كتاب موقوت
أبو الهيثم محمد درويش
- التصنيفات: التفسير -
فرض ربنا سبحانه الصلوات الخمس في أوقات معلومات
و فرض على المسلم أن يلقاه في تلك الأوقات المحددة بلا تأخير
فالمسلم في مهمة مؤقتة على الأرض تتلخص في توحيد الرحمن و إفراده بالعبادة و كل ما يفعله و يعمله من أعمال (مأكل و مشرب و ملبس و منكح و إنجاب و مال و أعمال ) إنما هي فقط للمساعدة على المهمة الأساسية و هي العبادة .
فكيف ينشغل العبد بها عن مهمته الأساسية و قد يسرها الله له لتساعده على تلك المهمة ؟؟؟
إنما ينشغل عن العبادة بسبب أمور الدنيا من اختل عنده ميزان الإيمان .
فانتبه و أعد الميزان لوضعه الطبيعي .
قال تعالى :
{ فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا } [النساء 103] .
قال السعدي في تفسيره :
وقوله: { فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاة } أي: إذا أمنتم من الخوف واطمأنت قلوبكم وأبدانكم فأتموا صلاتكم على الوجه الأكمل ظاهرا وباطنا، بأركانها وشروطها وخشوعها وسائر مكملاتها.
{ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا } أي: مفروضا في وقته، فدل ذلك على فرضيتها، وأن لها وقتا لا تصح إلا به، وهو هذه الأوقات التي قد تقررت عند المسلمين صغيرهم وكبيرهم، عالمهم وجاهلهم، وأخذوا ذلك عن نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: "صلوا كما رأيتموني أصلي" ودل قوله: { عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } على أن الصلاة ميزان الإيمان وعلى حسب إيمان العبد تكون صلاته وتتم وتكمل، ويدل ذلك على أن الكفار وإن كانوا ملتزمين لأحكام المسلمين كأهل الذمة - أنهم لا يخاطبون بفروع الدين كالصلاة، ولا يؤمرون بها، بل ولا تصح منهم ما داموا على كفرهم، وإن كانوا يعاقبون عليها وعلى سائر الأحكام في الآخرة.
أبو الهيثم