منتدى جدة الاقتصادي .. ورفض الإصلاح
منذ 2010-02-04
إن العمل على إصلاح أوضاع المنتدى المتردية ضروري للغاية، وتبدأ عملية الإصلاح من إصلاح أهداف المنتدى وبرنامجه وثماره المحلية مروراً بأخلاقيات التنظيم، وانتهاء بالمسؤولية الأدبية في مداخلات المشاركين..
ينعقد منتدى جدة الاقتصادي هذا العام 2008م بعد سلسلة من اللقاءات المتتابعة التي تسعى إلى ترسيخ الليبرالية الاقتصادية (الرأسمالية) من خلال أوراق يقدمها خبراء غربيين وعرب.
وقد سبق لي أن كتبتُ مقالاً بعنوان "الأبعاد الفكرية لمنتدى جدة الاقتصادي" في 2007م وجاءت اللقاءات بعده تؤكد النتائج التي توصلت إليها، حيث صرح المسؤولون عن المنتدى أنه منتدى فكري يهدف إلى إدخال مفاهيم فكرية جديدة للمنطقة. ولهذا فإن الأحوال الاقتصادية المحلية لا تعني المنتدى في شيء، وتأكيداً لذلك فإن المنتدى لم يتحدث عن مشكلة الفقر أو الانهيار الاقتصادي الهائل في كارثة الأسهم، وفي هذا العام تَمّ الإهمال الكامل لمشكلة التضخم مع كونها أبرز مشكلات المنطقة.
وفي العام المنصرم (2007م) استدعى المنتدى أحد الإرهابيين(الجنرال ويسلي كلارك: القائد السابق لقوات حلف الناتو) الذين تلطخت أيديهم بدماء النساء والأطفال والشيوخ في أفغانستان، وافتخر بذلك أمام الجميع في كلمة ألقاها عن (الأمن المرن).
وهذا العام (2008م) دعى المنتدى اليهودي المعروف "جورج سوروس" وهو أحد اليهود المرابين الكبار الذين دمروا الاقتصاد العالمي بحِيلة وغدر، فهو المسؤول عن الانهيار الاقتصادي الكبير في دول النمور الآسيوية، وحادثة النمو الآسيوية تدل دلالة بينة على البعد الاستعماري في مضاربات (سوروس)،وهي ليست المرة الأولى التي يقدم فيها المنتدى على دعوة اليهود للمشاركة فقد دعى في وقت سابق وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة (مادلين أولبرايت).
والحقيقة أن المنتدى لا تعنيه آليات الاقتصاد، ومهنية تطويره بقدر ما يعنيه الرؤية الفكرية التي يسعى لغرسها في العقل التجاري السعودي، وهي رؤية ذات مقومات تغريبية تؤكد مفاهيم الرأسمالية العالمية المبنية على أساس علماني.
فالعجب لا ينقضي من الإهمال الكامل التام لدعوة علماء شرعيين من المتخصصين في الاقتصاد والمعاملات المالية المعاصرة للمشاركة في المنتدى مع أنه يقام في بلد بحجم السعودية.
إن غياب علماء الشريعة الإسلامية ورفض دعوتهم للمنتدى وحضور اليهود والنصارى في بلدٍ إسلامي بهذه الطريقة المبتذلة تدل على توجهات من يقف وراء هذا المنتدى وأهدافه الأجنبيّة عن هوية البلد ونظامه الأساسي للحكم، وفضلاً عن استعمال اللغة الانجليزية مع أن 95% من الحضور من العرب، واللغة ليست مجرد وسيلة للتخاطب بل هي ثقافة وهوية.
إن العمل على إصلاح أوضاع المنتدى المتردية ضروري للغاية، وتبدأ عملية الإصلاح من إصلاح أهداف المنتدى وبرنامجه وثماره المحلية مروراً بأخلاقيات التنظيم، وانتهاء بالمسؤولية الأدبية في مداخلات المشاركين وإبراز النماذج المضيئة في المجتمع، وإيقاف اللهث وراء الغرب دون تمحيص نقدي مستقل.
ويجب على كبار المسئولين والعلماء من يعنينه شأن الأمة أن يتواصل مع الجهة المنظمة للمنتدى ويواجههم بهذه الحقائق ويطالب بضرورة إصلاحه وتعديل رؤيته وأهدافه بما يوافق دين هذه البلاد وهويتها، وترتيب برنامجه وآليات تنظيمه وفق الأخلاقيات الإسلامية المرعية في مجتمعنا.
14/2/1429 هـ
المصدر: موقع المسلم
- التصنيف: