الإسلام الحضاري.. قراءة في تحليل المضمون
هدف البحث تحليل مصطلح الإسلام الحضاري وسبر أغواره والتعرف على دلالته الحقيقية وعلاقته بالتيارات المختلفة إسلامياً وعلمانيًا وقومياً بالإضافة إلى موقف الغرب منه، ومن ثم تحديد مكانته داخل أو خارج المنظومة الاصطلاحية الإسلامية من عدمه
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
المقدمة:
هدف البحث تحليل مصطلح الإسلام الحضاري وسبر أغواره والتعرف على دلالته الحقيقية وعلاقته بالتيارات المختلفة إسلامياً وعلمانيًا وقومياً بالإضافة إلى موقف الغرب منه، ومن ثم تحديد مكانته داخل أو خارج المنظومة الاصطلاحية الإسلامية من عدمه، وفي هذا السياق يطرح البحث مجموعة من الأسئلة البحثية أهمها:
س1: هل هناك إسلام حضاري وآخر غير حضاري، بمعنى أن الأول يحمل دلالات إيجابية والآخر يحمل دلالات سلبية؟
س2: هل هذا المصطلح مرتبط بالدين الإسلامي فقط ولا يوجد شبيه له في الأديان الأخرى مثل (المسيحية الحضارية واليهودية الحضارية)؟
س3: ماهي علاقة هذا المصطلح بالغرب؟
س5: كيف نفهم المصطلح في ضوء تحمس القوى العلمانية والقومية له؟
س6: بماذا نفسر قبول الهيئات الدولية للمصطلح والترويج له؟
س7: ما هو موقع المصطلح بين المصطلحات التي تمثل معه حقلاً دلالياً واحدًا مثل (الإسلام السياسي)؟
- استخدمت المنهج الوصفي والمنهج التحليلي ومنهج علم المصطلحات الذي يقيم المصطلح من خلال أصوله اللغوية والاصطلاحية والتركيبية.
يتكون البحث من مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة على النحو التالي:
الفصل الأول: الماهية والتعريف لغة واصطلاحًا:
الفصل الثاني: تطبيقات دعوة الإسلام الحضاري:
1- في فكر التيار العلماني
2- في فكر دعاة الوسطية
3- في تجربة النهضة الماليزية
4- في فكر منظمة المؤتمر الإسلامي
الفصل الثالث: نتائج دعوة الإسلام الحضاري:
1- استحداث ما يسمى بـ (العلوم الحضارية الإسلامية):
أ)- اختراع ما يسمى بالفقه الحضاري
ب)- اختراع ما يسمى بعلم أصول الفقه الحضاري
ج)- تطوير ما يسمى ب علوم الإسلام الحضاري
2- تفضيل الإسلام الحضاري على الإسلام السياسي
3- نزع سلاح الإسلام في معارك الصراع الحضاري
4- إغراق الإسلام في الحوارات الثلاث:
أ)- حوار الحضارات ب)- حوار الأديان ج)- حوار الثقافات.
الخاتمة: وبها خلاصة نتائج البحث
الفصل الأول: ماهية المفهوم لغوياً واصطلاحياً:
الإسلام لغة – الإسلام اصطلاحًا – الحضارة والحضاري لغة واصطلاحًا – الحضارة الإسلامية لغة واصطلاحاً.
سلِمَ).. من الآفات ونحوها – سلاما وسلامة: َبِرِئَ
سلم): له كذا: َخلِصَ – أسلم: انقاد – أخلص الدين لله
أسلم): دخل في دين الله.
الإسلام: إظهار الخضوع والقبول لما أتى به محمد صلى الله عليه وسلم
الإسلام: الدين الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام
السلام: اسم من اسماء الله تعالى
السٌَلمٌَ: ما يصعد عليه إلى الأمكنة العالية
السِلمُ: الإسلام .. السلم: الصلح
السلم: خلاف الحرب {وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} [الأنفال:61] [1].
- الإسلام اصطلاحًا: الإسلام في الشرع على ضربين:
الأول: دون الإيمان، وهو الاعتراف باللسان، وبه يحقن الدم -حصل معه الاعتقاد أو لم يحصل- وإياه قصد بقوله: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَـٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحجرات:14].
الثاني: فوق الإيمان: وهو أن يكون مع الاعتقاد اعتراف بالقلب ووفاء بالفعل واستسلام لله في جميع ما قضى وقدر، كما ذكر عن إبراهيم عليه السلام في قوله: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [البقرة:131]. وقوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران:19].
وقوله: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا} [يوسف:101]، أي اجعلني ممن استسلم لرضاك، ويجوز أن يكون معناه: اجعلني سالمًا عن أسر الشيطان حيث قال: {وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [الحجر:39-40].
وقوله: {إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ} [النمل:81]، أي منقادون للحق مذعنون له.
وقوله: {يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا} [المائدة:44]: أي الذين انقادوا من الأنبياء الذين ليسوا من العزم لأولي العزم الذين يهتدون بأمر الله ويأتون بالشرائع [2].
الحضارة لغة:
حَضَر فلان – حضارة: أقام في الحضر
حضر الغائب: قدم
الحضارة: الاقامة في الحضر. قال القطامي:
ومن تكن الحضارة أعجبته *** فأي رجال بادية ترانا
الحضارة: ضد البداوة، وهي مرحلة سامية من مراحل التطور الإنساني.
الحضارة: مظاهر الرقي العلمي والفني والادبي والاجتماعي في الحضر.
الحضر: المدن والقرى والريف [3].
حضاريُ: منسوب إلى الحضارة (كانت بغداد مركزًا حضارياً مشهودًا في القرون الوسطى) حضارياً: من الوجهة أو المرحلة الحضارية.
حضري: منسوب إلى الحضر عكسه بدوي (حياة حضرية) (منطقة حضرية) [4].
تعريف الحضارة الإسلامية:
الحضارة الإسلامية هي ما قدمه الإسلام للمجتمع البشري من فكر يرفع شانه وييسر حياته، وهي قسمان: أصلية، وهي حضارة الابداع والابتكار، ومقتبسة تجريبية، وهي حضارة البعث والإحياء.
الحضارة اصطلاحاً:
- (الحضارة والمدنية والثقافة) مصطلحات تختلط دلالتها في الفلسفات الغربية، civilization، وهى مصطلحات جديدة تماما عليها، فكلمة civilization يأتي استخدامها لأول مرة عام 1704 م بمعنى التمدن – أي التخلق بأخلاق أهل المدن، واللبس مثلهم والسلوك كدأبهم والتحدث بلغتهم، أما الحضارة فهى معنى يأتي بعد هذا التاريخ، باعتبار المدن حواضر، جمع حاضرة وهى المدينة الكبيرة، والحضارة الغربية والحضارة الهندية والحضارات الآسيوية، هي هذه الحضارات في مجموعها أو في مجملها باعتبار السائد في مدنها من أخلاق وعادات وتقاليد وقوانين وأنظمة ولغات وثقافات أهلها، والحضارة إذن هى حركة التمدن للمجتمع ككل، وإذا كان ذلك معنى الحضارة، فإن مصطلح المدنية صار ينصرف إلى الجانب المادي من الحضارة باعتبار المدينة تجمع سكاني هائل تتشابك فيه العلاقات وتروج التجارة، وتكثر الصناعات وتتنوع الحرف ويكبر عدد الموظفين والصناع والتجار والحرفيين والفنيين ن وتختلف مصالحهم وتتشكل الطبقات منهم تطالب بامتيازات أو اصلاحات وتقوم عليها أحزاب وتصبح لها وسائل إعلام تتحدث باسمها ويدخل الجميع في حلبة الصراع وأثناء ذلك يرتقي المجتمع المدني وتتقدم الحضارة كمحصلة نهائية، والشعوب والأمم تنقسم إلى شعوب متحضرة وغير متحضرة، ومجتمع المدينة مجتمع متحضر بالقياس، والشعوب والأمم تنقسم إلى شعوب متحضرة وغير متحضرة، ومجتمع المدينة مجتمع متحضر بالقياس إلى المجتمع البدوي أو القروي، والبداوة نقيض الحضارة.
وكل هذه المعاني السابقة يجمعها بالإفرنجية مصطلح [5] civilization
التعريفات الغربية المعاصرة للحضارة:
- تعريف هانتيجتون:
من أبرز من تكلم من المحدثين الأوروبيين في مفهوم الحضارة صامويل هانتنجتون في كتابه الشهير (صدام الحضارات). فالحضارة عنده (كيان ثقافي)، وأن الانقسامات الكبرى بين البشر ستكون ثقافية، والمصدر المسيطر للنزاع سيكون "ثقافيًا" وأن الحضارات هي أعلى تجمع ثقافي للناس وأوسع مستوى للهوية الثقافية للشعب ولا يسبقها إلا ما يميز البشر عن الأنواع الأخرى وهي تتحدد في ىن معاً بالعناصر الموضوعية المشتركة، مثل اللغة والدين والتاريخ والعادات والمؤسسات وبالتحديد الذاتي الذي يقوم به الشعب لنفسه.. وإن الحضارات تمتزج وتتداخل وقد تتضمن حضارات فرعية. وللحضارة الغربية صورتان أساسيتان: الأوربية والأمريكية الشمالية، وللإسلام أقسامه الفرعية: العربية والتركية والماليزية، ومع ذلك فغن الحضارات كيانات هادفة" [6].
تعريف فوكوياما:
"الحضارة اليوم عالمية محورها النمو الاقتصادي" [7].
الفصل الثاني: تطبيقات دعوة الإسلام الحضاري:
1- في فكر التيار العلماني
2- في فكر دعاة الوسطية
3- في تجربة النهضة الماليزية
4- في فكر منظمة المؤتمر الإسلامي
1) في فكر التيار العلماني:
يعرف جمال البنا الإسلام الحضاري بأنه ثورة شاملة على تراث الفقه الإسلامي، هذه الثورة تعيد تحديد مصادر الفقه الجديد ابتداءً؛ فيستبعد الإجماع الذي يراه خرافة لا يمكن أن تتحقق، ثم يستبعد بقية المصادر الأخرى الفرعية للفقه، مثل سد الذرائع وينتهي به الحال إلى الاقتصار على النصوص الدينية فقط مصدراً رئيسياً للفقه.
وهو حين يتحدث عن النص يعيد تعريفه؛ فيبدأ بحصره في القرآن، ثم السنة "الصحيحة"، والسنة الصحيحة هي السنة التي ثبتت عنده هو، وبمعايير جديدة وليست عند أهل الحديث الذين يخرج عليهم منهجاً وتطبيقاً، وبمناهج تختلف عن السائد عند أهل السنة.
وقد تأثر بمناهج تحليل الخطاب والألسنيات الحديث، من خلال عدم الاكتفاء بعدم نقد سند النص (الحديث) بل نقد النص نفسه ومتنه من خلال إظهار تناقضاته، ووفق هذا المنهج لا تثبت أحاديث كثيرة عند جمال البنا، مع أنها صحيحة ومشهورة، بسبب أنها تصطدم عنده بقواعد المنهج القرآني، إذ يرى أن كل كتب السنة تعج بالأحاديث الموضوعة والمكذوبة بما فيها كتب الصحاح الستة، وعلى رأسها صحيحا البخاري ومسلم، أصح الكتب بعد كتاب الله في مذهب أهل السنة، وقد وضع كتاباً في نقدها و(غربلتها) من الموضوعات أسماه: "تجريد البخاري ومسلم من الأحاديث التي لا تلزم". أما القرآن، فإنه يرفض كل التفاسير السابقة عليه، ويتحرر من آراء وأقوال واجتهادات من سبقه.
والإسلام الحضاري عند جمال البنا يرفض أطروحة الدولة الإسلامية. من فتاويه الحضارية:
إن المرأة لها حق الإمامة من الرجال إذا كانت أعلم بالقرآن، كما يرى أن الحجاب ليس فرضاً على المرأة وأن القرآن الكريم خص به نساء الرسول محمد، وأن الارتداد من الإسلام إلى اليهودية أو المسيحية ليس كفراً، استناداً إلى أن القرآن يقول: {فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف:29].
إلا أن بعض العلمانيين ينكرون انتماء جمال البنا للإسلام الحضاري ويعتبرونه يشكل المساحة الوسطى بين الإسلام الحضاري والعلمانية، فهو عندهم علماني بين الإسلاميين، وإسلامي بين العلمانيين، أو فقيه العلمانيين [8].
2) في فكر دعاة الوسطية:
في بداية التسعينيات أصدر مجموعة من العلماء في مصر والعالم العربي بيانا عرف ببيان تيار الوسطية [9] الذي يحمل -في رأيهم- المرجعية الإسلامية من القرآن والسنة مع الاجتهاد في الوقع المعاصر لمواكبة المتغيرات الجديدة، ضم هذا التيار شخصيات كانت تنتمي في الماضي لفكر القومية العربية والاشتراكية، وشخصيات إسلامية التوجه من فرق مختلفة فضلا عن من انحاز إليهم من بعض العلماء المعاصرين لذين استند إليهم التيار في الفتاوى والتفسيرات المعاصرة، في ظل هذا المحضن خرج مصطلح الإسلام الحضاري وازدهر معبرا عن نفسه في تجليات فردية [10] ومؤسسية ودولية على النحو التالي:
أ) الإسلام الحضاري هو الحل:
يعرف الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح -عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين (الإسلام الحضاري) مفرقًا بينه وبين الإسلام السياسي وبينه وبين الإسلام الصوفي- في رده على المستشرق الفرنسي المسلم "إريك جيوفروي" (المختص في الصوفية بجامعة لوكسمبورج بشمال فرنسا) -من أن المستقبل في العالم الإسلامي سيكون للتيار الصوفي، قال ابو الفتوح: "لا يمكن للحركة الصوفية أن تكون بديلاً عن الإسلام الحضاري، ذلك أن الصوفية لا تزيد عن كونها منهجا للتربية الروحية، وأنا أكرر: الإسلام الحضاري ولا أقول الإسلام السياسي، ففكرة الإسلام السياسي مرفوضة لأنها تجزئ الإسلام تماما مثلما يفعل الإسلام الروحاني أو الصوفي، ثم إن مصطلح الإسلام الحضاري أشمل وهو الحل الفارق بين المصطلحين" [11].
ب) المعهد العالمي ومشروع الإسلام الحضاري:
تأسس المعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن في بداية الثمانينات ثم انتقل إلى القاهرة بعد سنوات قليلة وتبنى الصياغات المعاصرة بالإسلام وأسلمة العلوم ثم دعا إلى الإسلام الحضاري من خلال مشروع أعدته كوادره البحثية للأمة [12]، هذا المشروع استخدم ألفاظا ومصطلحات جديدة معاصرة غير المصطلحات الإسلامية التراثية مثل: (الرؤية الكونية – السقف الحضاري – المواكبة الحضارية – الظهور الحضاري – التفاعل الحضاري – التحالف الحضاري – التمايز الحضاري – الأمن الحضاري- الهبة الحضارية) ومصطلحات أخرى مثل (الأنا والآخر والذات الحضارية) حتى يتجنب (الاحتكاك الحضاري) الحساس في مسائل الإيمان والكفر والشرك والإلحاد عندا يتحدث عن اليهودي والنصراني والبوذي وغيرها من المسميات وكذلك حين يتحدث عن المسلمين. هذا المشروع يفتح باب الاجتهاد على مصراعيه لكي برر التعاملات المعاصرة في الواقع الحاضر ويحاول إضفاء ما أسماه الأسلمة عليها، فهو لا يطبق الإسلام على الواقع وإنما يجعله إسلاميًا بفتاوى ورؤى تستخدم مبادئ المصلحة والتوافق مع ذلك الواقع.
وعلى مستوى الجامعات تأسست ثلاث جامعات إسلامية مهمة هي (الجامعة الإسلامية العالمية) بماليزيا نشأت في 1983م، و(الجامعة الاسلامية) في لبنان سنة 1994م، و(جامعة العلوم الاسلامية والاجتماعية) في أمريكا سنة 1997م. تحاول هذه الجامعات أن تعالج ازدواجية التعليم بين النظام القديم والنظام الحديث، والقطيعة المعرفية بين العلوم الاسلامية والعلوم الانسانية والاجتماعية، وتشكيل عقلية الانسان المسلم الذي يتواصل مع العصر ولا يتخلى عن هويته [13].
يعرف أحد باحثي المعهد العالمي (الإسلام الحضاري) قائلاً: "هو رؤية موحدة للكون والوجود والإنسان، يحتمل أعلى درجات الصحة واليقين والشمول لتفسير الوجود بكل موجوداته لتقوم عليها نهضة حضارية للأمة" [14]
ويتساءل بعض المعترضين على هذا النهج، هل هذا التعريف مختلف عن تعريف الإسلام كدين ومنهج حياة؟ وماذا أضاف مصطلح (الحضاري) لمسمى الإسلام؟ وماذا أفادنا تعقيد التعريف وطرحه في إطار فلسفي معقد ومائع وغير محدد سوى البلبلة والضبابية؟ [15].
يوضح الباحث السابق – قاعدة الإسلام الحضاري بأنها ترتكز على (القرآن والسنة)، ولكن مع ضرورة الاجتهاد والتنظير والتطبيق الجديد المعاصر لمبادئ القرآن والسنة. فضلاً عن توسيع حركة الاجتهاد باشراك خبراء في العلوم المعاصرة المختلفة (السياسة – الاجتماع الاقتصاد علم النفس – البيئة – إلخ) إلى جانب فقهاء الشريعة لإصدار الفتاوى والأحكام الإسلامية المتوافقة مع الحاضر. والإسلام الحضاري عنده يبرز دورًا كبيرًا للعقل من خلال فهم الوحي... هنا وبالتحديد نفهم المقصود بالحضاري.
3) في تجربة النهضة الماليزية:
طرح رئيس وزراء ماليزيا (داتوا سري عبد الله أحمد بدوي) مشروعًا لنهضة الأمة يقول: "إنها على هدي تعاليم الإسلام، وذلك من أجل استعادة دور الحضارة الإسلامية، ويسمى هذا المشروع بالإسلام الحضاري وهو اصطلاح يقصد به المنهج الحضاري الشامل لتجديد الإسلام في ماليزيا، ويستخدم كمحرك للأمة نحو التقدم والتطور والريادة والإنسانية". كما يعرض هذا المشروع منهجًا شاملاً ومتكاملاً للعمل بالإسلام على نحو يميزه عن مناهج الدعوة والعمل الإسلامي الأخرى المتواجدة حاليًا كالصوفية والحركات الإسلامية السياسية فضلاً عن جماعات العنف والتكفير. ويحدد عبد الله بدوي الأسباب التي دفعته لطرحه هذا فيقول: "إن الإسلام الحضاري جاء لنهضة وتقدم المسلمين في الألفية الثالثة، ومن أجل المساعدة على (دمجهم في الاقتصاد الحديث – اقتصاد السوق، والجات، ومنظمة التجارة العالمية) كما أنه يصلح أن يكون الترياق للتطرف والغلو في الدين، وذلك لأنه يشجع على التسامح والتفاهم والاعتدال والسلام.
ويقول رئيس الوزراء الماليزي مطمئناً أمريكا والغرب عن مشروع الإسلام الحضاري الذي تطبقه حكومته: "الإسلام الحضاري ليس دولة دينية وهو لا يتعارض مع الديمقراطية الغربية وهو دين بلا سياسة يشمل كل البشر ويقبل كل الحضارات في منظومته".
ستتضح الصورة بشكل أكبر بعدما نتعرف على المبادئ العشرة للإسلام الحضاري وهي: (الإيمان بالله - الحكومة العادلة والأمينة، عن طريق الديمقراطية والحرية في الاختيار- حرية واستقلال الشعب - التمكن من العلوم والمعارف - التنمية الاقتصادية الشاملة والمتوازنة - تحسين نوعية الحياة - حفظ حقوق المرأة - حفظ حقوق الأقليات - القيم الثقافية الحميدة والأخلاق الفاضلة - حفظ وحماية البيئة - تقوية القدرات الدفاعية للأمة) أما مظاهر الإسلام الحضاري فيحددها في العالمية - الربانية - الأخلاقية - التسامح - التكامل - الوسطية - التنوع - الإنسانية.
عناصر الإسلام الحضاري، يحددها في عشرة عناصر هي (التعليم الشامل - الإدارة الجيدة - التجديد قي الحياة - زيادة جودة الحياة - قوة الشخصية - الحيوية والنشاط - الشمول والسعة - العملية والواقعية - الاستقلال وعدم التبعية - تعزيز المؤسسة الأسرية) ثم يحدد رئيس الوزراء الماليزي التحديات التي تواجه المشروع بست تحديات هي (الجمود والتقليد - التطرف - الانعزال والرهبانية - العلمانية - أحادية المعرفة - الضعف في إدارة الوقت) [16].
واضح أن هذا المشروع يصلح لأي دولة ولأي أمة مهما كانت عقيدتها فأين التميز الإسلامي في المشروع؟
4) في فكر منظمة المؤتمر الإسلامي:
وافقت لجنة من كبار الخبراء بمنظمة المؤتمر الإسلامي على اعتبار مفهوم (الإسلام الحضاري)، الذي طرحه رئيس الوزراء الماليزي أمد عبد الله بدوي، هو الأساس الذي تبنى عليه الخطط الرامية لإصلاح المنظمة التي تضم جموع المسلمين في أنحاء العالم. وذكرت وكالة الأنباء الماليزية "أن المناقشات شهدت جدلاً قوياً مفاده أن وقت إصلاح ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي قد حان ليكون مبررًا في مواجهة الأوضاع العالمية المتغيرة" [17].
وقد بررت لجنة الخبراء في المنظمة سبب قبولها للمشروع لأنه برنامجًا وليس أيديولوجية جديدة ولا تيارًا متطرفًا في الفكر الإسلامي بل نجا جديدًا لقيادة المسلمين لا يتعارض والواقع الإسلامي ولا يتعارض والواقع الدولي [18].
الفصل الثالث: نتائج دعوة الإسلام الحضاري
1) استحداث ما يسمى بـ (العلوم الحضارية الإسلامية)
2) تفضيل الإسلام الحضاري على الإسلام السياسي
3) نزع سلاح الإسلام في معارك الصراع الحضاري
4) إغراق الإسلام (الحضاري) في الحوارات الثلاث:
أ) حوار الحضارات. ب) حوار الأديان. ج) حوار الثقافات
1) استحداث ما يسمى بالعلوم الحضارية الإسلامية:
أ) اختراع ما يسمى (الفقه الحضاري) باعتباره علماً شرعياً جديدًا:
يطرح فيه الغرب تصوراته لتطوير الإسلام بما يتفق مع رؤاها، كتب أحد أدعياء الفكر الإسلامي الوسطى الحضاري يقول: "الفقه الحضاري فقه يعني بالأمور الكلية المطردة التي تشمل قطاعات كبيرة من البشر، ربما تكتنف البشرية كلها، وهو حسن الفهم للمسألة الحضارية برمتها وللمسائل المتفرعة عنها بما فيه من تكليف كلي وتنظيمات وتأسيسات داخل الحضارة الواحدة وفيما بين الحضارات" [19]. والفقه الحضاري "يبدأ بالقبول والاستيعاب الحضاري للقضايا والقيم والأفكار من الحضارات الأخرى مع الإدراك الحضاري لمنزلة قضايا الحضارات بين المقاصد والوسائل، والعام والخاص، والعالميات والخصوصيات، إلى أن يصل هذا الفقه إلى توجيه السلوك البشري" [20].
ب) اختراع ما يسمى بعلم أصول الفقه الحضاري:
على غرار علم الفقه وعلم أصول الفقه في العلوم الإسلامية، يقول أحد المتفيهقين حضاريًا: "أصول الفقه الحضاري هي مصب لعدة عناصر: لناظم معرفي يتمثل في الجمع بين (قراءة الوحي وقراءة الكون) ولآليات توليد فكري عمادها (الاجتهاد والتجديد)، ولتكامل المنهج بالجمع بين (فقه النظر) و(فقه الواقع)، و(فقه التنزيل)"[21]، وفي إطار هذا التأصيل لفقه حضاري يستوعب المسائل العالمية الكبرى المطروحة اليوم "من قبيل: العولمة، العالمية، الأمن الدولي، النظام العالمي، حقوق الإنسان، مشكلات البيئة التي تهدد البشرية كلها، في طي ذاك تبرز الحضارة الإسلامية" [22].
ج) تطوير علوم الإسلام الحضاري:
ندوة (تطوير العلوم الفقهية: الفقه الحضاري – فقه العمران) التي عقدت بتاريخ 21 ربيع الآخر 1431 هجرية الموافق 6 أبريل 2010 م والتي اشترك فيها علماء وفقهاء من العالم الإسلامي وخبراء في مسائل الحضارة والعمران خرجت بمجموعة توصيات لتعميق مفهوم الإسلام الحضاري أهمها [23]:
1- للفقه الحضاري الإسلامي مفهوماً واسعًا يشمل قيم العدل والأمن والحرية والرخاء والمساواة والتعاون والتكافل، هذه القيم لابد من العناية بها فقهًا وتأصيلًا.
2- إعداد مصنف مرجعي يشتمل على نصوص الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المرتبطة بمكنونات الفقه الحضاري، مرتباً ومبوباً على مسائل العمران بحيث يشكل مادة نصية مرجعية في ذلك مع الاستعانة بأهل الخبرات المختلفة لإبراز أفكارهم ومواهبهم في بناء الحياة والحضارة وتطوير الفقه الحضاري.
3- إعداد مدونة واسعة للفقه الحضاري يشتمل على مباحث الفقه المتعلقة بمسائل العمران وفقه البيئة والمياه ونحوها لإيجاد فقه مفصل مؤصل في هذه المجالات بين أيدي الفقهاء المحدثين يربط فيه الفقه الحضاري بالفقه الموروث وفق المذاهب الفقهية المتعددة ثم وضع اطار مستقبلي لاستيعاب مستجدات الحياة الحديثة المعاصرة.
4- دعوة الفقهاء وخبراء الحضارة لاستخراج الأسس الحضارية للتراث الإسلامي.
5- التأكيد على رؤية الإسلام في احترام الحرية الفردية.
6- إظهار عناية الإسلام بالتنمية.
7- التوعية المستدامة لحماية البيئة.
8- الحد من ظاهرة التصحر والاحتباس الحراري.
9- وضع ميثاق أخلاقي لاستهلاك المياه والحفاظ عليها.
10- الاهتمام بالاستثمار العقاري مع الحفاظ على سلامة البيئة.
11- الاستفادة من التراث التنظيمي للمدنية لمعالجة المشكلات المتفاقمة للديموغرافيا المعاصرة.
12- نشر ثقافة الوعي بقواعد المرور.
13- نشر قافة احترام العامل وإعمال المبادئ الحضارية المتصلة بحقوق العمال.
14- تميم التصورات الحضارية الفقهية في مناحي الحياة المختلفة واشاعتها عبر وسائل الإعلام وضمن المناهج التعليمية بشقيها العالم والعالي.
2) تفضيل الإسلام الحضاري على الإسلام السياسي:
أول من وضع هذه التقسيمات والتفريعات للإسلام هم علماء الغرب ومستشرقيه بهدف تفتيت الإسلام وتجزئته وتفكيكه ومحاربة كل قسم على حدة فضلاً هن ضرب التميز الخاص بالدين الإسلامي وتذويبه في الأيديولوجيات الغربية الأخرى وأبعاده من مجالات الـتأثير سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.
يفسر أحد علماء الإسلام الحضاري – سبب نكبة الحضارة الإسلامية قائلاً [24]: "سبب نكبة الحضارة الإسلامية هو تمدد مشروع الإسلام السياسي وكساد مشروع الإسلام الحضاري طيلة القرن العشرين أو نكبة المشروع الأخلاقي في الإسلام في الوقت الذي كانت تتنافس فيه أيديولوجيا (المادية الليبرالية) غرباً جاء مشروع الإسلام السياسي بـ المادية الجهادية ليكمل منظومة غياب الروح في العالم الحديث، وهكذا وبالتوازي مع وطأة الشيوعية شرقاً وقوة الرأسمالية غرباً جاء مشروع الإسلام السياسي ليزيد منها وينهي إلى الأبد مشروع الإسلام الإنساني لصالح الجهاد اللانهائي".
ويعرف آخر الإسلام الحضاري مميزًا بينه وبين الإسلام السياسي قائلاً [25]: "الإسلام الحضاري هو الخروج من السياسة إلى الحضارة والافاقة من نوبة جهاد يريد البعض لها أن تطول إلى الأبد – إلى نوبة حضارة وإلى تحول إلى إسلام حضاري يعي بقيم الروح وينبذ العنف".
وتحت عنوان الإسلام الحضاري لا السياسي، يقول أحد المؤيدين للحضاري على السياسي [26]: "إن الذي ينقذنا في العالم العربي من مغبة الخلط ويقينًا شرور التطرف ويحصن شعوبنا من الفتنة إنما هو الجرأة على الوصول إلى الإسلام الحضاري كمنظومة قيم خالدة لا التمسك بتوظيفه فقط للعمل السياسي، حيث التحول من الإسلام السياسي إلى الإسلام الحضاري عبر علمانية النظام السياسي وأتباعه للنظريات الغربية في السياسة والحكم والديمقراطية والمواطنة وابعاد الإسلام عن مناط السلطة والحكم".
3) نزع سلاح الإسلام في معارك الصراع الحضاري
بعد أن دشن الغرب مصطلح الصراع الحضاري فكريًا متمثلاً في أطروحة هينتينجتون [27]، ومن خلال تطبيقها عملياً عبر الغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق، وضحت الأسباب التي من أجلها دفع بالمصطلح أمام ما يقابله وهو (الإسلام الحضاري) فد أراد الغرب من المسلمين في صراع الحضارات المزعوم عدة أهداف أهمها [28]:
1- أن يتخلى المسلمون عن عقيدتهم ويدخلون في النصرانية أو ينتمون فكريًا وثقافياً إلى المنظومة الفكرية الغربية.
2- يريد الغرب أن يحول بين المسلمين وبين تحكيم شريعتهم.
3- يريد الغرب أن يحافظ على تفوقه العسكري المطلق قياسًا على ما لدى العالم الإسلامي من قوى عسكرية وذلك ليضمن هيمنته السياسية والاقتصادية وسيادته على العالم أجمع والعالم الإسلامي خاصة.
4- يريد الغرب مزيدًا من التفتيت للعالم الإسلامي فبعد أن مزقه وفق اعتبارات سياسية فإنه الآن يريد تمزيقه وفق اعتبارات عرقية ومذهبية.
5- يريد الغرب إحكام الهيمنة على ثروة النفط التي يتمتع بها العالم العربي والإسلامي.
6- يريد الغرب من العالم الإسلامي أن ينسى مصطلح الجهاد إلى الأبد حتى ينزع سلاح الإسلام والمسلمين في الدفاع عن دينهم وأمتهم فيسهل غزوهم واخضاعهم.
4) إغراق الإسلام الحضاري في الحوارات الثلاث:
أ) حوار الحضارات. ب) حوار الأديان. ج) حوار الثقافات.
لقد قامت خطة الاختراق الغربي للإسلام على أربعة محاور أولها تأسيس ما يسمى الإسلام الحضاري وتجهيزه للدخول في ثلاثة أنواع من الحوارات وذلك بقصد تغيير وهز المنظومة الإسلامية المتكاملة في فهم المسلمين واختراق الدين من الداخل واختراق الحصون التي يتدرع بها [29]:
أ) حوار الحضارات:
لقد كان الهدف الأساسي من حوار الحضارات هو قبول المسلمين للحضارة الغربية بكل ما تحمل من محاسن ومفاسد وقبول التعامل معها والأخذ منها والانطباع بطابعها، وقبول طغيانها العلمي والتكنولوجي الذي لا يتم إلا بالرضوخ لنسقها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والحكم عليها من منطق (التصور الحضاري) وبعيدًا عن أحكام الإسلام عن النصارى واليهود، إلى جانب استحداث مفاهيم (حضارية) للإسلام كمصطلح (الإسلام الحضاري) الذي يركز على العلاقات الإنسانية والقيم المجردة للمساواة والعدالة والحرية والعلم إلخ، بعيداً عن مبادئ وأحكام الدين للوصول إلى تمييع قضية الانتماء إلى الدين الإسلامي وتذويب الهوية تمهيدًا لقبول الطابع الغربي (الأمريكي) بلا حساسية.
ب) حوار الأديان:
الهدف الأساسي من هذه الدعوة تغيير الدين الإسلامي تحت دعوات (التجديد) من أجل مواكبة مرحلة الحوار بين الأديان وحتى لا نقع في محظور صراع الأديان وصراع الحضارات الذي بشر به (هينتينجتون) هذا الحوار يستتبع تغيير في بعض الأحكام الرئيسية التي تعوق عملية التحاور مثل أحكام الإسلام على النصارى واليهود بالكفر، وحد (الِردة) لمن يخرج من الإسلام فالإنسان في عصر حوار الأديان حر في أن يخرج من دينه ليدخل في آخر أو حتى ليظل بلا دين نهائياً.. وهناك منطلق واحد تدور حوله فلسفة الحوار بين الأديان ألا وهو (الدين الإبراهيمي) أو الدعوة الإبراهيمية باعتبار أنها أصل الأديان فنتحد ونتجمع كلنا تحت هذا الدين... فكان التجمع العالمي للأديان تحت رعاية الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو، وأقيمت مؤتمرات للحوار بين الأديان نذكر منها الآتي:
المؤتمر الأول: أبريل 2003 وكان موضوعه: (قراءة مشتركة للكتب المقدسة: القرآن والإنجيل والتوراة).
المؤتمر الثاني: مايو 2004، وكان موضوعه (تفاعل الأديان في ظل القيم الدينية الحضارية المشتركة).
المؤتمر الثالث: أبريل 2006، وموضوعه (دور الأديان في بناء الإنسان).
المؤتمر الرابع: فبراير 2007، موضوعه (القيم الدينية بين المسالمة واحترام الحياة).
المؤتمر الخامس: يوليو 2008، موضوعه (الدعوة للمصالحة بين الأديان).
المؤتمر السادس: أكتوبر 2009، موضوعه (دور الأديان في التضامن الإنساني).
المؤتمر السابع: مارس 2010، موضوعه (التعاون بين الأديان لتحقيق السلام والتنمية).
ج) حوار الثقافات:
وضع الدين في دائرة أكبر بقصد تذويبه وطرحه بين منظومة مغايرة للوصول إلى عدة أهداف أهمها: اعتبار الدين جزءاً من الثقافة وتفريغه من مضمونه الروحي ونزع القدسية عنه وذلك من خلال التعامل مع الإسلام كتراث ثقافي لا يختلف عن العادات والتقاليد والأساطير والأديان والمذاهب الأخرى واعتباره نتاجًا بشريًا قابلاً للنقد والتعديل والتغيير والتطور.
الخاتمة:
(الإسلام الحضاري) مشروعًا غربياً أمريكيًا يحمل معه مبادئ فكر الحداثة وما بعدها، ويمثل نسخة مطورة ومعدة للخضوع والانخراط في في ماكينة الهيمنة الغربية وذلك باستخدام)علم الخطاب (discourse وعلم النص ([30](text
في إعادة تصنيع الإسلام، ونستطيع أن نفهم هذا المضمون إذا وقفنا على أهم قواعد هذين العلمين والتي يمكن تركيزها في الآتي [31]:
1) إعمال العقل في نقد النص (كل النصوص متساوية أمام العقل سواء كان نصًا من الكتب السماوية (القرآن والإنجيل والتوراة) أو نصًا لعمل بشري (نصًا لأغنية أو فيلم أو نصاً لعمل علمي أو أدبي أو خلافه).
2) نبذ التفسيرات والتأويلات السابقة.
3) تفكيك النص إلى وحدات موضوعية صغيرة.
4) إعادة صياغة النص حسب رؤية القارئ وتأويله.
5) البحث عن النواة في النص، وذلك بالبحث عن العلاقة بين الصيغة الشفهية للنص والصيغة الكتابية له.
6) "النص".. هو حقل التأويل، وهذا التأويل متجدد دائماً وغير ثابت. ويتعذر تجنيسه أو تنويعه.
7) نسبية المعرفة وعدم ثباتها، فلا توجد ثوابت أو مطلقات في تفسير أي نص.
8) لا مدلول محدد، بل دلالات لا نهائية تتخصب بالقراءة.
9) نزع القدسية عن النصوص الدينية وجعل النصوص كلها سواسية أمام قواعد علم الخطاب وعلم النص ومناهجهما.
10) المشاركة في إنتاج النص بما هو عمل جماعي ومسؤولية جماعية.
[1] (المعجم الوسيط، مكتبة الشروق الدولية، القاهرة، 1425 هجرية – 2004 م، ط 4، مادة سلم ص 446).
[2] (الراغب الأصفهاني، مفردات الفاظ القرآن، دار القلم، دمشق، ط1، 1412 هجرية، 1992 م، مادة سلم، ص 423 – 424).
[3] (المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية، القاهرة، مكتبة الشروق الدولية ط 1995 م، مادة حضر، ص 80 – 181).
[4] (المعجم العربي الأساسي، لاروس، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، مادة حضر، ص 327).
[5] (د. عبد المنعم الحفني، المعجم الشامل لمصطلحات الفلسفة، كتبة مدبولي، القاهرة، مادة حضارة، ص 301 – 302)
[6] (صامويل هانتنجتون، صدام الحضارات، مركز الدراسات الاستراتيجية والبحوث والتوثيق، بيروت، ط 1، 1995 م ص 18، 19)
[7] (فرانسيس فوكو ياما، نهاية التاريخ وخاتم البشر، ترجمة حسين احمد أمين، مركز الأهرام للترجمة والنشر، ط1، 1413 هجرية، 1993 م، ص 122،)
[8] http://www.arusalahuar.com/index
[9] (د أحمد كمال أبو المجد، رؤية إسلامية معاصرة.إعلان مبادئ، دار الشروق، بيروت، 1992 م)
[10]-(د أحمد كمال ابو المجد، مراجعة لا تراجع، دار الشروق بيروت، 1998 م).
[11] http://mdarik.islamo...Darik/MDALayout
[12] http://www.kalema.ne...v1/?rpt=333
[13] موقع المعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن، http://www.iiit.org
[14] http://www.islamweb....ang=A&id=137065
[15] http://www.sahab.net...ad.php?t=254848
بعنوان : ملف ينشر لأول مرة عن خطورة المعهد العالمي للفكر الإسلامي
[16] http://www.malaysia....es/default.aspx
[17] www.islamicnews.net/Document/ShowDoc08
[18] http://onislam.net/a...5 00-00-00.html
[19] http://www.alwani.ne..._view.php?id=92
[20] http://www.alwasatpa...e=News&sid=6926 وانظر أيضًا:
http://www.womanmess...&pg=26&aid=2076
http://www.chihab.ne...article&sid=907
[21] http://www.womanmess...&pg=26&aid=2076
[22] http://www.chihab.ne...article&sid=907
[23] (مجلة الأزهر، عدد جمادى الأولى 1431 هجرية، مايو 2010 م، ص 782 – 785)
[24] http://pathways-news...px?id=93681&t=2
[25] http://www.alarabiya...3/20/22110.html
[26] المرجع السابق
[27] (صامويل هانتينجتون، صراع الحضارات، مركز الدراسات الاستراتيجية والتوثيق بيروت، ط1، 1995 م)
[28] (د سامي الدلال، القواعد الشرعية لإدارة الصراع الحضاري، المركز العربي للدراسات الإنسانية، القاهرة، ط1، 1429 هجرية، 2008 م، ص 59 – 69 (بتصرف)
[29] أطروحة مؤسسة راند عن الإسلام الحضاري http://www.mediafire...2penqbnp0oo9l2v
وانظر مقال الباحث (4 محاور لخطة الاختراق الغربي للإسلام)
http://qawim.net/ind...d=7102&Itemid=1
[30] بارت، درس السيمولوجيا، ترجمة عبد السلام بن العالي، دار توبقال، الدار البيضاء، المغرب، 1985 /، ص 60
[31] هذا الجزء مأخوذ بالكامل من رسالة ماجيستير للكاتب بعنوان (المحظورات اللغوية في الخطاب الإسلامي)، كلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة الإسكندرية عام 2001 م ص 92، 93.
أحمد محمود