(11) مهمة المسلمين ورسالتهم
محمد أمين المصري
إن مهمة المسلمين إنقاذ الناس من الشرك بأنواعه والوثنية بكل ضروبها وفي ذلك تعود للإنسان إنسانيته وكرامته، وإن من لا يسجد لله وحده يسجد للناس وللطواغيت يسخرونه ويعبثون به ويفقدونه كرامته
- التصنيفات: تربية النفس -
إن مهمة المسلمين إنقاذ الناس من الشرك بأنواعه والوثنية بكل ضروبها وفي ذلك تعود للإنسان إنسانيته وكرامته، وإن من لا يسجد لله وحده يسجد للناس وللطواغيت يسخرونه ويعبثون به ويفقدونه كرامته، فإذا ترك المرء القوانين التي يضعها الطغاة ليستمسك بشرعة الله كانت النتيجة أمرين:
أولهما: الخروج من ضيق الدنيا إلى سعتها.
وثانيهما: الخروج من أنواع الظلم التي يضعها الإنسان ليستعبد أخاه الإنسان إلى العدل الذي شرعه الله لعباده.
فرسالتك أيها المسلم أن تؤمن بالله وأن تكون عبداً لله وحده لا عبداً لنفسك، وأن تحقق معنى العبودية لله في قلبك فلا يكون لك في هذه الحياة الدنيا إلا هم واحد هو: مرضاة الله وابتغاء وجهه.
تعال بنا ليسأل الواحد منا نفسه، ما غرضنا من الحياة، وما رسالتنا؟!
والجواب أننا نعيش لأنفسنا وأغراضنا.
إن الرسالة التي نقدمها رسالة قصيرة وبتراء هزيلة، وإننا نحن المربين لا نخرج للناس رجالاً ولا نخرج أبطالاً مؤمنين حقاً، والأسباب عديدة أولها وأكبرها نقص في أنفسنا ويتبع هذا نقص مناهجنا ووسائلنا، ويلي ذلك الوسط الذي نعيش فيه ويطبعنا بطابعه وينفث فينا سمومه وضعفه ومخدراته .
ولابد أن تكون الرسالة مهيمنة على القلب ومستحوذة على النفس كلها، ومثال ذلك إنسان هيمن حب العلم على قلبه فهو يعكف عليه عكوفاً ينسيه نفسه ومن حوله وينسيه طعامه وشرابه والملذات التي يطلبها الناس والمنع التي يفرط في السعي وراءها الكبار والصغار، وفي تاريخ العلم أمثلة كثيرة لهذا النوع من العلماء، ولقد كان الرسل جميعاً من هؤلاء الذين غلبت على نفوسهم فكرة واحدة وهبوها حياتهم كلها، وكان المصلحون الذين يتأسون سيرة الأنبياء من بعدهم من هذا النوع: كان صلاح الدين الأيوبي كالوالهة الثكلى ففقدت وحيدها، يتململ في فراشه ويتقلب فيه ولا يجد النوم سبيلاً إلى جفنيه، كانت الفكرة التي غلبت على قلبه استرداد المسجد الأقصى وانتزاعه من أيدي الصليبين.