يبطنون النفاق
أبو الهيثم محمد درويش
- التصنيفات: التفسير -
يحملون نفس الأسماء و يحيون على نفس الأرض
يبطنون النفاق و يظهرون الإسلام
يتربصون و ينتظرون و لا يبادرون
لو تحقق النصر للأمة قالوا نحن معكم
و إن نزلت الهزيمة تقربوا للأعداء و ذكروهم بدورهم في تخذيل المسلمين وتزهيدهم في القتال و بث الخوف من الأعداء .
و هؤلاء أشر صنف من البشر فهم متلونون يعبدون هواهم و مصالحهم .
قلوبهم خربة
و أفعالهم متلونة كالحرباء
يصعب تمييزهم
فهم في الظاهر مسلمون و في الحقيقة أعداء , و من هنا فالعدو الصريح أقل شراً منهم لأن الأمة تعرف عداوته و تحذر .
و هؤلاء رد عليهم ربنا سبحانه بما فيه الشفاء لصدور المؤمنين ...لن يخفى صنيعكم على ربكم و يوم القيامة الموعد ... فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
تأمل :
{ الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا } [النساء 141] .
قال السعدي في تفسيره :
ذكر سبحانه تحقيق موالاة المنافقين للكافرين ومعاداتهم للمؤمنين فقال: { الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ } أي: ينتظرون الحالة التي تصيرون عليها، وتنتهون إليها من خير أو شر، قد أعدوا لكل حالة جوابا بحسب نفاقهم. { فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ } فيظهرون أنهم مع المؤمنين ظاهرا وباطنا ليسلموا من القدح والطعن عليهم، وليشركوهم في الغنيمة والفيء ولينتصروا بهم.
{ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ } ولم يقل فتح؛ لأنه لا يحصل لهم فتح، يكون مبدأ لنصرتهم المستمرة، بل غاية ما يكون أن يكون لهم نصيب غير مستقر، حكمة من الله. فإذا كان ذلك { قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ } أي: نستولي عليكم { وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ } أي: يتصنعون عندهم بكف أيديهم عنهم مع القدرة، ومنعهم من المؤمنين بجميع وجوه المنع في تفنيدهم وتزهيدهم في القتال، ومظاهرة الأعداء عليهم، وغير ذلك مما هو معروف منهم.
{ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } فيجازي المؤمنين ظاهرا وباطنا بالجنة، ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات.
أبو الهيثم