بيــان بشأن ضم الصهاينة لمسجد الخليل إلى آثار الكيان الصهيوني

منذ 2010-02-26

دعوة الضفّة للإنتفاضة ، والأمـَّة لدعـم الجهـاد.. <br /> دعما لكلِّ الحركات الجهادية في العالم الإسلامي ، وعلى رأسها الجهاد الفلسطيني المبارك رأس حربة الأمة في مواجهة العدو الصهيوصليبي .



الحمد لله الذي جعل هذه الأمّة أمة الجهاد ، والصلاة والسلام على المبعوث بالهدى والرشاد ، نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه ، ومن سار على نهجه ، واقتفى أثره إلى يوم المعاد ، وبعـد :

فقد أقدم الصهاينة _ أشد الناس عداوةً للذين آمنوا _ على إعلان إستيلائهم على مسجد الخليل جنوب الضفة الغربية ، وضمه إلى قائمة ما يسمَّى (الآثار التاريخية التراثية) ، الموضوعة على قائمة الترميم ، وهـي خطوةٌ جديدةٌ في طريق استيلاء المغتصبين الصهاينة على كامل المسجد ، بعد أن استولوا على بعضه ، ومخططهم هو تحويله إلى كنيس يهودي بعـد إزالة جميع معالمه الإسلامية.


ومعلوم أنَّ مسجد الخليل الذي يقع جنوب شرق مدينة الخليل ، هو مسجد كبير يُعـد أقدم المساجد في فلسطين بعد المسجد الأقصى حيث بني عام 15 هـ ، فهو ثاني أعظـم مقدسات المسلمين في فلسطين بعد بيت المقدس ، وقد بقي مسجـدا تقام فيه الصـلوات ، طيلة العهود الإسلامية قبل الحروب الصليبية ، حتى أعاده صلاح الدين الأيوبي عام 587هـ ، بعدما حوله الصليبيون إلى كاتدرائية لمدة90 عاما ، ثم رجع إلى المسلمين ، حتى رفع المغتصبون الصهاينة العلم الصهيوني عليه عام 8/6/1967م ، غير أنه بقي مسجـدا إسلاميا حتى إعتداء عام 94م ، عندما وقعت المجزرة ، ثم بعد ذلك بدأت الإعتداءات المتوالية عليه ، بما فيه ذلك منع رفع الأذان على مآذنه.


وقد قامت السلطة (الأوسلوية ) الخائنة ، تحت قيادة الجنرال الصليبي الصهيوني دايتون ، بالتخلي عن المنطقة التي فيها المسجد _ وحولها خمسة مواقع فلسطينية ، حُوّلت إلى بؤر إستيطانية _ قامت بالتخلي عنها للصهاينة بموجب ما يسمى ( بروتوكول الخليل ) عام 1996م ، ومن ذلك الحين والسلطة الخائنة تتعاون مع الصهاينة لتحقيق هدفهم في الإستيلاء على المسجد ، وتحويله إلى كنيست.


وكان آخر ماقامت به هذه السلطة منع المتظاهرين من مواجهة جنود الإحتلال بعد إعلان القرار أمس ، وسدَّت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة كلَّ الطرق إلى المسجد لمنع أهل الخليل من الوصول إليه ، بل واعتدت على الشباب الذين رموا الحجارة على الجنود الصهاينة ، وإبعدتـهم بالقـوّة عن خطوط المواجهـة ، فما كان من هؤلاء الفتية إلاّ أن رموا أجهزة السلطة بالحجارة كما يرمون الصهاينة !

ولاريب أنّ هذه الخطوة الخطيرة هي من أعظم الجرائم في حقّ الأمة الإسلامية ، وأشنـع الاعتداءات على مقدساتها ، وهي تستوجـب إندلاع لهيب الإنتفاضة الثالثة في فلسطين ، مدعومة من العالم الإسلامي ، إلى أن تنتهي بإسقاط هذا القرار ، مع سقوط سلطة الخيانة ،والتآمر الفتحاوية الدايتونية .



كما أنَّ هذا القرار الخطير يكشف بوضوح :

أنَّ خطّ الخنوع والإستسلام الذي يقوده المتاجرون بمقدسات المسلمين في القدس ، وهم عباس وزمرته ، والمدعوم مما يسمى محور (الإعتلال) العربي ، هذا المحور الشريك لجرائم الصهاينة ، بحصاره المقاومة في غزة ، ومنعه لكلِّ سبل دعمها ، ليس سوى الجزء الأخطـر من المؤامرة الصهيوصليبية على مقدسات الأمة الإسلامية.

وأنَّ هذا الإستغوال الصهيوني على مقدسات الأمة ، ماهو إلاّ نتيجة حتميـة لخطاب الذلّ ، الذي يقوده تيار الإنهزام المتمثل في علماء السوء ، ومثقفي الدياثة الفكرية ، من مأجوري الحملة الصليبية ، المشغولين بتشويه صورة الجهاد ، وحصـار ثقافة المقاومة ، هذا الخطاب الذي يرعاه النظام العربي ، يمجد رموزه الطالحة ، ويلمع وجوههم الكالحة ، ويمكنهم من تزييف وعي الأمّة الإسلامية.

وأنَّ نهاية كلِّ طريق يسلك مع الصهاينة في القضية الفلسطينية ، سوى طريق الجهاد ، والمقاومة ، هو هدم كلِّ مقدسات المسلمين في فلسطين ، وعلى رأسها المسجد الأقصى ، وتحويلها إلى معابد يهودية ، وإضاعة كلِّ حقوق المسلمين في الأرض المقدسة.


ومن هنا فمن أعظم الواجـبات اليوم ، هو إنطـلاق حملة شاملة لنصرة مشروع المقاومة في فلسطين ، والذي يقوده معسكر غزة الصامدة ،


ولإسقاط معسكر التآمر والخيانة في الضفة الغربية ، وإخراج كلِّ المجاهدين الشرفاء في سجون السلطة العميلة ، ليقودوا إنتفاضة جديدة تحـرق في لظاها كلّ المؤامرات الصهيونية على مقدساتنا ، كما فعلت الإنتفاضة الأولى ، والثانية .

وهذا يستوجب إستنهاض كافة الطاقات الإسلامية في الأمة ، وحشدها في إتجاه الخطاب الجهادي ، الذي يركز على مفاهيم توحيد الأمِّة ضد العدو الصهيوصليبي ، واسترجاع عزتها ، لإسترداد حقوقها ، وعلى تزييف كلِّ ما سواها .


دعما لكلِّ الحركات الجهادية في العالم الإسلامي ، وعلى رأسها الجهاد الفلسطيني المبارك رأس حربة الأمة في مواجهة العدو الصهيوصليبي .

هذا البيان ، على الله تعالى البلاغ ، وهو حسبنا ، عليه توكلنا وعليه فليتوكل المتوكـلون .


حامد بن عبدالله العلي
10ربيع الأول 1431هـ الموافق 24فبراير 2010م


حامد بن عبد الله العلي

أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية

  • 5
  • 1
  • 15,703
  • nada

      منذ
    رائع وجميل جدا وننتظر المزيد أدعو الله يفك أسرنا ويرزقنا الشهادة في سبيله ويدخلنا الجنة
  • nada

      منذ
    الا يا عرب كفانا ما نحن فيه من الدل فالتخرجوا رؤسكم من الرمل فالترفعوا الجهاد ضد قتلة الاطفال وقاطعي الاشجار فغدا كيف سنلاقي وجه الله عندما نساأل مادا فعلنا لنصرة الاسلاموللقدس الشريف
  • nada

      منذ
    هذا المقال جميل جدا جزاك الله خيرا ياشيخ
  • nada

      منذ
    يا شيخي العزيز نحن أكثر من مليار مسلم على وجه الأرض و لكننا كغثاء السيل, نرى ما يجدث في فلسطين ونشاهد مباريات كرة القدم و الأفلام و المسلسلات و الأغاني و لا نصلي و لا نقرأ القران و نكره بعضنا البعض و نوالي الكفار فهل بعد كل هذا يمكن أن ننتصر, يجب أن يكون هناك حملة لتربية الأجيال القادمة على كتاب الله و سنة رسول الله بفهم سلف الأمة. و صلي اللهم و سام على سيدنا محمد
  • العبد الفقير لله

      منذ
    حسبنا الله و نعم الوكيل في الصهاينة ، اللهم انتقم منهم يا جبار يا قوي يا الله ، آآآآآآآآآآآمين

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً