سنن نبوية مهجورة - (9) صلاة الوتر

منذ 2016-03-28

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا.

عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا» متفق عليه (صحيح البخاري؛ برقم: [998]، صحيح مسلم؛ برقم: [751]).

حظيت صلاة الوتر بأهمية خاصة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان يُوصي أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين بها على وجه الخصوص؛ فقد أوصى بها أبا هريرة رضي الله عنه مع بعض العبادات الأخرى؛ وذلك كما في رواية البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلاَثٍ: صِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ" (صحيح البخاري؛ برقم: [1981])، وأوصى أبا الدرداء رضي الله عنه الوصية نفسها؛ فقد روى مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: "أَوْصَانِي حَبِيبِي صلى الله عليه وسلم بِثَلاَثٍ لَنْ أَدَعَهُنَّ مَا عِشْتُ: بِصِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وَبِأَنْ لاَ أَنَامَ حَتَّى أُوتِرَ" (صحيح مسلم؛ برقم: [722]).

وصلاة الوتر تكون بعد صلاة قيام الليل؛ وذلك لما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ صَلاَةُ اللَّيْلِ؟ قَالَ: «مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ، فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ» متفق عليه (صحيح مسلم؛ برقم: [749]، صحيح البخاري؛ برقم: [1137]).

وصلاة الوتر يمكن أن تكون قبل النوم، ويمكن أن تكون بعد الاستيقاظ من النوم، فعن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: «مَتَى تُوتِرُ؟» قَالَ: أُوتِرُ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ، وَقَالَ لِعُمَرَ: «مَتَى تُوتِرُ؟» قَالَ: أَنَامُ ثُمَّ أُوتِرُ، فَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: «أَخَذْتَ بِالْحَزْمِ أَوْ بِالْوَثِيقَةِ»، وَقَالَ لِعُمَرَ: «أَخَذْتَ بِالْقُوَّةِ» أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه، ووافقه الذهبي (المستدرك؛ برقم: [1070]).

ويُشْتَرط أن يكون الوتر قبل صلاة الصبح، فإذا أذن الفجر ذهب وقتها، لما أخبر به أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أَنَّهُمْ سَأَلُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْوِتْرِ، فَقَالَ: «أَوْتِرُوا قَبْلَ الصُّبْحِ» (صحيح مسلم؛ برقم: [754]).

وقد بلغ من حرص الصحابة على صلاة الوتر أن خاف عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه أن يظن الناس أن الوتر فريضة، فقال: "الوِتْرُ لَيْسَ بِحَتْمٍ كَصَلاَتِكُمُ المَكْتُوبَةِ، وَلَكِنْ سَنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم"، وقال: "إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ القُرْآنِ" رواه الترمذي وحسنه، وصححه الألباني (سنن الترمذي؛ برقم: [453]).

فلنحرص على إحياء هذه السُّنَّة العظيمة، بتطبيقها وحث الناس عليها، حتى ننال ثوابها، وحتى ننال أجر إحياء سنة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم.

  • 22
  • 0
  • 10,798
المقال السابق
(8) كتابة الوصية
المقال التالي
(10) دعاء ركوب الدابة حضرًا وسفرًا

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً