عشرون سؤالاً ..يا معالي وزير العدل
الدكتور يوسف بن عبدالله الأحمد أستاذ الشريعة بجامعة الامام يرد لمعالي وزير العدل الذي دافع عن الاختلاط..
مناظرة بين د. يوسف الأحمد ومعالي وزير العدل ..
أعلن الشيخ الدكتور يوسف بن عبدالله الأحمد أستاذ الشريعة بجامعة
الإمام مناظرة علنية بطريقة حديثة، وهي المناظرة الكتابية. هذه نسخة
منها ردا على مقال معالي وزير العدل الذي دافع فيه عن الاختلاط
..
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فقد اطلعت على مقال معالي وزير العدل د. محمد العيسى المنشور في صحيفة الرياض السبت 5/11/1430هـ . وقد تضمن المقال أموراً بالغة الخطورة . ومنها :
• أن الاختلاط الواقع بين الرجال والنساء في جامعة الملك عبدالله داخل في دائرة الجواز.
• وأن الاختلاط مصطلح مبتدع لا يعرف في مدونات أهل العلم.
• ولمز القائلين بحرمة الاختلاط بقوله :" المستدركون على شريعة
الله بالآراء والمصطلحات" وقوله:"وما ظُلم الإسلام مثلما ظلم
بالافتراء عليه، وتعظم الفرية عندما تستعار له بعض المفاهيم الوافدة
والتصورات القاصرة ، على أنها من دين الله وما هي من دين الله"اهـ.
علماً بأن أعلام الأمة كابن إبراهيم وابن باز وابن عثيمين وابن جبرين
رحمهم الله تعالى وغيرهم يفتون بحرمة الاختلاط.
• واستعمل في المقال طريقة الليبراليين في شغبهم المعتاد على علماء الشريعة في المملكة بأنهم تحفظوا على تعليم المرأة في المدارس، وحرموا وسائل الاتصال والإعلام الحديثة، وأنهم تسرعوا في مواقفهم من تقنية الاتصال البرقي وأثير الإعلام وغيرها كثير على حد قوله ، وأن بعض العادات تحورت عندهم إلى عبادات.
• وتضمن المقال أيضاً إيهام القارئ بأن اجتماع النساء مع الرجال في الجامعة إنما هو في جو من الحشمة والتستر، وهذا إخبار بخلاف الحقيقة، وواقع أن كثيراً منهن متبرجات سافرات، وألبسة قصيرة تكشف الساقين، أو بالبناطيل الضيقة، وموقع الجامعة الإلكتروني الرسمي خير شاهد.
• وتضمن المقال إيهام القارئ بأن المشكلة التي اعترض عليها العلماء
إنما هي الاختلاط فقط . وهذا إخبار بخلاف الحقيقة فمشكلة الجامعة أكبر
من الاختلاط بكثير كما سيأتي.
وقد اطلعت على رد الشيخين الفاضلين عبد العزيز الطريفي وسليمان الدويش حفظهما الله على معالي وزير العدل رداً علمياً رصيناً مسدداً ، وأثبتا وجود المصطلح عند السلف وفي مدونات العلماء بدأً بصحيح البخاري ، وأن العبرة بالمعنى لا المصطلح . ولا أعيد ما ذكراه ، وإنما أتممه بهذه الأسئلة إلى معالي وزير العدل وفقه الله لطاعته ، ليجيب عليها ، فلعلها أن تكون سبباً له ولغيره في زوال اللبس والرجوع إلى الحق.
1. هل تعلم أن الجامعة لا تلتزم أحكام الإسلام في أنظمتها؛ شأنها شأن أي جامعة أوروبية أو أمريكية؟
2. هل تعلم أن المرأة في الجامعة متاح لها لبس البنطال وكشف الرأس والعنق والساقين أمام الرجال؟
3. هل تعلم أن مدير الجامعة كافر؟
4. هل تعلم أن مدير مدراس المرحلة الثانوية والمتوسطة والابتدائية كافر؟
5. هل تعلم أن نسبة السعوديين من الأساتذة والطلاب هم الأقل فلا تتجاوز نسبتهم 15%؟
6. هل تعلم أن مدارس الجامعة الثانوية والمتوسطة والابتدائي لا
يدرس فيها القرآن ولا التوحيد ولاشيء من علوم الشريعة؟
7. هل تعلم أن التعري متاح على شواطئها؟
8. هل تعلم أن وقف الجامعة عبارة عن قروض بنكية بفوائد ربوية بقيمة عشر مليارات دولار؟
9. هل اطلعت على موقع الجامعة الإلكتروني وشاهدت صور النساء بلا حجاب ولا جلباب ولا حشمة؟
10. هل قرأت كلام نائب رئيس الجامعة جميل الدندني في صحيفة (
رويترز ) بتاريخ 31/10/2007م أن أجواء حرية الحركة واختلاط الجنسين
داخل الجامعة ستتشابه مع الوضع القائم حالياً داخل مجمعات أرامكو التي
تشبه جيوباً من ضواحي المدن الأمريكية المزروعة في الجزيرة العربية
".
11. ما موقفك من اتهام وكيل الجامعة لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله بالإسلام في قوله:" إن الملك عبدالله وضع حجر الأساس للجامعة هذا الشهر مشيراً إلى أن دعمه هو الذي سيضمن بقاءها حرة من قيود المؤسسة الدينية ذات النفوذ على التعليم في بقية الأماكن التعليمية في السعودية ".
12. هل تعلم أن العلوم الدنيوية إذا انفكت عن أحكام الشريعة ونصرة
الدين لم تكن أمراً محموداً ؟ قال الله تعالى :{يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}
[الروم:7].
13. هل تعلم أن الثلاثين مليار دولار التي دفعت في الجامعة ليست صدقة جارية كما أوهمت القارئ ؛ وإنما هي من المال العام ؟
14. هل تعلم أن تبريرَ الباطل ولبسَ الحقِّ به من قبل العالم ؛ هو غش للراعي والرعية، وقادح في العدالة ، ومسقط للأهلية الشرعية للولايات العامة ؟
15. هل نفهم من كلامك جواز دراسة البنات مع الطلاب في المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعية؟.
16. هل تعلم أنك أسأت في مقالك إلى خادم الحرمين الشريفين أطال
الله في عمره على حسن العمل، وذممته بأقذع الذم ، وأسأت أيضاً إلى
الجامعة وذممتها ، ولكنه في قالب المديح؟!.
وهذه الحقيقة يدركها أهل الحرفة في الميدان الإعلامي، فالإعلامي الحصيف يتكلم بما ظاهره الذم ولكن مآله إلى المديح ؛ كمن ذم شخصاً بأن تكبيرة الإحرام قد فاتته اليوم في صلاة الفجر، فالرسالة الإيحائية التي أوصلها للسامع عن الموصوف : أنه محافظ على الصلاة في المسجد.
وفي المقابل امتدح آخر بالصلاح والديانة ، وأنه رؤي هذا العام في
رمضان يصلي في المسجد. فالرسالة التي وصلت للسامع عن الموصوف : أنه
غير محافظ على الصلاة ، وأن المادح له استكثر عليه الصلاة في المسجد
في رمضان.
17. لماذا استبشر الليبراليون بمقالك وطاروا به قبل أن ينزل في صحيفة الرياض بيوم، وأنكره العلماء والدعاة والصالحون؟
18. إذا ثبت لديك برأي العين ترك النساء للحجاب والحشمة حال اختلاطهن مع الرجال في مقاعد الدراسة في الجامعة فهل ستتراجع عن فتواك في حكم الاختلاط الواقع في الجامعة؟
19. أين حقوق المرأة المظلومة التي ترغب في الدراسة العليا في
الجامعة ، لكنها لا تريد الاختلاط مع الرجال؟
20. إذا جاء ضيوفك على وليمة غداء أو عشاء ، فهل يدخل نساؤك المجلس
، ويتبادلن الحديث مع الرجال في جو من الحشمة والوقار، أو أصبحت مثلنا
من ضحايا فرية مصطلح الاختلاط ، وعلى حد قولك في المقال :"ومن غار على
الحرمات فوق غيرة الشرع، دخل في حيز الوسوسة، وسوء الظن بالناس،
والتعقب على الشريعة".
تمهل .. وتذكر موقفك بين يدي ملك الملوك .. فالرجوع إلى الحق فضيلة ، وهذا الظن بك. والحمد لله رب العالمين.
قاله وكتبه: د.يوسف بن عبدالله الأحمد -عضو هيئة التدريس بجامعة
الإمام -10/11/1430هـ
- التصنيف:
nada
منذ