وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلا مِنْ سَعَتِهِ
أبو الهيثم محمد درويش
- التصنيفات: التفسير -
إذا تعذر الاتفاق فإنه لا بأس بالفراق
كلمات تلخص موقف من أشد المواقف في الحياة الزوجية
موقف القرار الصعب : قرار الفراق و قد تأكدت استحالة العشرة بين الزوجين
هنا و حتى لا يحدث العنت وزيادة البغض أو الوقوع في الحرام
شرع الله الطلاق بالحسنى مع الحافظة على الحقوق و الوعد بالسعة للمتفرقين فالله ربهما و خالقهما و هو أرأف بحالهما إن كانت الرأفة بينهما قد زالت أو توقفت عند محطة المغادرة .
قال تعالى :
{ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا } .
قال السعدي في تفسيره :
هذه الحالة الثالثة بين الزوجين، إذا تعذر الاتفاق فإنه لا بأس بالفراق، فقال: { وَإِنْ يَتَفَرَّقَا } أي: بطلاق أو فسخ أو خلع أو غير ذلك { يُغْنِ اللَّهُ كُلا } من الزوجين { مِنْ سَعَتِهِ } أي: من فضله وإحسانه الواسع الشامل. فيغني الزوج بزوجة خير له منها، ويغنيها من فضله وإن انقطع نصيبها من زوجها، فإن رزقها على المتكفل بأرزاق جميع الخلق، القائم بمصالحهم، ولعل الله يرزقها زوجا خيرا منه، { وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا } أي: كثير الفضل واسع الرحمة، وصلت رحمته وإحسانه إلى حيث وصل إليه علمه.
ولكنه مع ذلك { حَكِيمًا } أي: يعطي بحكمة، ويمنع لحكمة. فإذا اقتضت حكمته منع بعض عباده من إحسانه، بسبب من العبد لا يستحق معه الإحسان، حرمه عدلا وحكمة.
أبو الهيثم