ذكريات أول رحلة عمرة (2)
فى جزء من الثانية وبدون تفكير رددت الفلوس لصحاب الجواز وفوجئت به يقول يدووم ياباشا فنظرت إليه وراجعت كتاب علم الإجرام ونظرية ﻻمبروزو فى اﻹجرام وكل معلوماتى عن المجرمين والعصابات فوجدته ينظر خلفه للطابور وينادى يافلانة وفلانة حضرى جوازك ولن أذكر أسماء ﻷن لها قصة أخرى ثم وجدته يشير لشخص أن يقف بجانب شخص ضرير فتفحصت بقية الطابور الواقف أمامى فوجدت منهم مشلولين فسألته عن اسمه ومهنته فرد بسرعة ومع ذلك أعطيت الجواز للضابط وهمسة فى أذنه بالشك فيه وكان الوحيد الذى فعلت معه والضابط فحص جوازه وختمه ثم توالى بقية الطابور ودققت فيهم جدا فوجدتهم كلهم من محافظة ومدينة وقرية واحدة ولذلك قصة سوف أحكيها فيما بعد.
المهم جاء ضابط آخر وأنهيت عملى والحقيقة أن ضابط الجوازات شكرنى وأخذنى من يدى إلى الباخرة وأدخلنى الكابينة الخاصة بى ثم أخذنى لقبطان السفينة وشكرنى أمامه وطلب من القبطان أن يوفر لى كل الراحة وسلم على وشكرنى وتحركت الباخرة ورجعت للكابينة
فوجدت اثنين من الإخوة المسلمين من نيجيريا فى الكابينة معى وكانوا طلبة فى الأزهر ويتحدثون العربية فتبادلنا الحديث وكانت المفاجأة حينما جاء سؤال عابر عن الزواج فقلت لهم إن شاء الله فى الطريق للزواج فوجدت أحدهم يقول لى أنه متزوج اثنتين واﻵخر يضحك بشدة ويقول أنه متزوج اثنتين وعندما يرجع من العمرة سيذهب نيجيريا ليتزوج الثالثة فابتسمت ابتسامة باهتة فقال لى أنتم مصريين ضعفاء مساكين والنسوان فى مصر هكذا قال لى أقوياء فقلت له ليس الأمر هكذا ولكن ظروف المجتمع ووو واخذت أشرح وهم يبتسمون فسكت.
ثم جاء وقت الغداء وكانت أمى رحمها الله رحمة واسعة أعطتنى لحم متشوح كما يقال وبعض الأطعمة فأخرجتها ودعوتهم للطعام فاعتذرا وأخرجا صفيحة مغلقة وما إن فتحها حتى عطست بشدة متكررة وقلت لهم ماهذا فقاﻻ هذا قرع مطبوخ بالشطة الكثيرة وتعجبت من ضحكهم فسكت.
لكن فجأة سمعتهم يتغنون بكلمات أغنية بكلمات عربية ففهمت أنها أغنية مصرية فتعجبت وسألتهم كيف تحفظون أغنية مصرية فقاﻻ لى أﻻ تعرف المطرب فلان إنه مطرب الشباب فى مصر فصدمت وقلت فى نفسى أعرفه إنه صديق عمرى.
وللحديث بقية.
- التصنيف: