وَالله غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ
أحمد قوشتي عبد الرحيم
- التصنيفات: دعوة المسلمين -
{وَالله غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
- فأمره سبحانه نافذ ، وحكمه ماض ، وقضاؤه لا يرد ، فلا معقب لما حكم ، ولا مبطل لما أمر ، ولا مؤخر لما عجل ، ولا معجل لما أخر ، ولا ممسك لما أرسل ، ولا مرسل لما أمسك ، ولا ناصر لمن خذل ، ولا خاذل لمن نصر ، ولا عاصم من أمره إن نزل إلا من رحم ، ولا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه .، ولا يعيذ منه إلا هو .
- ولكن أكثرنا ، وأكثر الناس لا يعلمون ذلك ، لقلة اليقين ، وضعف الإيمان ، وعدم التدبر لآيات الله وسننه في الكون والآفاق ، وعبر التاريخ ، وقيام الدول وسقوطها ، مع أَن من تَأَمل أحوال الدُّنْيا وتقلب أحداثها ، تيقن أن الأمر كله لله ، وأنه إذا جاء أمر الله بطلت كل حيلة ، وخسأ كل معاند ، وقضي بالحق ، وخسر هنالك المبطلون ، وقطع دابر القوم الذين ظلموا ، والحمد لله رب العالمين .
- وأما ما يفعله الظالمون والمجرمون فهو مرصود ومكتوب ، ومحسوب ومشهود ، وإنما هي أيام معدودات ، طالت أم قصرت ، يقضونها في إمهال الله وحلمه بعباده ، لعلهم يرجعون أو يتذكرون ...ثم إذا أصروا على الطغيان ، وتمادوا في الفجور والعصيان ، آتاهم أمر الله ، وحل بهم عذابه الذي لا يرد عن القوم المجرمين .