المعاملات التجارية الإسلامية: الأهداف والأرباح
عندما يسعى رواد الأعمال لتحقيق الأفضل لأصحاب للمجتمع، فإن القصد من وراء ذلك هو كسب مرضاة الله وتجنب عقابه.
المسؤولية الاجتماعية للشركات، أخلاقيات العمل، التجارة على أساس القيم والتدقيق الاجتماعي هي نموذج من المصطلحات الطنانة التي تستخدم عند مناقشة موضوع الأعمال التجارية والمسؤولية الاجتماعية. لكن في كثير من الأحيان، المبادئ التي طرحناها هنا لا تطبق تماما، بل ويتم توفيرها عادة إلا إذا كان من وراءها سعي لممارسة الأعمال التجارية بهدف تحقيق الربح فقط.
الإسلام يقدم حلا لهذه المسألة؛ هو شرط التصرف بشكل أخلاقي في جميع جوانب الأعمال التجارية. نتيجة لذلك فإن الإسلام هو طريقة حياة كاملة للجنس البشري، موفرا الكيفية التي ينبغي علينا أن نعيش حياتنا عليها بهذه الدنيا في إطار التحضير للحياة الأبدية في الآخرة: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:21].
هنا قدم الله سبحانه وتعالى توجيهات بشأن كيف ينبغي لنا أن نتبع الإسلام عن طريق اختيار مسلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتلقي القرآن ونقل التوجيه من خلال السنة النبوية.
لذلك يمكننا الرجوع إلى القرآن والسنة حول كيفية العمل بشكل مربح، وفي الوقت ذاته إعداد كاف للآخرة. والقصد من ذلك هو لابقاء الامور بسيطة والتركيز على ما يخلق مؤسسة تجارية فعالة بقيم إسلامية، فإن هذه الأخيرة لا تتعارض مع تحقيق الأرباح التجارية.
للتوضيح ببساطة كيفية السعي نحو تشغيل تنظيم الأعمال التجارية الممركزة حول القيم الإسلامية، يجب وضع أهداف طويلة الأجل، أولها هو السعي نحو نجاح مستمد من التركيز على تحقيق أهداف أخروية على المدى الطويل.
كما ينبغي أن يكون هدف كل مسلم أن يدخل الجنة، وينبغي لرواد الأعمال محاذاة غاياتهم مع هذا الهدف لأنه في نهاية المطاف فإن الله جزم بفناء الجنس البشري: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران :185].
لذلك عندما يسعى رواد الأعمال لتحقيق الأفضل لأصحاب للمجتمع، فإن القصد من وراء ذلك هو كسب مرضاة الله وتجنب عقابه.
ثم إن صنع القرار والتنفيذ مع إخلاص النية على المدى الطويل يمكن أن يؤدي إلى أن يمنحك الله النجاح سواء في هذه الحياة والآخرة. بعد ذلك السعي الحقيقي لتحقيق أهداف طويلة المدى سوف ترى تحولا نحو تحقيق الأرباح على المدى الطويل، والأهم من ذلك أن الغرض الحقيقي وراء صنع وتحقيق هذه الأرباح ليست في السيطرة على المقاولة وإنما الإذعان للآيات الواردة في القرآن الكريم والتي تظهر مدى مسؤولية كل رائد أعمال أو مقاولة ربحية: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ؛ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ؛ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}[الذاريات : 53-58].
نفهم إذا أن الأرباح التي سيتم تحقيقها يجب أن تتم وفق ما قرره الله، ومن هنا يجب أن يعرف رواد الأعمال أن الله سيزيد بذلك ثروة مقاولتهم. وعلاوة على ذلك إذا أطاعوا الله وعبدوه فسوف يوفر لهم هذه الثروة بكل سهولة وبركة. لذلك يمكن لرائد الأعمال أن يشعر بمزيد من الثقة في اتخاذ القرارات التي تحقق أفضل الفوائد على المدى الطويل للمجتمع.
- التصنيف: