(10) لماذا المسلمون خير أمة؟!
محمد أمين المصري
إن المدنية الغربية يئن أصحابها من أنواع الظلمات التي يعانونها وإنهم يطلبون الخلاص، وإن كثيراً من علمائهم يسيرون إلى بلاد الشرق مهبط النبوات يرجون منها النجاة، والذي يتاح له أن يزور تلك البلاد لا يعدم أن يصادف كثيراً من الشبان وغيرهم يتلهفون لمعرفة الحقيقة وينشدون راحة لقلوبهم وطمأنينة لنفوسهم، إن فطرهم تبحث عن الإيمان بالذي خلقهم ولكنهم لا يجدون من يهديهم إلى سواء السبيل.
- التصنيفات: تربية النفس - الواقع المعاصر -
إن المسلمين خير أمة أخرجت للناس، ولذلك كانت لهم قيادة العالم بأسره، وهم خير أمة لأنهم يحملون خير رسالة وأكرمها إلى الناس جميعاً، ولقد فهم ربعي بن عامر هذه الرسالة أوضح فهم حين وقف أمام رستم قائد الفرس رسولاً من قبل سعد يدعو إلى الإسلام قبل مناجزة القتال، لقد قال رستم لربعي إنما أخرجكم من دياركم الجوع، فقال ربعي: كان ذلك من قبل ولكنا الان بعد أن بعث فينا محمد صلى الله عليه وسلم جئنا لنخرج الناس من عبادة الناس إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، إنها كلمة تحمل في ثناياها سنن الرشد كلها وأسس الخير جميعها.
وهم خير أمة لأنهم يحملون رسالة الإسلام إلى الناس جميعاً، ويقول الباحثون النفسيون: إن الفرد الذي يحمل رسالة كريمة هو الفرد المتكامل في شخصيته، والذي لا يحمل رسالة كالقصبة الجوفاء قلبه خاوٍ وهو لا يعرف معنى للحياة، إنه يشرك العجماوات في تسليط شهواته وتملك غرائزه له ولكنه دونها، لأنها تؤدي رسالة هي خدمة الإنسان وإن كانت لا تشعر بها وذاك ليس له رسالة في الحياة.
ويقول الباحثون الاجتماعيون أيضاً دور حمل الرسالة هو دور نهوض الأمة وصعودها، ودور التخلي عن الرسالة هو دور الانحدار والهبوط، ولقد ظل المسلمون يصعدون برسالتهم حيناً من الدهر ثم تخلوا عنها شيئاً فشيئاً فعاشوا فترة يسيرة بقوة الدفعة الأولى، ثم كان دور الانحدار.
وإنه لأمر خطير جداً أننا نحمل اسم الإسلام ولكننا لا نحمل رسالة الإسلام، ويدعى الغربيون أنهم حملة الرسالة اليوم وأن رسالتهم رسالة العلم، ولكن صيحات من أطراف العالم المتمدن اليوم أخذت تدوي في العالم كله تعلن أن هذا العلم فاقد للروح وأنه وسيلة للدمار، وأن الأنظمة التي وضعها البشر لإسعاد البشر لم تؤد إلا إلى شقائه ودماره.
إن المدنية الغربية يئن أصحابها من أنواع الظلمات التي يعانونها وإنهم يطلبون الخلاص، وإن كثيراً من علمائهم يسيرون إلى بلاد الشرق مهبط النبوات يرجون منها النجاة، والذي يتاح له أن يزور تلك البلاد لا يعدم أن يصادف كثيراً من الشبان وغيرهم يتلهفون لمعرفة الحقيقة وينشدون راحة لقلوبهم وطمأنينة لنفوسهم، إن فطرهم تبحث عن الإيمان بالذي خلقهم ولكنهم لا يجدون من يهديهم إلى سواء السبيل.