[36] الأعمال المضاعفة
دلّنا رسولنا الكريم على أعمال وأقوال تجمع بين يسرها وسهولتها؛ وبين أجرها العظيم، الذي تُنـزِل البركةَ في عمره المحدود، وهذه الأعمال هي ما يسمى بـ (الأعمال المضاعفة)، ولعلنا نقف مع بعضها في هذا اليوم؛ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
- التصنيفات: خطب الجمعة -
الخطبة الأولى:
أما بعد: فإن كلَّ مؤمنٍ حريصٌ على أن يزداد في عمره من الحسنات؛ فهذه الدار هي دار التزود من الأعمال الصالحة والاستكثار منها؛ لكي يرتاح العبد بعد موته الراحة الحقيقية الأبدية، لما يرى من رضا الله عنه؛ ولما يجد من كرامة ربه وفضله؛ وقد سُئل الرسول: «الموت يتخطف الصغير والكبير والصحيح والسقيم، ولا يدري أحدنا متى يفجؤه الموت، فتنتهي حياته الدنيا التي فيها يتحصل العبد على زاده لآخرته؛ فالواجب علينا الاجتهاد في التزود لهذا الرحيل.
» [صحيح الترمذي: 2329]، ونحن نرى هذاوقد دلّنا رسولنا الكريم على أعمال وأقوال تجمع بين يسرها وسهولتها؛ وبين أجرها العظيم، الذي تُنـزِل البركةَ في عمره المحدود، وهذه الأعمال هي ما يسمى بـ (الأعمال المضاعفة)، ولعلنا نقف مع بعضها في هذا اليوم؛ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون:
1- حُسن الخلق: روى أبو داود وغيره وصححه الألباني عن أبي الدرداء: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « » [4799]، وقال صلى الله عليه وسلم: « » [صحيح الجامع: 3767]. ومعنى يزدن في الأعمار: أي في بركتها.
2- صلة الرحم: قال صلى الله عليه وسلم: «البخاري: 2067]. وبسط الرزق البركة فيه، وينسأ له في أثره: أي يبارك له في عمره؛ فهي كناية عن البركة في العمر بسبب التوفيق إلى الطاعة وعمارة وقته بما ينفعه في الآخرة؛ وصيانته عن تضييعه في غير ذلك.
» [صحيح3- صلاة الجماعة مع الإمام: لقوله صلى الله عليه وسلم: « » [صحيح مسلم: 650].
4- أداء النافلة في البيت: لقوله صلى الله عليه وسلم: «صحيح البخاري: 7290].
» [صحيح الترغيب:441]. ويشهد له قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: « » [5- الصلاة في الحرمين الشريفين: لقوله صلى الله عليه وسلم: «
» [البدر المنير: 9/517]، وكذلك الصلاة في مسجد قباء لقوله صلى الله عليه وسلم: « » [صحيح الجامع: 6154].6- التحلي ببعض آداب يوم الجمعة؛ ومنها ما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم: « » [صحيح النسائي: 1380].
7- صلاة الضحى: لقوله صلى الله عليه وسلم: «
» [صحيح مسلم: 729]. ومعنى " سُلامى " أي: المفاصل والعظام من الإنسان، وهي ثلاثمائة وستون مفصلًا. ووقت الضحى من ارتفاع الشمس بعد الإشراق (أي بعد الإشراق بربع ساعة تقريبًا)؛ إلى قبيل الزوال؛ (قبل أذان الظهر بعشر دقائق تقريبًا). ومن صلاة الضحى صلاة الإشراق، وتكون بعد الإشراق بربع ساعة على الأقل: لقوله صلى الله عليه وسلم: « » [صحيح الترمذي: 586].8- أداء الصلوات المكتوبة في المسجد: لقوله صلى الله عليه وسلم: «
» [صحيح الترغيب: 657].9- أن يكون من أهل الصف الأول: لقول العرباض بن سارية رضي الله عنه: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستغفر للصف المقَّدم ثلاثًا، وللثاني مرة" [رواه النسائي وابن ماجة] ولقوله صلى الله عليه وسلم: «
» [الترغيب والترهيب:1/231].10- أن تكون مؤذنًا: لقوله صلى الله عليه وسلم: «
» [صحيح النسائي: 645]. فإذا لم تكن مؤذنًا فقل كما يقول المؤذن: لقوله صلى الله عليه وسلم: « » [سنن أبي داود: 542] أي: ادع بعد فراغك من إجابة المؤذن.11- الحج والعمرة أو توفيرُ نفقةٍ لمن يحج بها أو يعتمر: لقوله صلى الله عليه وسلم: « » [سنن الترمذي: 810].
12- حضور دروس العلم في المساجد: لقوله صلى الله عليه وسلم: « » [صحيح الترغيب: 86].
نسأل الله التوفيق والقبول، أقول ما سمعتم؛ وأستغفر الله.
الخطبة الثانية:
15- صيام ثلاثة أيام من كل شهر: لقوله صلى الله عليه وسلم: «
» [صحيح الترمذي: 762].16- تلاوة القرآن: لقوله صلى الله عليه وسلم: «
» [الترغيب والترهيب: 2/302].17- الذكر المضاعف: وهو كثير؛ ومنه حديث أبي هريرة المتفق عليه؛ قال صلى الله عليه وسلم: « » [صحيح البخاري: 6682]، ومن الذكر المضاعف ما ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عند جويرية أم المؤمنين رضي الله عنها بُكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال صلى الله عليه وسلم: « » [صحيح مسلم: 2726].
18- الاستغفار المضاعف: لقوله صلى الله عليه وسلم: « » [مجمع الزوائد: 10/213].
19- قضاء حوائج الناس: لقوله صلى الله عليه وسلم: «
» [صحيح الجامع: 176].20- الأعمال الجاري ثوابُها إلى ما بعد الموت: ومنها ما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم: «
» [صحيح الترغيب: 114].هذه بعض الأعمال الصالحة المباركة المضاعفة الأجر؛ وغيرها كثير، والموفق من اجتهد فيها، بإخلاص لله رب العالمين. وفقنا الله جميعًا لاستغلال الفرص المضاعفة التي أكرمنا الله بها.