الجدار الفولاذي عار على الجميع
منذ 2010-01-03
بينما حماس تحتفل بالذكرى ال 22 على تأسيسها شرعت الحكومة المصرية في بناء جدار بطول 10 كيلو مترات على الحدود بين مصر وقطاع غزة فقط في رسالة فولاذية واضحة المعالم مضمونها هو تركيع حماس!!!
مصر وقطاع
غزة فقط في رسالة فولاذية واضحة المعالم مضمونها هو تركيع حماس!!!؛
وقد أثار بناء الجدار حالة جدل وصخب ونقد وهجوم...
الأخبار الواردة عن الجدار تقول أنه جدار فولاذي بعمق مابين 18 متر إلى 30 متر تحت الأرض، وزادت الأخبار بوجود مواسير مياه تحت الأرض وتيار كهربائي لإغراق وصعق كل من يتسلل!!!
الحكومة المصرية أعلنت على لسان متحدثها أن الجدار أمن قومي ومن أعمال السيادة، وعلى الجانب الآخر الشعب الفلسطيني وحركة حماس والمنظمات الفلسطينية نددوا وشجبوا وهاجموا بناء الجدار إلا السلطة وأبو مازن فقط هم المؤيدون فلهم الخزي والعار!!!، وقد صاحب ذلك فتاوى من علماء في أماكن كثيرة بحرمة بنائه...
ومع الجدار الفولاذى أتوقف تلك الوقفات الهامة مع ذلك الحدث الذي لن يتركه التاريخ:
1- تساؤل فرض نفسه... إذا كان من مصلحة النظام المصري لأمنه القومي كما يدّعي بناء الجدار فلماذا لا يتم بناؤه على طول الحدود المصرية كلها مع العدو الصهيوني؟!؛ فخطر العدو الصهيوني هو الخطر الحقيقي الذي لا جدال فيه مطلقاً، وهو العدو الاستراتيجي لمصر والعرب (سابقاً كما يريد العرب الآن) وحاليا كما هو الواقع... أما بناء الجدار على الحدود مع غزة فقط فهو خنق لآخر نفس لحرية الطعام لأهل غزة!!!
2- بناء الجدار الفولاذي فقط في منطقة الحدود مع غزة واضح أنه رسالة فولاذية لسلطة حماس في غزة، وذلك بسبب استقلال رأي حماس وذلك برفض حماس الإذعان والتوقيع على المصالحة التي ترعاها مصر، بل وسعت إلى إدخال أطراف أخرى مثل ألمانيا في صفقة الإفراج عن شاليط الأسير الصهيوني، بخلاف دخول حماس في أطر إقليمية أخرى غير مصر (سوريا - إيران - قطر)...
ولكن هل يكون الرد على مواقف سياسية لسلطة حماس بتشديد الحصار على شعب غزة المسلم المحاصر الذي لا منفذ له إلا الأنفاق والجدار يغلقها تماماً!!!!... إلى الله المشتكى...
2- البعض في الحكومة المصرية يقول أنه لمنع المتسللين، خاصة مع ظهور قضية حزب الله في مصر ودخول بعض العناصر لتنفيذ عمليات ضد العدو الصهيوني، وتأمين الحدود حق سيادي لا خلاف فيه ولكن الوسيلة لتأمين الحدود هي المنتقدة لا تأمين الحدود؛ لذلك كان النقد الذي شبه الجدار المصري بالجدار العازل الذي بناه شارون تشبيه حقيقي ومحزن!!!
اللافت أنه قد ثبت تسلل من مناطق الحدود مع العدو الصهيوني فلماذا لا تغلق؟!!
4- كان لافتًا انتقاد شخصيات أوروبية ومنظمات أوروبية للجدار في وقت صمتت فيه كثير من المنظمات والشخصيات العربية تماماً، بل لا وجود مطلقاً للجامعة العربية وأمينها العام!!!!
وإذا كان البعض يقول أن الجدار عار على مصر فالحقيقة أن العار يلحق جميع العرب الذين صمتوا وأبو مازن ومن معه الذين أيدوا!!!
5- من اللافت أن جماعة الاخوان المسلمين انشغلت أو شُغلت بمشاكلها الداخلية واكتفت بمواقف التنديد فقط ولم تتحرك شعبياً رغم أن الوقت يوافق مرور عام على العدوان الصهيوني على غزة؟؟؟، واللوم يقع أيضاً على كل الجماعات الإسلامية والمسلمين الصامتين في العالم والنخب المثقة الذين اكتفوا بالتنديد والشجب!!
6- البعض يتخوف ويقول أن بناء الجدار والحديث المصري عن الأمن القومي ربما معناه توفر معلومات عن حرب صهيونية أخرى على غزة لإنهاء سلطة حماس أو ترقب ظهور انقلاب دحلاني أمريكي جديد على سلطة حماس في غزة وهو نذير خطر شديد (فاللهم عليك باليهود ومن والاهم)...
وقيل أن مصر تحافظ على حدودها كي لا يحدث ما حدث من قبل منذ ما يقرب من عام ونصف عندما اندفع ما يقرب من نصف مليون غزواي نحو الحدود المصرية وكسروا الحواجز ودخلوا إلى مصر وتجولوا في محافظاتها وقد قيل وقتها أنه انتهاك قانوني واضح، ولكن القانون الدولي يسمح بفتح الحدود رعاية اللاجئين لدول الجوار فى الحروب!!!؛ بخلاف أن الإسلام فرض ذلك بإيواء ونصرة المظلوم الملهوف والفلسطينيون يتعاملون مع مصر بمنطق الأخوة لا منطق الحدود وبينهم والمصريين علاقات نسب ورحم، وغزة كانت لوقت قريب تحت السيادة المصرية...
ويبقى أن الأخبار تردد أن بناء الجدار جاء بضغوط أمريكية اسرائيلية والأخبار لها مصداقية بما سبق من تصريحات وتوجهات صهيو أمريكية حول الأنفاق وما قيل عن رغبة صهيو أمريكية لضبط الحدود المصرية مع غزة ولكن إذا كان الصهاينة والأمريكان يضغطون لحماية ظلمهم واحتلالهم لفلسطين والأقصى فأين العرب والمسلمون وصمودهم وضغوطهم من أجل حماية إخوانهم في فلسطين ومنع حصارهم وتجويعههم وتركيعهم للظلم والاحتلال؟!!!... إنه حقا جدار العار على الجميع...
وأخيرًا مر ثلاثون شهرًا على إحباط حماس الانقلاب الدحلاني الصهيو أمريكي وانفرادها بحكم غزة فيما يشبه جمهورية صغيرة، ومر عام على العدوان الصهيوني على غزة الذي تسبب في استشهاد ما يقرب من1500 وجرح 5000 وتهدم مئات المنازل، ومرت سنوات على حصار غزة وبقيت غزة صامدة لذلك لن يغير الجدار من صمود شعب غزة طالما أنهم صابرين محتسبين قريبين من الله مالك الملك...
فاللهم انصر غزة وأهل غزة المسلمين الموحدين على كل أنواع الظالمين المجرمين...
ممدوح إسماعيل
محام وكاتب
[email protected]
بينما حماس تحتفل بالذكرى ال 22 على تأسيسها شرعت الحكومة
المصرية في بناء جدار بطول 10 كيلو مترات على الحدود بين
الأخبار الواردة عن الجدار تقول أنه جدار فولاذي بعمق مابين 18 متر إلى 30 متر تحت الأرض، وزادت الأخبار بوجود مواسير مياه تحت الأرض وتيار كهربائي لإغراق وصعق كل من يتسلل!!!
الحكومة المصرية أعلنت على لسان متحدثها أن الجدار أمن قومي ومن أعمال السيادة، وعلى الجانب الآخر الشعب الفلسطيني وحركة حماس والمنظمات الفلسطينية نددوا وشجبوا وهاجموا بناء الجدار إلا السلطة وأبو مازن فقط هم المؤيدون فلهم الخزي والعار!!!، وقد صاحب ذلك فتاوى من علماء في أماكن كثيرة بحرمة بنائه...
ومع الجدار الفولاذى أتوقف تلك الوقفات الهامة مع ذلك الحدث الذي لن يتركه التاريخ:
1- تساؤل فرض نفسه... إذا كان من مصلحة النظام المصري لأمنه القومي كما يدّعي بناء الجدار فلماذا لا يتم بناؤه على طول الحدود المصرية كلها مع العدو الصهيوني؟!؛ فخطر العدو الصهيوني هو الخطر الحقيقي الذي لا جدال فيه مطلقاً، وهو العدو الاستراتيجي لمصر والعرب (سابقاً كما يريد العرب الآن) وحاليا كما هو الواقع... أما بناء الجدار على الحدود مع غزة فقط فهو خنق لآخر نفس لحرية الطعام لأهل غزة!!!
2- بناء الجدار الفولاذي فقط في منطقة الحدود مع غزة واضح أنه رسالة فولاذية لسلطة حماس في غزة، وذلك بسبب استقلال رأي حماس وذلك برفض حماس الإذعان والتوقيع على المصالحة التي ترعاها مصر، بل وسعت إلى إدخال أطراف أخرى مثل ألمانيا في صفقة الإفراج عن شاليط الأسير الصهيوني، بخلاف دخول حماس في أطر إقليمية أخرى غير مصر (سوريا - إيران - قطر)...
ولكن هل يكون الرد على مواقف سياسية لسلطة حماس بتشديد الحصار على شعب غزة المسلم المحاصر الذي لا منفذ له إلا الأنفاق والجدار يغلقها تماماً!!!!... إلى الله المشتكى...
2- البعض في الحكومة المصرية يقول أنه لمنع المتسللين، خاصة مع ظهور قضية حزب الله في مصر ودخول بعض العناصر لتنفيذ عمليات ضد العدو الصهيوني، وتأمين الحدود حق سيادي لا خلاف فيه ولكن الوسيلة لتأمين الحدود هي المنتقدة لا تأمين الحدود؛ لذلك كان النقد الذي شبه الجدار المصري بالجدار العازل الذي بناه شارون تشبيه حقيقي ومحزن!!!
اللافت أنه قد ثبت تسلل من مناطق الحدود مع العدو الصهيوني فلماذا لا تغلق؟!!
4- كان لافتًا انتقاد شخصيات أوروبية ومنظمات أوروبية للجدار في وقت صمتت فيه كثير من المنظمات والشخصيات العربية تماماً، بل لا وجود مطلقاً للجامعة العربية وأمينها العام!!!!
وإذا كان البعض يقول أن الجدار عار على مصر فالحقيقة أن العار يلحق جميع العرب الذين صمتوا وأبو مازن ومن معه الذين أيدوا!!!
5- من اللافت أن جماعة الاخوان المسلمين انشغلت أو شُغلت بمشاكلها الداخلية واكتفت بمواقف التنديد فقط ولم تتحرك شعبياً رغم أن الوقت يوافق مرور عام على العدوان الصهيوني على غزة؟؟؟، واللوم يقع أيضاً على كل الجماعات الإسلامية والمسلمين الصامتين في العالم والنخب المثقة الذين اكتفوا بالتنديد والشجب!!
6- البعض يتخوف ويقول أن بناء الجدار والحديث المصري عن الأمن القومي ربما معناه توفر معلومات عن حرب صهيونية أخرى على غزة لإنهاء سلطة حماس أو ترقب ظهور انقلاب دحلاني أمريكي جديد على سلطة حماس في غزة وهو نذير خطر شديد (فاللهم عليك باليهود ومن والاهم)...
وقيل أن مصر تحافظ على حدودها كي لا يحدث ما حدث من قبل منذ ما يقرب من عام ونصف عندما اندفع ما يقرب من نصف مليون غزواي نحو الحدود المصرية وكسروا الحواجز ودخلوا إلى مصر وتجولوا في محافظاتها وقد قيل وقتها أنه انتهاك قانوني واضح، ولكن القانون الدولي يسمح بفتح الحدود رعاية اللاجئين لدول الجوار فى الحروب!!!؛ بخلاف أن الإسلام فرض ذلك بإيواء ونصرة المظلوم الملهوف والفلسطينيون يتعاملون مع مصر بمنطق الأخوة لا منطق الحدود وبينهم والمصريين علاقات نسب ورحم، وغزة كانت لوقت قريب تحت السيادة المصرية...
ويبقى أن الأخبار تردد أن بناء الجدار جاء بضغوط أمريكية اسرائيلية والأخبار لها مصداقية بما سبق من تصريحات وتوجهات صهيو أمريكية حول الأنفاق وما قيل عن رغبة صهيو أمريكية لضبط الحدود المصرية مع غزة ولكن إذا كان الصهاينة والأمريكان يضغطون لحماية ظلمهم واحتلالهم لفلسطين والأقصى فأين العرب والمسلمون وصمودهم وضغوطهم من أجل حماية إخوانهم في فلسطين ومنع حصارهم وتجويعههم وتركيعهم للظلم والاحتلال؟!!!... إنه حقا جدار العار على الجميع...
وأخيرًا مر ثلاثون شهرًا على إحباط حماس الانقلاب الدحلاني الصهيو أمريكي وانفرادها بحكم غزة فيما يشبه جمهورية صغيرة، ومر عام على العدوان الصهيوني على غزة الذي تسبب في استشهاد ما يقرب من1500 وجرح 5000 وتهدم مئات المنازل، ومرت سنوات على حصار غزة وبقيت غزة صامدة لذلك لن يغير الجدار من صمود شعب غزة طالما أنهم صابرين محتسبين قريبين من الله مالك الملك...
فاللهم انصر غزة وأهل غزة المسلمين الموحدين على كل أنواع الظالمين المجرمين...
ممدوح إسماعيل
محام وكاتب
[email protected]
- التصنيف:
nada
منذ