الفاعل الحقيقي للأزمة ولكل أزمة؟ (تحليل للحدث)

منذ 2010-01-08

.. وجدت أن أقدم تفسيرا شاملا للأحداث التي تنزل بنا أبين المتسبب في هذه الأزمة وفي كل أزمة تنزل بنا، أقطع الطريق على المنافقين وأنصاف المتعلمين..


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن أحبه، واتبع هديه:ـ

بما أنّني مشغول بالصراعات الفكرية، وجدت أن أقدم تفسيرا شاملا للأحداث التي تنزل بنا أبين المتسبب في هذه الأزمة وفي كل أزمة تنزل بنا، أقطع الطريق على المنافقين وأنصاف المتعلمين، وكل عجولٍ بادي الرأي ضعيف البصر، والله المستعان.

المجتمع الرافض للدعوة في كل زمان ومكان فريقان، عامة وخاصة، أو ملأ (أشراف وسادة) ومستضعفون (عامة النّاس)، أو (متبوعين) و(أتباع)، أو (مستكبرين) و(مستضعفين) كما يسميهم القرآن، أو (الكَذَبَة) و(الغافلين) كما ينطق لسان الحال.

الفريقان يرفضان الدعوة ولكن ليس لذات الأسباب.

أمّا الملأ فقضيتهم الأولى هي السلطان {أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ} [سورة المؤمنون: من الآية 47]، {وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ} [سورة يونس: من الآية 78]، {مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ} [سورة المؤمنون: من الآية 24].

أمّا (العامة)، فمنهم المنشغل بدنياه، الذين لا تشغل قضية الدين حيز من اهتماماتهم، وهم المعرضون الذين رضوا بالحياة الدنيا واطمئنوا بها والذين هم عن آيات ربّهم غافلون، ومنهم من يعرف جيدا ولكنّه يحسب الأمر بحسابات مادية.. يبحث عن المال.. يخاف على دنياه ثم هو مع من يأتيه بها ، ومنهم من يخاف العصا، ولذا هو مع القوي، يراقب الصراع بين الحق والباطل ثم هو مع من غلب .. يدخلون معسكر الإسلام حين تصير له الغلبة بوضوح.

وأهل الحق في مراحل الصراع الأولى مع الباطل فريقان أيضا، (السابقون الأولون) وهم كالملأ هناك ـ مع الفارق ـ يبذلون أموالهم وكل ما لديهم كي لا تكون فتنة ويكون الدين لله.. كي يُعبد الله في أرضه. والفريق الثاني هم (التبع في الخير) أناس طيبون حين يسمعون بالحق يتبعوه، ولكنّهم ليسوا من أهل القيادة والريادة والأخذ بأسباب التمكين، ولكنّهم يسمعون لأهل القيادة ويضحُّون بما يُطلب منهم. وهؤلاء كمن أسلموا بإسلام سعد بن معاذ مثلا، وعامة الصحابة رضوان الله عليهم من المهاجرين والأنصار ممن لا نعرف له كثير مواقف.

الصراع هكذا:

(الملأ) هم أصحاب السلطان في المجتمع الجاهلي، وجهدهم كله في المحافظة على نظامهم ، أيّا كان طبيعة هذا النظام، متدين أو علماني.. أيّا كان، وأهل الحق لا يريدون هذا المجتمع، ويحاولون تغييره.

ميدان السباق هو (العامة)، الطيبون يتوجهون إليهم بخطاب دعوي، والملأ يتوجهون إليهم بأمرين:

الأول: خطاب دعوي يثبتهم على الكفر، {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ . وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ . مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ . أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ } [سورة ص: 5-8]، هذه ثلاثة أدلة في موقف واحد يقدمها الملأ كدليلٍ على كذب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهم الكاذبون. ومن هذا اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بالسحر بدعوى أنّه يفرق بين المرء وزوجه والابن وأبيه، وأنّ هناك من يعلمه، وأنّها أساطير الأولين اكتتبها وجاء يحكيها، وهكذا، فهم يحدثون (تشويش) على الدعوة الإسلامية بقصد، يعرفون وينكرون بل ويصدون النّاس عن دين الله.

الثاني: خطاب تهديدي وترغيبي، يرفعون عليهم العصا، ومشهور تعذيب من أسلم، وتهديد من فكر في الخروج عليهم، ومن لم يسلم قربوه وسالموه.

فهم يقاتلون ويجادلون في ذات الوقت، يقاتلون المؤمنين، ويجادلون المؤمنين ومن تبعهم من قومهم، وهذا قول الله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} [سورة غافر: 5] يحاولون أخذ الرسول في ذات الوقت يجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق.

وحين يستقيم عود الإسلام ويستغلظ ويشتد؛ يأتي الجهاد يتوجه بالأساس للملأ ليزيحهم عن طريق النّاس، ولم يزاح الملأ إلاّ بالجهاد.. البيان لا يفعل شيء معهم.. لأنهم لا يجهلون الشريعة .. كفرهم ليس كفر جهل أو تكذيب بل عناد واستكبار .

ثم بعد ذلك تعرض الدعوة على عامة النّاس في صورتها الحقيقية، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وهنا {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [ البقرة :من الآية 256]، وعامة النّاس قضيتهم ليست السلطان، ولذا هُم مع من غلب... كلهم... أصحاب المال والخائفون والمعرضون، يدخلون في دين الله أفواجا، ثم إن علا عليهم الظالمون ارتدوا وتبعوهم ثانية كما حدث في ردّة العرب بعد خروج الأدعياء بينهم.

والآن:

(الملأ) من النصارى في أوروبا وما جاورها من بلاد الشرق (الروس) والغرب (أمريكا الشمالية) كانوا يسيطرون على عوامهم، يتحكمون في الخطاب الدعوي الذي يصل إليهم، ويرهبونهم، فلم ينتشر الإسلام بينهم، ثم حين انفتحت الشعوب بعضها على بعض، بدأ الملأ يفكر في حيلة أخرى، فكانت (الحوار بين الأديان) من أجل أن يخرجوا بجملة واحدة مفادها أنّ الإسلام لا يكفر النصرانية أو يعترف بها، وقد كان!! وأيضا قاموا بعملٍ جبارٍ ـ يعجب المرء من صبرهم وجَلَدِهم ـ وهو إعادة قراءة التراث الإسلامي ـ كما يسمونه ـ كاملا بمفاهيم تشوهه وتخرجه عن وصف الرسالة، وتم تسريب هذه المفاهيم إلى أبناء الأمة.

ثم الآن بعد أن خرج أحمد ديدات ـ يرحمه الله ـ أفسد الله به مكرهم، وحدث انقلابا تاريخيا، إذ أنّها صارت مواجهة بين الإسلام والنصرانية، أنا أو أنت، وزاد الأمر بخروج هذه الشلّة المتعصبة من النصارى، زكريا بطرس ومن معه، وانتشر هذا الأمر في أوروبا بفعل المبتعثين والبالتوك والفضائيات وتحرُّك النّاس بين الشرق والغرب، وغير ذلك، فأحس الملأ بخطورة الأمر فراحوا يوجهون خطابا أعنف وأشد، وهو ما نراه اليوم من سخرية واستهزاء، تظهر في شكل رسومات، أو في شكل فيلم سينمائي، أو برنامج فضائي. وتقوى أحيانا وتأخذ شكلا سيئا حين يقوم بها بذيء من أراذل القوم كما في شعوب شرق أوروبا (الدنمارك والنرويج والسويد) وهي أجناس قذرة لا يعرف كثير منهم آبائهم.

وفي المرة الماضية حين هبَّ أبقار الدنمارك والسويد والنرويج يسألون عن النبي صلى الله عليه وسلم قدّموا لهم كتب كتبتها أيديهم هم، تتكلم عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنّه كان عظيما، أقام دولة، ووحد البدو،.. وغير ذلك، ولكنّه لم يكن نبيا. فيحدث إعجاب بشخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكن لا يحدث اتباع، وهذا ما يعني الملأ.

وحتى يتضح لك مرادي دعني أتساءل:

من المستفيد من التطاول على جناب الحبيب صلى الله عليه وسلم؟؟

ـ الذي رسم.
ـ الذي نشر.
ـ الذي أنفق.
ـ الذي أمنهما، ووقف بيننا وبينهم.

استفاد مَن رسم المال، وقد لا يكون له غاية من رسم هذه الصور السيئة غير تحصيل المال .

واستفاد مَن نشر (الصحف والوسائل التي تكلمت تدعم الأمر) الشهرة وقد لا يكون له غاية أكبر من هذا.

واستفاد من حرَّض (الملأ) النيل من الحبيب صلى الله عليه وسلم وإغاظة المسلمين، والتنفيث عن ما في صدره من حقد وحسد على الإسلام عموما وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خصوصًا، وإشعال البغضاء بين النّاس، وأن تعود المواجهة دينية، لا علمانية.

ومن تدبري لخطاب الملأ المعاصرين والسابقين وجدت أنّ كل واحد منهم يحمل حقدين على الأقل، حقدًا على الإسلام عموما وحقدًا على شخص الرسول صلى الله عليه وسلم خصوصا، ذلك أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم منَّ الله عليه بجمال الخِلقة، والذكر الحسن، وكثرة الأتباع، والغلبة على أعدائه، وكانت تحته شريفات العرب والعجم، فمن كان منهم مشغولا بدخول التاريخ وأن يكتب النّاس عنه يحقد من هذا الباب، ومن كان شغوفا بالنساء تجده حقودًا أن تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بعدد من الحسيبات الشريفات، وهكذا، فكل واحد منهم له حقد على الإسلام وحقد خاص على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

واستفاد المنافقون إذ أنّهم يكتبون يهونون من الفعلة ويقبضون على هذا أموالا أو ينالون رضى أسيادهم الكافرين فيأمنون على وظائفهم (أموالهم) وأنفسهم.

خبثاء وجهلاء:

بعضهم يحاول أن يصرف المعركة عن الدين، وذلك بتقليص معنى العقيدة ومعنى الدين، فلا يطلقونه على العلمانية، وهي التي تحاربنا اليوم، يقولون هؤلاء علمانيون، هؤلاء لا يقاتلون عن عقيدة، وهؤلاء ليس لهم دين، وإنّما يقاتلون من أجل دنياهم، وهؤلاء يسبون ويسخرون تندرًا أو طلبا للمال ويغيب عنهم الإساءة لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم كرمز ديني أو الإسلام كدين والمسلمين كمتدينين، ويتساءلون: لم تقحمون الدين في كل شيء؛ التفسير العقدي ليس ضروري بل قد يغيب أحيانا؟
هكذا يتكلمون.

ونحن نرد بأمرين ـ في ضوء ما سبق بيانه ـ نقول:

العقيدة ما عُقِدَ عليه القلب وظهر أثره على الجوارح، والدين ما ساد بين النّاس ودانوا له أيّا كان مصدره.. أرضي أو سماوي، فالتحركات كلها عَقَدية شاء من شاء وأبى من أبى، ولكن قد تكون العقيدة عِلمانية أو دينية محرفة أو وثنية لا أصل لها. وكل سواء، فالجاهلية تتحرك للحفاظ على مجتمعها ضد المسلمين، والمسلمون يتحركون لتوصيل دعوتهم للنّاس أجمعين. والصدام لا بد منه، ومن لا يرى عقدية التحرك في سلوك النّاس هم الجهلاء. وكثير من هؤلاء نحسن الظن به، نتفهم دوافعهم ولكن لا نبرر أقوالهم ولا نمررها.

والخبثاء ممّن هواهم مع الغرب الكافر أو الشرق الملحد يفسرون ما يحدث تفسيرات مادية أو جزئية، يحاولون إقصاء الدين عن الأحداث تفسيرا وتحليلا ومن ثم معالجة، ويحدث ذلك بإبراز الطبقة التي همها المال أو الشهرة من المجتمع الجاهلي، فيقولون هؤلاء غايتهم جمع المال، مثلا لو أعطيتهم مالا لينشروا لك مقالا لفعلوا، ولو أعطيتهم مالا وطلبت برنامج فضائي على قناتهم لفعلوا، كل ذلك طلبا للمال، وبالتالي هم ما تطاولوا على جناب الحبيب صلى الله عليه وسلم إلاّ لطلب الشهرة، أو للمال، وما دافعت عنهم حكوماتهم إلاّ لأنّهم يؤمنون بحرية الرأي، ومثل ذلك قولهم أنّ الكافرين ما جاءوا إلينا في العراق إلاّ من أجل المال.

قلنا: وما بالُ فلسطين؟ وما بال الصومال؟ وما بال الشيشان؟ وما بال الأفغان؟ أعندهم مال؟! أم أنّه الجهل والتدليس على النّاس؟!

حقيقي أنّ أصحاب المصانع، والشركات التجارية، والقنوات الفضائية هم الفصيل الذي يبحث عن المال، همّه الأول المال، وهؤلاء يتم توظيفهم من قِبَل الملأ، وهم يدورون في فلك الملأ ككل، ولا سيطرة لهم على مجرايات الأحداث، وإنّما هم يبحثون عن المال داخل الإطار العام الذي يرتضيه الملأ، وعلى سبيل المثال: دولة إسرائيل دولة مستهلكة وليست منتجة، ومع ذلك الكل يدعمها ويتبرع لها.

البترول موجود في مصر والسودان ولا يسمح لأصحاب رؤوس الأموال أن ينقبوا عنه في مصر إذ لم يشأ الملأ. وأفريقيا تصلح للسياحة، ولا يسمح لأصحاب رؤوس الأموال أن يقيموا قرى سياحية إلاّ حيث يريد الملأ، ودول وسط أسيا يمكن أن يقام فيها مشاريع اقتصادية قوية إذ البترول والأيدي العاملة المدربة والشعوب المستهلكة ولا يحدث إلاّ ما يريد الملأ. فنظرة شاملة تفسد التفسير الذي يقدمه لنا المنافقون هنا، حيث يخدعوننا بأنّ القوم يبحثون عن المال. تأتي الخديعة في هذا التحليل بتعميم الجزء.. يعامل الجزء المتحرك بغيره كأنّه الكل المُحرِّك لغيره.

نحن نعرف أنّ منهم من يبحث عن المال وهو عبد الدينار والدرهم على الحقيقة، ولكن هذا الفصيل يسير ضمن أطر أكبر منه يحددها له غيره، ولا يمكن أن يُفسد هذا الفصيلُ (الباحثون عن المال) حياة النّاس ويغيرها، وإلاّ قصم ظهره الملأ.

لا ننكر أبدًا أنّ بين الكافرين حالات منصفة عاقلة لا تسب ولا تستهزئ، وهذه النفسية لا يخلو منها مجتمع مهما كان بعده عن شرع الله، وكانوا في مكة مثل أبي البختري بن هشام، والمطعم بن عدي ومن شاركوا في نقض الصحيفة وأنهوا حصار النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن ناصره من بني عمومته في شعب أبي طالب، يكونون في غفلة عن قضية الدين، وتكون روابط القرابة والأخوة الإنسانية عندهم أكبر من روابط الدين.. هي دينهم على الحقيقة، وهم الغافلون في الحقيقية.. لا ننكر وجود هؤلاء، ولا ننكر وجود بعض الحالات التي تنكر على الجاهلية فعالها وتجاهر بذلك، كما كان زيد بن عمرو بن نفيل، وكما كان ورقة بن نوقل وعمرو بن الحويرث وعبيد الله بن جحش، ولكنها حالات فردية لا تؤثر في سير الحدث.

والمنافقون حين يحللون الحدث يصدرون هذه الحالات للنّاس، يقولون لهم انظروا كيف أنّ الغرب منصف، وكيف أنّهم يراعون الإنسانية.. إلخ. فهم كمن راح يقرأ الجاهلية الأولى والفترة المكية في السيرة النبوية فلم يرَ إلاّ زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل وأبو البختري وهذه الاستثناءات التي لا يقاس عليها ولا يمكن توصيف المجتمع من خلالها، وهذا من مكرهم وخبثهم ـ قبح الله المنافقين جميعا ـ.

وعلى ما سبق بيانه، فإنّ هذه النوعيات (الطيبة) موجودة لا ننكرها، ولكنّها لا تؤثر في الحدث، ولذا لا داعي للاحتجاج بها وتقديمها لنا على أنّها هي المجتمع الجاهلي ككل.

  • 2
  • 0
  • 6,818

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً