إشاراتُ العُلماءِ في بيانِ نُصرةِ العريفي
أحمد بن عبد المحسن العساف
وافقَ الموَّقِّعونَ في إشارتِهم الخامسةِ الشَّيخَ العريفي في نظرتهِ
للمرجعِ الشيعي السيستاني :"ما قاله الشيخ محمد العريفي في السيستاني
لم يتجاوز الحقيقة"..
- التصنيفات: الدعاة ووسائل الدعوة -
نشرَ موقعُ المسلمِ يومَ الأثنينِ العاشرِ منْ شهرِ صفرَ عامَ 1431
بياناً كتبهُ أكثرُ منْ أربعينَ عالماً سعودياً نُصرةً للشَّيخِ
الدُّكتورِ محمَّد العريفي ضدَّ حلفِ الرَّوافضِ والرَّوابض،
وتصَّدَّرَ الموَّقِّعينَ شيخُ المحتسبينَ العلاّمةُ الشَّيخُ
عبدُالرحمنِ البَّراكِ أمتعَ اللهُ به.
وتضمَّنَ البيانُ إشاراتٍ يجدرُ الوقوفُ عندَها وتأمُّلها، فكلامُ
العلماءِ العارفينَ بالله كالدُّررِ الغاليةِ التي تحملُ المعانيَ
العاليةَ والإشاراتِ الواضحةَ بحدبٍ على الأمَّةِ وصدقٍ في توجيهِها
وإرشادِها-نحسبهم كذلك-.
ابتدأَ البيانُ بدايةً مشرقةً: "الحمد لله يعز من أطاعه، ويذل من
عصاه، وصلى الله وسلم على رسوله ومجتباه، محمد بن عبد الله الذي جعل
الله الذل والصغار على من خالف أمره"، وفي هذهِ المقدِّمةِ اختصارٌ
للبيانِ كلِّه، فاللهُ بقدرتهِ وعلمهِ يُعزُّ الطَّائعَ ويذلُ العاصي،
وقدْ كتبَ اللهُ الذُّلَ والصَّغارَ على مَنْ خالفَ أمرَ الرَّسولِ
الكريم-صلى الله عليه وسلم-، ونعتقدُ أنَّ الشَّيخَ العريفي قالَ
رأيَه في السيستاني طاعةً لله ومراغمةً للعصاة، ونجزمُ أنَّ
الرَّوافضَ وأشياعَهم عصاةٌ مخالفونَ للنَّبي الأكرمِ عليهِ الصَّلاةُ
والسَّلام، وهذه أولُ إشارة.
وأوضحتْ الإشارةُ الثَّانيةُ موقفَ الأعداءِ منْ دينِ الإسلامِ: "فإن أعداء الإسلام من الكفار والمنافقين ما يزالون يجلبون بخيلهم ورجلهم للكيد لهذا الدين وأهله"، وفيها تأكيدٌ على أنَّ العداوةَ مستمرةٌ معْ المنافقينَ وإنْ ألانوا الكلامَ أوْ تظاهروا بالُّلطف، لأنَّ اللينَ والًّلطفَ سجيةٌ للمنافقينَ معْ الكافرينَ فقط، وحينَ تسنحُ الفرصةُ على الدِّينِ والمؤمنينَ به فهمْ ألأمُ الخلقِ وأصلفُهم، وأيامُّنا شاهدةٌ على العدوانِ الليبرالي عبرَ وسائلِ الإعلامِ لمّا أمنوا المحاسبةَ في الدُّنيا، وإنَّ لهم ولمَنْ ورائَهم موعداً لنْ يخلفوه.
ثمَّ جاءتْ الإشارةُ الثَّالثةُ أكثرُ تفصيلاً بقولِ العلماءِ: "ومن
أقبح أنواع الأذى تجريح أهل العلم والصلاح، واختلاق الأكاذيب عليهم
والتشنيع عليهم وتشويه سمعتهم والاستعداء عليهم"، وهذا منْ الخزي
المنتشرِ والخذلانِ الظَّاهر، فمنْ طبعِ الأممِ توقيرُ أهلِ العلم،
ومنْ الفطرةِ ومكارمِ الأخلاقِ الالتزامُ بالصدقِ في القولِ والعمل،
وليسَ منْ الشَّجاعةِ في شيءٍ استعداءُ السُّلطاتِ على أحدٍ بغيرِ حق،
فكيفَ إنْ كانَ المُستعدى عليهِ شبهَ أعزل منْ وسائلِ الدِّفاعِ
الإعلامية؟
وكانَ البيانُ عامّاً في الإشارةِ الرَّابعةِ: "فإنهم يبينون للأمة"، فهو عامٌّ للأمَّةِ وليسَ لبلدٍ واحد، وهو خطابٌ للمؤمنِ والمسلمِ والمنافق، ونداءٌ للأفرادِ والجماعاتِ والحكومات، وتوضيحٌ للعالمِ والمتعلمِ والجاهل، وما أسعدَ الأمَّةَ بعلمائِها الذينَ يحملونَ على عواتقِهم أمانةَ البيانِ والبلاغِ التي أخذها اللهُ عليهم، وليتَ أنَّ علماءنا يصدرونَ بياناً دورياً للتَّعليقِ على الأحداثِ المتتابعة؛ فالأمَّةُ في غالبِها تنتظرُ رأيَ علماءِ أهلِ السنَّةِ في كثيرٍ منْ القضايا.
ووافقَ الموَّقِّعونَ في إشارتِهم الخامسةِ الشَّيخَ العريفي في
نظرتهِ للمرجعِ الشيعي السيستاني :"ما قاله الشيخ محمد العريفي في
السيستاني لم يتجاوز الحقيقة"، وهيَ فتوى أهلِ العلمِ والحكمةِ بناءً
على ما قالهُ السيستاني في الكتبِ والخطب، وهي أقوالٌ شنيعةٌ لو فحصها
عقلاءُ الشيعةِ لما رضوا بها، وإنْ تدَّبرها مَنْ يفهمْ منْ
الليبراليينَ فسيكُّفونَ عنْ مناصرتهِ أوْ ينتهونَ عنْ إدِّعاءِ
الوطنية.
وعادَ البيانُ باللومِ على وسائلِ إعلامِنا والمتصرِّفينَ فيها لموقفهم منْ العلماءِ والمصلحينَ حيثُ يريدونَ "إسكاتهم عن قول الحق بدليل تناولهم بالتجريح للعلماء والدعاة واحدا بعد واحد، ولم يظنوا أنهم بذلك يسهمون في نشر علم هؤلاء العلماء وزيادة ثقة الناس"، ولمْ تكتفِ الإشارةُ السَّادسةُ باللومِ بلْ زادتْ القومَ غمَّاً بتقريرِ أنَّ الهجومَ المتواليَ فيه نشرٌ للحقِّ وتزكيةٌ لأهله، فالإعلامُ يحجبُ العلماءَ بالإقصاء، وينشرُ علومَهم ويزَّكي منهجَهم بالتَّجريحِ والاستهزاء، فالحمدُ لله أنْ جعلَ جهدَ الرَّوابضِ وانفاقَهم حسرةً عليهم. وتساءلَ العلماءُ: "لم تعاطف العلمانيون مع الروافض؟ هل هم عملاء لهم؟ أم تشابهت قلوبهم فبعضهم أولياء بعض؟"، فهلْ منْ مجيبٍ أوْ باحث؟
وفي سابعِ الإشاراتِ دعوةٌ مشفقةٌ منْ علماءِ الإسلامِ للمُغرَّرِ بهم منْ الشيعةِ ليعودوا لدينِ الإسلامِ وحقيقةِ مذهبِ آلِ البيتِ-رضوان الله عليهم-، فما أرحمَ أهلُ الحقِّ بالخلقِ بدعوتِهم: "عامة الشيعة إلى أن يتوبوا إلى الله عز وجل من مذهبهم الباطل"، فهلْ سيقبلونَ هذهِ الدَّعوةَ الحانية؟ وعسى أنْ تجدَ مَنْ يقومُ بِها منْ العلماءِ والدُّعاةِ في المناطقِ العربيةِ خصوصاً، وننتظرُ منْ إخوانِنا النَّاجينَ منْ التَّشيعِ تبصيرَ قومِهم حتى لا تضيعَ دنياهم وآخرتهم.
وكما ابتدأَ البيانُ بإشارةٍ عزيزةٍ متينة، فقدْ اختتمه العلماءُ
بإشارةٍ ثامنةٍ ثابتةٍ على المنهجِ "على أهل العلم والدعاة إلى الله
أن يمضوا في طريق الإصلاح والدعوة وقول الحق وإنكار المنكر ولا يعبأوا
بإرجاف المرجفين وتخذيل المخذلين، وألا يخافوا في ذلك لومة لائم فهذا
سبيل أولياء الله"، وإنَّ ثمرةَ حياةِ المسلمِ لا تكونُ إلاّ بعلمٍ
وعملٍ ودعوةٍ واحتسابٍ وإصلاحٍ لدينِ النَّاسِ ودنياهم، وإنَّها
لحياةٌ كريمةٌ تلكَ التي تكونُ لله، وعسى أنْ يمُّنَّ اللهُ على مَنْ
سارَ في هذا الطَّريقِ المستقيمِ مخلصاً بمماتٍ شريفٍ خالصٍ للهِ ربِّ
العالمين.
إنَّ المجتمعَ لا يخلو منْ العلماءِ القائمينَ للهِ بالحجَّة، والموَّضِّحينَ للأمَّةِ بالبيانِ والتَّعليمِ والإرشاد، وما أحرى أنْ يكونَ للعلماءِ رأيٌ في كلِّ نازلةٍ حتى لا ينفردَ المرجفونَ في الميدان، وأنْ يتعاونَ العلماءُ المستقِّلونَ معْ إخوانِهم الرَّسميينَ في تحقيقِ المصالحِ الشَّرعية، وإصلاحِ أحوالِ البلادِ والنَّاسِ في الشُّؤونِ الحاضرةِ والمستقبلية.
أحمد بن عبد المحسن العسَّاف - الرِّياض
الثلاثاء 11 منْ شهرِ صفر عام 1431
[email protected]