قصة عائلة فلسطينية من 10 أفراد تعيش في مخزن يقاسمهم فيه حمارهم
ملفات متنوعة
قصة تعكس مدى الواقع الحياتي السيىء الذي يعيشه أهالي غزة.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
رام الله ـ 'القدس العربي' : عكست قصة العائلة الفلسطينية المكونة من
10 أفراد وتعيش بمخزن صغير في قطاع غزة يقاسمهم فيه حمارهم واقع
الحياة الصعبة والسيئة التي يعيشها أهالي قطاع غزة جراء الحصار
الإسرائيلي المفروض عليهم.
وأثارت الأوضاع المعيشية السيئة لتلك العائلة في قطاع غزة اهتمام وسائل الإعلام الفلسطينية التي عملت الخميس على نشر تفاصيل أوضاع تلك العائلة على مواقعها على شبكة الإنترنت.
وأوضحت "وكالة قدس نت للأنباء" المحلية على موقعها الخميس بأن تلك العائلة تقطن بمنطقة قيزان النجار في قطاع غزة.
وقالت الوكالة المحلية: يعيش أبو سعيد البكري في العقد الرابع من عمره رب هذه الأسرة المكونة من عشرة أفراد أكبرهم لا يتعدى الـ ثمانية عشر عاما وأصغرهم لا يتعدى الأربعة أعوام، بمخزن لا تتجاوز مساحته الـ 40 مترا مربعا، في الركن الغربي من المخزن أي المدخل من الداخل يتواجد "حمار" وبجواره مجموعة من الألبسة البالية المعلقة على أحد الحبال، وفي الركن الجنوبي يتواجد غاز يعتقد بأنه من العصر الحجري، وبجواره بالركن الشرقي كومة ملابس لا أعتقد بأن أحدها يصلح للاستعمال الآدمي، بالركن الشمالي الغربي يتواجد حرام وضع بمثابة جدار فاصل عن باقي المخزن وتتواجد خلفه دورة مياه، بجواره تماما توجد بعض الأواني ملقاة على الأرض وهذا يعد ' المطبخ!!'.
وقال أبو سعيد البكري معيل تلك الأسرة بأن حياتهم صعبة للغاية داخل
هذا المخزن الذي أقدم على استئجاره بـ 100 دولار أمريكي قبل حوالي
الشهرين، ولا يتوفر لديهم ادنى مقومات الحياة، بسبب عدم توفر دخل
للأسرة سوى عربة الكارو التي يعمل عليها وتحصل باليوم كاقصى حد "20
شيكل" حوالي 5 دولارات، مشيرا إلى أنه ينام وأولاده العشرة على الأرض
بجوار بعضهم البعض وكل خمسة أشخاص يغطيهم غطاء واحد، وتلك الأغطية
جلبوها من المسجد الذي يقطنون بجواره.
ويقضي أبو سعيد وأطفاله الذكور حاجتهم بدورة مياه المسجد التي لا تبعد عنهم سوى أمتار، أما دورة المياه المتواجدة بالبيت فخصصت لزوجته وبناته.
ويتابع (لا يتوفر في "البيت" أي أثاث بالمطلق، لا ثلاجة ولاغسالة ولا غاز ولا ملابس)، ولا فراش لأولاده سوى الأرض التي يفترشونها في حين تتسرب مياه الأمطار من سقف المخزن المكون من "الزينجو" ويغرق فراشهم بالمياه.
وأشارت وسائل الإعلام إلى أن رب الأسرة أبو سعيد مصاب بالجلطة بقدمه منذ قرابة ستة أشهر، بالإضافة لإصابة طفلته مها التي لم تتجاوز بعد 16 عاما بمرض القلب وتحتاج لعلاج شهريا .
وبشأن مشاركة حمار تلك الأسرة مخزنها الذي تعيش به، أوضح رب تلك
الأسرة بأن سبب تواجد الحمار معهم بالمخزن هو أن الحمار كان يتوقف على
باب المخزن والمجاور للمسجد، حيث رأى المواطنون هناك بأنه من غير
اللائق أن يتواجد الحمار خارج المخزن مخلفا بعض الفضلات بالمنطقة
وروائح كريهة من شأنها أن تزعج رواد المسجد وسكان المنطقة، ومن هذا
المنطلق أدخل أبو السعيد الحمار داخل المخزن لينام بجواره رغم الإزعاج
الذي يسببه للعائلة عندما يطلق أصواتا غير مرغوب بها، علاوة على
الفضلات والرائحة التي لا تطاق بالمخزن، رغم قيام أبو سعيد بعملية
تنظيف بشكل يومي في محيط تواجد هذا الحمار.
ويقول أبو سعيد بأن أطفاله محرومين من كل شيء، ولا تتوفر أدنى متطلبات
الطفولة لهم من ملبس ومأكل ومشرب، ويطلبون منه ملابس ومصاريف للمدرسة
وبعض الفواكه التي لا يستطيع توفيرها، مشيرا إلى أنه عاطل عن العمل
منذ ما يقارب الـ"خمسة أعوام" أي إبان انسحاب إسرائيل من غزة عندما
كان يعمل بالمستوطنات آنذاك، حيث كان يعيش بذاك الوقت ببيت من الاسبست
قبل أن يطرد منه.
وتمنى أبو سعيد أن يرأف أصحاب الضمائر الحية بحاله وحال عائلته
وينظروا لوضعهم، ويقدموا لهم المساعدة لو على القليل توفير أدوات
منزلية لهم أو مأوى غير هذا المخزن... فهل من مجيب؟