[06] نماذج من الاستهزاء
ومن نماذج الاستهزاء في عصرنا الحاضر ما يقع من بعض المستهزئين، من سخرية باللحية وبمن يعفيها، وكذلك بمن يرفع ثوبه اقتداءً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك أيضًا السخرية بعلماء المسلمين، وطلبة العلم، ورجال الحسبة.
- التصنيفات: مساوئ الأخلاق -
* جاء أبي بن خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده رميم وهو يُفتِّته ويذريه في الهواء، وهو يقول: يا محمد، أتزعم أن الله يبعث هذا؟ فقال: «تفسير القرآن العظيم).
» (* يُروى أن أبا داوود السجستاني – صاحب السنن – كان يسير مع طلابه إلى مجلس العلم، فرآهم رجل خليع مستهزئ، فقال ساخرًا بهم: ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة لا تكسروها، استهزاءً بحديث: « » [صحيح الترمذي: 3535]، قال النووي: "فما زال في موضعه حتى جفَّت رجلاه، وسقط ومات" (بستان العارفين).
* حكى ابن خلكان قال: بلغنا أن رجلًا يدعى أبا سلامة من ناحية بصرى، كان فيه مجون واستهتار، فذُكر عنده السواك وما فيه من الفضيلة فقال: والله لا أستاك إلا في المخرج (يعني دبره)، فأخذ سواكًا ووضعه في مخرجه ثم أخرجه، فمكث بعد تسعة أشهر وهو يشكو من ألم البطن والمخرج، فوضع ولدًا على صفة الجرذان، له أربعة قوائم، ورأسه كرأس السمكة، وله أربعة أنياب بارزة، وذنب طويل، وأربعة أصابع، وله دبر كدبر الأرنب، ولما وضعه صاح ذلك الحيوان ثلاث صيحات، فقامت ابنة ذلك الرجل فرضخت رأس الحيوان الغريب، وعاش ذلك الرجل بعد وضعه له يومين ومات في الثالث، وكان يقول: هذا الحيوان قتلني وقطع أمعائي، وقال ابن كثير: "وقد شاهد ذلك جماعةٌ من أهل تلك الناحية وخطباء ذلك المكان، ومنهم من رأى ذلك الحيوان حيًا، ومنهم من رآه بعد موته" (البداية والنهاية).
* يُروى أن رجلًا قرأ قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك: 30] فقال: تأتي به الفؤوس والدراهم، فجمد ماء عينه، وهذا يُفيد أن لفظ الماء عام في الآية لكافة أنواع المياه التي لها تعلق بحياة الإنسان ومنها ماء العين والمُبصرة.
* ومن نماذج الاستهزاء في عصرنا الحاضر ما يقع من بعض المستهزئين، من سخرية باللحية وبمن يعفيها، وكذلك بمن يرفع ثوبه اقتداءً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك أيضًا السخرية بعلماء المسلمين، وطلبة العلم، ورجال الحسبة.
وواجبنا نحو هؤلاء نصحهم بالحُسنى، وبيان حرمة هذا الفعل، والدعاء لهم بظهر الغيب، وتحذيرهم من عقوبة صنيعهم هذا في الدنيا والآخرة، لئلا يكونوا عبرةً لغيرهم كما تقدم في الأخبار السابقة.