أهل العلم !
فكلُّ مَن شابَههم في مثل هذا، فهو منهم ولا شكّ !
واليومَ يَرى كلُّ ذي لُبٍّ وفَهم؛ ما يريد أن يصل إليه بعض الحكام الظالمين وأعوانُهم، وغيره من الطواغيت، من المروق من عُقدة الإسلام ووثاقه العظيم، وتهميش ثوابتِه شيئًا فشيئًا !
خاصةً فيما يتعلَّق بنصارى مصر، وكونهم أهل كتاب، والزعم بأنهم مؤمنون، بل منهم الشهداء والصالحون، يَعبدون الله كما يشاؤون، والجنة ليست حِكرًا على المسلمين !
وغير ذلك من زعزعتهم للثوابت المُستقرِّة، عند المسلمين، مثل :
انعقاد الإسلام بالشهادتين؛ قولًا واعتقادًا وحالًا !
وأنه لا دينَ حقّ غير دين الإسلام، وكلّ ما سواه؛ باطلٌ مردود غير مقبول !
وأن تحقيق هذا الدين على هذا النحو؛ به سعادة الدنيا، وجنّة الآخرة !
والرضا بغيره دينًا؛ مُوجبٌ لسخط الله في الدنيا، وعذاب جهنم أبدًا في الآخرة !
وأن اليهود والنصارى؛ كفار ضُلَّال في الدنيا، مُستوجبون للخلود الأبديّ، في نار جهنم في الآخرة !
فكلّ من اعتقد ذلك؛ فهو مسلمٌ صحيح الدِّين بالإجماع، يُرجى له الخير، وكل مَن لم يَعتقد ذلك؛ فحُكمه حُكم الكفار بالإجماع، في الدنيا والآخرة !
فاحذروا من مكر هذا الطاغوت وجنوده، بكم وبدينكم !
ولاتلتفتُوا إلى اعتذارات الخائنين، ولا تأويلات الغافلين؛ دفاعًا عنهم !