فوائد من حجة الوداع (4)
أحمد قوشتي عبد الرحيم
- التصنيفات: السيرة النبوية - محاسن الأخلاق - مساوئ الأخلاق - أخلاق إسلامية -
حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ومعه مائة وعشرون ألفا من أصحابه، فما تميز عنهم صلى الله عليه وسلم بملبس ولا راحلة ولا خيمة ولا شيء قط، وكان الناس يزدحمون عليه ويكثرون حوله، وهو بأبي وأمي كريم سهل هين لين، لا يضرب الناس بين يديه ولا يمنعون منه ولا يقال إليك إليك ولا عنك عنك، من أراد أن يسأله سأل، ومن أراد أن يتبرك تبرك.
وكان من عادة العرب أن الرؤساء والعظماء لا يردفون أحدا على دابتهم أما هو صلى الله عليه وسلم فقد أردف أسامة بن زيد وأردف الفضل بن العباس، وكانت دابته صلى الله عليه وسلم تسير ودواب أصحابه حولها لا يمنع أحد من سبق دابته أو الاقتراب منها.
هذا كله وهو صلى الله عليه وسلم أشرف من وطئ الحصى، وسيد ولد آدم، وإمام الأنبياء والمرسلين، وقائد الغر المحجلين، وأعرف الخلق بالله، وأشدهم له خشية.
فلا بارك الله في كل مختال متكبر، ينظر للناس من عل، ويأنف أن يختلط بالسوقة وعامة الناس، وبارك الله في كل متواضع، سهل، قريب من الخلق، لا يرى لنفسه فضلا على أحد.