الجوامع القصار - كَفاكم تَغييبًا
كَفاكم تَغييبًا ودَرْوشَة !
وسط الرُّكام الهائل، من التناقضات الصّارخة، والتنازلات المُتتابعة .. كثيرًا ما يَعتذر الأتباع، عن مَتبوعيهم وسادَتهم ورؤوسهم، حينما يريدون إثبات نزاهتهم وسلامة نواياهم، وصِدق دَعواهم؛ فيَحتجّون بهذه :
أن كُبراءَهم؛ لَم يُحصِّلوا مَنصبًا .. ولم يزدادوا مالًا وأُبَّهة .. ولم يَغنموا متاعًا يُذكَر مثل فلان وعِلّان، وجماعة كذا، وحزب كذا !
ونَسي هؤلاء أو تَناسوا :
أن طُغيان التَّبعيَّة والرياسة، وحبّ التقديس والتقليد، وشَهوة السّمع والطاعة؛ أعظم كثيرًا لدَى كُبرائهم، وأحبّ إليهم، من طُغيان المال والجاه والمناصب !
قال الإمام أحمد رحمه الله :
( حبّ الرياسة أعجب إلى الرجل، من الذهب والفضّة ).
انظر: طبقات الحنابلة
لذا .. نقَل الشاطبيُّ رحمه الله :
( حبُّ الرئاسة .. آخر ما يَخرج من قلوب الصِّدِّيقين ).
انظر: الاعتصام
فاستقيموا يَرحمكم الله، ودَعُوا هذه الدَّرْوشَة !
فإن لكلّ قولٍ حقيقة، ولكلّ دَعوى بيّنة، والأحداث كاشفةٌ فاضِحة !
فإمّا صِدقٌ وثبات .. وإمّا نفاقٌ ورياء !
كان الله للإسلام وأهله !
- التصنيف: