مُفارقَــــــة .. !
حينما تتأمَّل ذلكم الرجل، الذي شكَا بطنَ أخيه، إلى نبيّنا عليه السلام، فأمرَه عليه السلام أن يسقيه عسلًا، حيث قال الله: { فيه شفاءٌ للناس }.
فلمّا عاوَد الرجلُ الشكاية والألم، قال عليه السلام: «
» .وهكذا كلّ من أعرض عن شريعة الله، وتحكيمها وتطبيقها، هذا الزمان .. !
وظنّ أنها رجعيةٌ وتخلُّف، وأنها لا تُحسِن مُسايرة الوقائع والأزمان والتطورات ..
وأنها لا تَرقى إلى مُداواة عِلل الأفراد والدُّول والمُجتمعات .. !
ومن ثمَّ .. استبدلوا بها قوانين البشر والغاب، مُؤمّلين فيها الشفا والتَّحرّر والانسياب !
لكنَّهم سَرعان ما أفاقوا على الخراب يَتلوه خراب .. !
ها هنا فقط .. قُل لهم : صدَق الله وكذبَت أهواؤكم .. !
حيث قال:
{ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا }.
وقال :
{ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم }.
وقال :
{ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ }.
وعليه فَـقِس .. كلّ مَن طلب شفاءً أو نجاةً أو توفيقًا أو تمكينًا، بغير هُدًى من الله .. !
أبوفهر المسلم
- التصنيف: