ذكريات أول رحلة عمرة (4)
سكت الشاب المصرى وصعدت مع صديقى للسكن وقال صديقى وهو زعلان شىء ﻻ يصدق مافعله هذا الشاب فهو يعرفنى بقوة وبلغته انه سوف يأتى شخص يسأل عنى ربما خاف من صاحب المحل او منوفى وضحك هههه
المهم وضعت حاجتى وذهبت مع صديقى للحرم ﻷداء العمرة وكان رؤيتى للكعبة المشرفة أول مرة أمر ﻻينسى فى حياتى فقد ظللت مشدودا فى انبهار وتعظيم لبيت الله الحرام حتى قال صديقى أنت عمرتك هاتكون واقف هنا كده؛ هيا للمناسك فاستقبلت الحجر الأسود وأديت العمرة. اللهم تقبل.
ثم خرجنا فذهبت للحلاق للتحلل فقال صديقى ﻻداعى عندى ماكينة حلاقة فقلت له أحلق وخلاص فأصر بشدة يحلق لى فى البيت وذهبنا للمنزل وظل ساعات يبحث عن الماكينة والمقص فلم يجدهما فنظرت اليه وانا اضحك وأقول له كنت حلقت عند الحلاق عشان تبطل قطع عيش حد.
وظللت محرم حتى تسحرت وصليت الفجر ونمت من التعب بملابس اﻻحرام وقبل الظهر أيقظنى وهو فرحان وجدت ماكينة الحلاقة فحلقت وتحللت وهنا تغير مهم لما بعده من أحداث فقد حلقت شعرى تماما وارتديت طاقية وغترة حمراء سعودى وجلابية بيضاء الدفة وكانت ساعتها الموضة الجلابية بياقة.
المهم ذهبت الحرم وشكلى متغير وصليت الظهر والعصر ثم خرجت فوجدت المفاجأة الهامة وجدت أمامى صف طويل جالس على اﻻرض من المتسولين فنظرت اليهم فوجدت عدد منهم من القرية التى نظرت فى جوازتها فى ميناء السويس ثم أدرت بصرى فوجدت الرجل الذى وضع ال50جنيه فى الجواز ومعه الرجل الضرير يتسولون.
والعحيب؛ أنهم ظنوا أنى سعودى فاقتربوا بإلحاح يسألون الصدقة فصمت ولم أعلق وتركتهم فهم لم يتعرفوا على مطلقا وذهبت ومعى صديقى الى حيث كانت توجد كبائن تلفونات بجانب الحرم تضع الريال الفضة للاتصال وأثناء اتصالى وبجانبى صديقى فوحئت بإمرأة تقترب من الكابينة وتسأل بطريقة مش كويسة؛ ولما ألحت وكأنها تظننى سعودى وشاهدتها تذكرتها فهى المرأة التى كانت مع الرجل بتاع ال50 جنيه فقلت لها بالمصرى امشى ياست. فقالت باستغراب أنت مصرى ثم مشيت بسرعة.
وهنا أدركت أنهم عصابة يقودها هذا الرجل للتسول؛ فقلت اللهم استر عبادك وعلمت فيما بعد أن تلك العصابات ينفق عليها من يسفرهم مقابل نسبة من التسول.
وقضيت شهر رمضان وكان أفضل وقت قضيته فى حياتى.
القصة فيها الكثير لكن خشية الملل أتوقف
و يبقى أنه عند عودتى مصر رجعت لبيتنا عند شروق الشمس نزلت من السيارة وفوجئت بأمى رحمها الله فى الشارع أمام البيت تشترى لبن وكان بائع اللبن يمشى بعجلة ينادى على اللبن ففوجئت بى أمى رحمه الله امامها فاحتضنتها فى الشارع.
ورغم مضى 26عام على هذا الموقف مازلت أذكره وألعن من حرمونى من وداع أمى والصلاة عليها فلى ذكريات معها فى مكة رحمها الله ﻻتنسى؛ اللهم ارحم أمى وأبى وموتى المسلمين واغفر لنا تقصيرنا.