حبس الأنبياء في سجون الكنانة

منذ 2016-03-13


من السفاهة بمكان أن يدنس المرء مداده ؛ أو يلوث صحائف نشره بالحديث عمن يقول بحبس نبي من أنبياء الله -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- , كما إنه من الحماقة بمكان أن يستنصر المرء بالذي يعلن على رؤوس الأشهاد جهارا نهارا أن المخطئ إذا كان من " الأسياد " فلن يحاسب ؛ بما جعل " الأسياد " يرون أن " الإله " الذي يملك العقاب قد أمنهم ؛ وقد تواضعت العقول على مسلّمة مفادها : أن من الخلائق بشراً إذا أمنت العقوبة أساءت الأدب , فكيف إذا كان أمان ولم يكن ثمة أدب ؟!
 لقد جاءت إهانة ركن من أركان عقيدة التوحيد على أرض مصر أرض الكنانة لتضع جميع ولاة الأمر في الأقطار العربية والاسلامية في موقف لا يسع أحداً منهم إلا أن يعلن بوضوح وجلاء لا لبس فيه أمام العالم كله موقفه من هذا الحدث الجلل والمنكر العظيم بما يحفظ للأديان والمقدسات حرمتها وهيبتها .
إن ما دعاني إلى كتابة هذه الكلمات هو أني لم أجد لنفسي دليلا ولا مستندا ولا مقالة أقف بها بين يدي ربي يوم القيامة حين يسائل كل من لم يتمعّر وجهه غضبا لله وغيرة على حرمة أنبياءه ؛ الذين يعد الإيمان بهم جميعاً أحد أركان الإيمان الست التي لا يكون المسلم مسلما إلا إذا استوفى الإيمان بها جميعا , ومن أنكر أحدها كان منكرا لمعلوم من الدين بالضرورة فلا يثبت له إسلام ولا إيمان :
{ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } [البقرة :285]
 ونحن هنا نتكلم عمن ينكر الإيمان بنبي من أنبياء -الله صلوات الله عليهم أجمعين- ولا نتكلم عمن يستهزئ بهم , أو يهينهم , أو " يقرر حبسهم " ؛ فذاك شأن آخر ؛ تدركه النفوس والعقول فطرةً قبل أن تعرفه فقها وعلما , وهو يأتي في السياق الطبيعي للسنن التي أخبر بوقوعها وأحداثها الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم ولا يملك المرء إزاء حدوثها إلا أن يبرأ إلى الله من صنيع من يتلبث بمثل هذه الجرائم المعلوم حكمها بإجماع المسلمين سلفا وخلفا , ونستعيذ بالله من الرضا عن مثل هذه الجرائم , أو تكثير سواد مرتكبيها , أو مظاهرتهم.
نسأل الله أن يبرم لهذا العالم أمر رشد يهدي به الضالين , وينشر به هدايته على العالمين , وصل اللهم على سيد الأولين والأخرين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

حسن الخليفة عثمان

كاتب إسلامي

  • 1
  • 0
  • 1,371

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً